آخر الأخبارأخبار محلية

حادثة وحشيّة شهدها لبنان.. حقائق مثيرة تكشف كيف ضربت إسرائيل سيارات إسعاف!

يوم 23 تموز 2006، أي قبل 17 عاماً من الآن، وحوالى الساعة 11:15 مساءً، وفي خضم حرب تمّوز بين “حزب الله” في لبنان والعدو الإسرائيليّ، هاجمت طائرات إسرائيلية بدون طيار في بلدة قانا سيارتي إسعاف عليهما بشكل ظاهر علامة الصليب الأحمر، وتحملان الأرقام 782 و777.

 

حينها، كانت على سطح السيارتين أضواءً تبين بوضوح شارة الصليب الأحمر وتطلق ضوءاً أزرق متقطعاً شديد الإضاءة. كذلك، كان طاقم السيارتين نقل لتوه 3 مدنيين لبنانيين جرحى من عائلة واحدة (أحمد فواز ووالدته جميلة وابنه محمد) من السيارة ذات الرقم 782 إلى السيارة ذات الرقم 777، عندما أصابتهما الصواريخ.

 

واستهدف الهجوم الأول السيارة ذات الرقم 777، وبعد دقائق قليلة أصاب الهجوم الثاني السيارة الأخرى، وأسفر عن جرح موظفي الصليب الأحمر، وإصابة الجرحى الـ3 بمزيد من الجروح. وإثر ذلك، فقد أحمد فواز إحدى ساقيه، بينما أصيبت والدته بشلل جزئي، فيما أصيب الابن بعدة شظايا في رأسه.

وبعد فترة قصيرة من تلك الحادثة، أي في 3 آب، أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرها الأول عن الحرب، “الضربات القاتلة”، الذي تضمن وصفاً للهجوم المذكور على سيارتي الإسعاف. وحينها، نوه التقرير إلى أن القانون الإنساني الدولي يحظر الهجمات التي تستهدف الأشخاص والأجسام التي تشارك في مهام المساعدة الإنسانية.

غير أن بعض المعلقين زعم أن الهجوم لم يكن سوى خدعة دبرها حزب الله، إذ أكد موقع “زومبيتايم” على شبكة الإنترنت، ومقره كاليفورنيا، أن الهجوم “لم يحدث أبداً”.كذلك، زعم أوليفر نورث، وهو مسؤول سابق في إدارة الرئيس ريغان، أن حملة “المعلومات المضللة” التي قادها حزب الله قد ضللت هيومن رايتس ووتش و”مصادر الأخبار السائدة” بخصوص الطبيعة الحقيقية للهجوم على السيارتين.

 

وفي 3 أيلول 2006، كتب نورث في صحيفة “واشنطن تايمز” ما يلي: 

 

“إن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان حافلة بالكثير من الأمثلة التي تبين كيف أصبحت المعلومات الكاذبة أخباراً سائدة. ومن هذه الأمثلة الفاقعة الزعم المتداول على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت عن عمد قافلة سيارات الإسعاف التي تحمل بشكل واضح شارة الصليب الأحمر في قانا في 23 تموز. ورغم أن الصور تُظهر بوضوح أن هذا الهجوم لم يحدث، إلا أن كلاً من منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش استخدمت الروايات المنشورة عن الهجوم كدليل على جرائم حرب إسرائيلية، بينما لم يتم الإصغاء إلى مواقع المدونات (مثل باورلاين وزومبيتايم)، التي وصفت هذه الحادثة بالمعلومات الكاذبة.

ويشكك نورث في مصداقية إحدى الهجمات التي حظيت بأوسع تغطية خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله. وفعلياً، فقد تناقلت خبر الهجوم الإسرائيلي على سيارتي الإسعاف في قانا وسائل إعلام كبيرة مثل: هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وتلفزيون الأخبار المستقل في بريطانيا، ومحطة تلفزيون MSNBC الأميركية، بالإضافة إلى الصحف اليومية والأسبوعية من ضمنها نيويورك تايمز، وبوسطن غلوب، ولوس أنجلس تايمز، وأسوشيتد بريس، ومجلة تايم.

 

كذلك، شككت مزاعم نورث، والمواقع الالكترونية التي استشهد بها، في مصداقية اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر اللبناني، وقد تم اتهام هؤلاء بالضلوع “بخدعة ضد إسرائيل”. وبشكل واسع، فقد حظيت هذه المزاعم بمزيد من المصداقية، عندما أعلن وزير الخارجية الأسترالي قائلاً: “مما لا شك فيه أن هذا الحادث يمتلك كافة عناصر الخدعة”.

 

وإثر ذلك، ظهر مدافعون آخرون عن القوات الإسرائيلية مثل الدكتور آفي بيل من جامعة بار إيلان، إذ جرى استخدام مزاعم الخدعة للتشكيك بالتقارير الأخرى التي تحدثت عن الانتهاكات الإسرائيلية أثناء الحرب.

 

واعتمد أنصار الخدعة في استنتاجاتهم على تحليل موقع زومبيتايم، الذي لم يقم محرروه بزيارة لبنان أبداً، بل توصلوا إلى هذا الاستنتاج عبر الصور والأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام. كذلك، دعَّم أنصار الخدعة رفضهم للروايات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن الهجوم بالمزاعم التالية:

– إنّ الشيء الذي اخترق شارة الصليب الأحمر على سطح سيارة الإسعاف ليس صاروخاً إسرائيلياً.

 

– إنّ مناصري حزب الله قد نزعوا فتحة التهوية الدائرية الموجودة في سقف السيارة لتبدو وكأن صاروخاً اخترقها.

– إنّ الهجوم لم يحدث في 23 تموز كما ذكر، لأن الصور الملتقطة بعد أسبوع من الحادث تظهر وجود صدأ على سطح سيارة الإسعاف حيث أزالت الشظايا طبقة الطلاء عنها. والصدأ لا يحدث بهذه السرعة “لاسيما في مناخ جاف كما هو مناخ لبنان في الصيف”.

– إن التقارير التي ذكرت حدوث “انفجار هائل” داخل سيارة الإسعاف غير صحيحة، وإلا لكانت الأضرار الناجمة أكبر بكثير، فالواجهة الزجاجية الأمامية لسيارة الإسعاف كانت محنية إلى الداخل (بينما المفروض أن تكون محنية إلى الخارج نتيجة الانفجار الهائل داخل السيارة). كذلك، فإن الهيكل المعدني للسيارة سليم بشكل عام، مما يدل على أن الأضرار أقل بكثير من السيارات التي استهدفتها إسرائيل في غزة.

 

– تتحدث التقارير أيضاً عن نشوب “حريق شديد” داخل السيارة، وهو غير صحيح، لأن التجهيزات الموجودة داخل السيارة لم تحترق.

– لا يمكن أن يكون صاروخ قد بتر ساق الرجل الموجود داخل سيارة الإسعاف لأن الحمالة الموجودة داخل السيارة تظهر في الصورة سليمة ولا يوجد أثر للدم عليها. كما أن الروايات الصحفية متناقضة، إذ يتحدث بعضها عن فقدان ساقه اليسرى، وتتحدث أخرى عن فقدان اليمنى، بينما يردد البعض الآخر أنه فقد كلتا الساقين. ورغم أن السيارتين قد تعرضتا للهجوم، فإن زاعمون الخدعة كانوا على ثقة من أنهم يحللون صور السيارة الصحيحة، التي تحمل الرقم 782، لأنها هي التي ذكر أنها كانت تنقل الرجل المصاب.

– إن التقارير التي تحدثت عن إصابة رجال الإسعاف الـ6 غير صحيحة، حيث تظهر الصور الملتقطة بعد الهجوم وجود ضمادات على الأذن والجانب الأيمن لسائق إحدى سيارتي الإسعاف (قاسم شعلان)، في حين أنه ظهر بعد أسبوع دون ضمادات أو أية آثار للجروح.

– إن سائقي السيارتين متعاطفان بشكل واضح مع حزب الله ويمكن أن يكونا قد لفقا الحادث.

 

(القصة المذكورة مقتطفة من أرشيف منظمة هيومن رايتس ووتش)

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى