آخر الأخبارأخبار محلية

الفراغ الطويل.. لا أفق للحل قريبا

يستمر المسار الإيجابي في السيطرة على العلاقات الثنائية بين ايران والمملكة العربية السعودية لكن لا يبدو ان سرعة إنتقال الإيجابية الى الملفات الخلافية الإقليمية كافية لكي تعم الإيجابية الشأن السياسي اللبناني، الذي سيكون بدوره آخر الملفات المطروحة للنقاش بين الدولتين، اذ لم يكن ملفاً غير مرغوب فيه بالأساس.

هذه الأجواء المستمرة منذ مدة، أضيف اليها التراجع الفرنسي عن الضغط من أجل المبادرة التي سوق لها في الاشهر الماضية، وإذا كان سحب المبادرة  الفرنسية حصل بعد توافقات داخل مجموعة “الدول الخمس” المهتمة بالشأن اللبناني، فإن ذلك يعني أن الدولة الأكثر واقعية والأكثر جنوحاً نحو التسوية باتت أقل تأثيراً في الأزمة اللبنانية.

وبحسب مصادر مطلعة فإن تراجع باريس، وإن كان بشكل مؤقت، عن مبادرتها، لا يعني أبداً تراجع “حزب الله” عن دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بل قد يؤدي الأمر الى تشدد اضافي من قبل حارة حريك، على اعتبار أن باريس غير قادرة على الحصول على تنازلات من الحزب وكل ما كانت تقوم به هو الوصول الى تسوية ترضيه لإنهاء الأزمة.

وتقول المصادر ان الصراع بات اليوم بين “حزب الله” والفريق السياسي المتحالف معه من جهة، وبين خصومه في الداخل والخارج من جهة اخرى ولم يعد هناك أي وجود لدولة وسيطة  ووسطية بالمعنى التقليدي للكلمة، فباريس التي كانت، بالرغم من تأييدها لفرنجية، تسعى لتدوير الزوايا بين الاطراف في لبنان، لن تلعب في المرحلة المقبلة دورا كبيرا وفاعلا.

وتشير المصادر الى ان طرح فكرة عدم اعطاء رئاسة الجمهورية لأحد حلفاء الحزب سيشكل أزمة فعلية وسيطيل أمد الفراغ، اذ ان حارة حريك متمسكة بشكل كبير بأن تكون رئاسة الجمهورية لاحد حلفائها وهي مستعدة لتقديم تنازلات في مناصب أخرى ودفع أثمان سياسية في التسوية المقبلة، من دون ان يكون النقاش بفرنجية مقبولاً.

وعليه، وبالنظر الى التطورات الاقليمية والتوازن السلبي داخل المجلس النيابي فإن الوصول الى تسوية سياسية قريبة بات امرا شبه مستحيل، وان الذهاب الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية من قبل فريق سياسي من دون التوافق مع جميع المكونات لا يبدو مطروحا حتى من أكثر الأطراف تشددا، لذلك فإن الفراغ مستمر وسيتمدد خلال الأشهر المقبلة ليطال مواقع اخرى.. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى