آخر الأخبارأخبار محلية

رسالة مفتي الجمهورية: الحرية القويّة واقفال الباب على طروحات لتعديل الدستور

كتب غسان حجار في” النهار”: لم يقصّر المفتي دريان يوما في مواقفه الوطنية ملاقيا احرارا ووطنيين آخرين، لكنه في كلامه عن الحرية اولا والشراكة ثانيا، رفع شأن هاتين القيمتين في الحياة الوطنية، مؤكدا الثوابت الضرورية لاستمرار لبنان الذي نعرفه ونريده. وهو، (اي المفتي) ربما ايضا، اذا استمر على هذا النحو التصاعدي، ففي امكانه سدّ الفراغ الهائل على الساحة الاسلامية السنية. وهو لم يكن يوما شريكا مضاربا للسياسيين، بل آثر الانكفاء الى الحد الاقصى، لكنه بات يشعر انه يحمل عبء التشتت والضياع داخل جماعته، وان هذا التشتت ينعكس سلبا على التوازنات التي قام عليها البلد.

المفتي دريان وجّه رسالته في رأس السنة الهجرية، الاسبوع الماضي، الى المسلمين اولا، فاللبنانيين جميعا تاليا. لم أتوقف كثيرا عند دعوته الى انتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور، وهي الدعوة التي تتكرر على ألسنة المتحدثين يوميا، من دون ترجمتها من قِبل السياسيين الفاقدي الضمير الوطني، الذين يستمرون في ضرب مقومات البلد، وتفسيخ كيانه، بل اعادني حديثه عن الاسس والثوابت الى الشريك السنّي الاساس في قيام لبنان المستقل الرئيس رياض الصلح الذي وقف ذات يوم في مؤتمر دمشق (1928) وطرح مقولته الشهيرة: “أنا أفضّل أن أعيش في كوخ داخل وطن لبناني من أن أعيش مستعمراً في إمبراطورية عربية”.

فقد اعتبر دريان ان “العِلَّةَ المفجعة تَتَمَثَّلُ في اسْتِمْرَارِ الخِلافَاتِ بِشَأْنِ الثَّوَابِتِ التي لا يَجُوزُ أَنْ تَسْتَمِرّ، لأَنَّهَا تُشَكِّلُ ضَرباً لِلأُسُسِ التي يَقُومُ عليها العَيشُ المُشتَرَك، وَتَقُومُ عليها الحَيَاةُ الوَطَنِيَّةُ الاجْتِمَاعِيَّةُ وَالسِّيَاسِيَّة” .

وإذ شدد على انتخاب الرئيس، اكد تمسكه باتفاق الطائف، مقفلا الباب على طروحات مختلفة لتعديل الدستور والنظام أو قيام فيديراليات وما شابه قائلا: “الجَمِيعُ يقولونَ بِالطَّائفِ والدُّستور. والدُّستورُ حَدَّدَ مَسَاراً واضِحاً لانْتِخاباتِ الرَّئيس، فلماذا لا نَتَّبِعُ هذا المَسارَ الوَاضِح، دُونَمَا اتِّهاماتٍ مُتَبَادَلَة، وتَعْطِيلِ ما لا يَصِحُّ تَعْطِيلُه؟”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى