آخر الأخبارأخبار محلية

3 أمورٍ ستحصل.. ماذا لو رشّح حزب الله قائد الجيش للرئاسة؟

لا توجد لدى “حزب الله” أي بوادر يمكن أن تدفعه للتنازل عن ترشيح رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة، على قاعدة أنّ الأخير هو المطروح “حصراً” على طاولة حارة حريك، ولا اسم غيرهُ في الوقت الراهن. في المقابل، قد لا يكون هناك أي مانعٍ لدى الحزب للبحث بخيارٍ آخر بديل عن فرنجيّة، والأساس في هذا الإطار يبدأ من سحب الأخير ترشيحه من تلقاء نفسه. عندها، يكون “حزب الله” قد تخلّص من أي إحراج، وبات بإمكانهِ الإنطلاق نحو فكرة “الخيار الآخر” الذي يُمكن أن يرتبط بقائد الجيش العماد جوزاف عون. 

 

 

 الصحيحُ في ظل الأجواء القائمة هو أنّ خيار إنعقاد طاولة حوار لطرح إسم فرنجية عليها لم يعد نافعاً وعملياً، فالمساعي الفرنسية في هذا الإطار جرى تقويضها دولياً عقب إجتماع اللجنة الخُماسية الأسبوع الماضي في قطر. كذلك، وعلى الرغم من أنَّ الموفد الفرنسي الخاص بلبنان جان إيف لودريان سيحطّ في بيروت خلال الساعات المقبلة ضمن زيارته الثانية للبنان، إلا أنّ الطروحات التي سيحملها لن تكونَ متعارضة مع ما سعت إليه اللجنة الدولية، والأساس هو أنّه بات من غير الممكن لفرنسا حالياً “التغريد” خارج سرب الآخرين. وعليه، فإنه طالما لم تبحث الدول الأخرى خيار دعم ترشيح شخصية معينة، فإنَّ فرنسا ستبقى ملتزمةً عدم الإقتراب من تلك الخطوة، لأنها في السابق سعت إليها وفشلت في إكمالها حينما كان الأمرُ يتعلق بفرنجية للرئاسة وبنواف سلام للحكومة. 

 

إذاً، وإنطلاقاً من كل ذلك، يرسُم “حزب الله” توجّهاته، وعلى أساسها سيرى ما ستُسفر عنه المرحلة المقبلة من تغيرات، سواء على الحراك الفرنسي أو حتى على صعيد الحراك الدولي المعني بلبنان. وفي حال باتت الإشاراتُ ضاغطة باتجاه تسوية معينة تقودُ قائد الجيش إلى الرئاسة، عندها ستكونُ حارة حريك أمام خيار واحد وهو إنتظار فرنجية سحب ترشيحه والإنغماس بالتسوية وعدم الإبتعاد عنها بتاتاً. وفعلياً، وعند حصول هذه المشهدية، سيتحول إستمرار فرنجية في حلبة السباق الرئاسي إلى “عقبة” لتسوية يُمكن أن تولد بعيداً عنه، وكل شيء وارد.. والسؤال الأبرز هنا: ماذا لو دعم “حزب الله” ترشيح قائد الجيش للرئاسة؟ ماذا سيحصل؟ 
“لا شيء مُستبعدا”.. هكذا تُعلّق مصادر مقرّبة من “الثنائي الشيعي” لـ”لبنان24″ على مسألة تقدّم قائد الجيش على صعيد الترشيحات المعلنة بضغطٍ دولي، مشيرة إلى أنَّ الحزب لا يُعارض وصول عون إلى الرئاسة على قاعدة إنّ الأخير “معروفٌ لدى الشباب في الحزب رغم عدم وجود علاقة واضحة أو معلنة”. 

 

في الواقع، في حال قرّر الحزبُ خوض غمار تبني ترشيح عون، فإنّ ذلك سيعني 3 أمورٍ لا لُبس فيها:  
– الأمر الأول وهو أنَّ الحزب سيكون قد تقاطع مع القوى السياسية الأخرى التي لا ترى أيّ “إشكالية” في تسمية عون رئيساً. 
– الأمر الثاني وهو أنّ الحزب سيكون قد اندمجَ مع القطريين المؤيدين بشكل غير مباشر لتسمية عون للرئاسة. 
– الأمر الثالث وهو أنّ حارة حريك ومن خلال تبنيها ترشيح قائد الجيش، ستكون قد أسست لمرحلة “عونيّة” جديدة يمكن أن تُطيح بـ”العونية” المعروفة التي ارتبطت برئيس الجمهورية السابق ميشال عون. هنا، فإن الأخير ليس المستهدف بحد ذاته، بل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي سيرى في وصول قائد الجيش “تطويقاً” له من مختلف الجهات السياسية.  

 

مع كل ذلك، فإنهُ في حال لم يُعارض “حزب الله” الإتيان بعون للرئاسة، عندها فإنّ باسيل قد يؤجّج النيران أكثر مع حارة حريك، وسيرى نفسهُ مُرغماً على خوضِ معركة جديدة ستؤدي إلى رفع سقوف التحدّي. إلا أنه في المقابل، فإن باسيل يكون قد كسِب الرهان الأساس بالنسبة لديه والذي يرتكزُ تماماً على أنّ خصمه سليمان فرنجية قد بات خارج السباق. هنا سيكون رئيس “الوطني الحر” قد حقّق الغنيمة الأساسية، في حين أنّ تعاطيه مع مسألة ترشيح عون المتوقعة في أي وقت، ستكونُ صعبة لكنها لن تكونَ مُستحيلة عندما يتعلق الكثير من المواقع الأساسية التي يرغب “الوطني الحر” السيطرة عليها بعد إنتخاب رئيس. 
ما لا يمكن إغفالهُ أيضاً هو أنّ انزواء باسيل بعيداً عن أي تسوية قد تأتي بعون رئيساً، سيكونُ دافعاً إلى تكريس الساحة المسيحية لفئات أخرى كانت مناوئة للـ”الوطني الحر”. إضافة إلى ذلك، فإنّ عدم اندماج باسيل بالتسوية سيعني حرباً مفتوحة مع “العهد الجديد”، وبالتالي اتخاذ درب الخروج من مختلف المراكز الأساسية.. فهل سيرضى باسيل بذلك؟ 

 

الأهم من هذا كله هو أن معارضة باسيل لأي تسوية دولية قد تطرح قائد الجيش للرئاسة، سيعني وبشكل قاطع “تمرّد” باسيل على دولٍ لا يمكن أن يُعاديها كونها تشكل عامل إستقرار للبنان. وعليه، ينبغي تماماً أن يُفكر رئيس “التيار” بجدية بكل خطواته، كي لا يتكبّد خسائر سياسية فادحة في ما بعد لاسيما مع القطريين والسعوديين. 
في خلاصة القول، يبقى مُنتظراً ما ستؤول إليه المباحثات الدولية لاحقاً، والسؤال: متى ستبدأ عملية طرح الأسماء؟ وهل سيُقبل لبنان حقاً على مؤتمر دوحة 2 ويُطرح خلاله إسم عون للرئاسة مثلما حصلَ في مؤتمر الدوحة 1 الذي أُعلن من خلاله ترشيح قائد الجيش السابق ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية؟ كلُّ شيء وارد وغير مُستبعد، والتاريخ قد يُعيد نفسه ولكن بإسم آخر..  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى