مصدر أمني إسرائيلي: يجب أن يؤخذ نصر الله على محمل الجد إنه عدو إسرائيل الأكثر مصداقية
مصدر أمني إسرائيلي: يجب أن يؤخذ نصر الله على محمل الجد إنه عدو إسرائيل الأكثر مصداقية
نشر موقع “المونيتور” الأميركي، أن حقيقة انضمام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إلى رئيس حركة حماس يحيى السنوار في هذا التوقيت وإعلانه أن أي خطوة إسرائِيلية أحادية الجانب في القدس ستؤدي إلى حرب، يجب أن يعامل في القدس على أنه تحذير خطير للغاية.
وفيما يلي نص المقال المترجم:
الجيش الاسرائيلي قلق من الخطابين المتزامنين في هذا الأسبوع للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقائد حماس في غزة يحيى السنوار، حيث يمكن للجماعتين شنّ هجمات متزامنة ومنسقة ضد “إسرائيل”.
وصفت وسائل إعلام إسرائِيلية خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 25 أيار بأنه “خطاب السعال”. بعد الخطاب المتلفز مباشرة، أصدرت الاستخبارات العسكرية الإسرائِيلية تقديراً بأن نصر الله، الذي لم يكن قد ظهر علناً منذ أسابيع، يبدو أنه أصيب بفيروس كورونا لكنه يرفض إجراء اختبار. من الواضح أن نصر الله، الذي بدا نحيفاً وشاحباً، كان يعاني من صعوبة في التنفس بينما كان يسعل طوال الخطاب، وقد غطّت حالته الصحية على مضامين كلمته الأكثر إثارة للاهتمام.
في الواقع، تم إلقاء خطابين في نفس الوقت تقريباً، واحد في بيروت والآخر في قطاع غزة؛ واحد لرئيس منظمة إرهابية سنية (زعيم حماس في غزة يحيى السنوار) والآخر شيعي (أمين عام حزب الله، نصر الله)، ووجّها نفس الرسالة لـ”إسرائيل”. كلاهما حذّر من أن “إسرائيل” تخاطر بحرب إذا حاولت تغيير الوضع الراهن في القدس، إذا اتخذت أي خطوات أحادية الجانب في المسجد الأقصى، أحد أقدس الأماكن الإسلامية. حتى أن نصر الله وصف هذا الحريق المستقبلي بأنه “حرب إقليمية”.
مصدر سابق في الاستخبارات الإسرائيلية قال لـ”المونيتور” في هذا الأسبوع، شرط عدم الكشف عن هويته: “الجميع يركّزون على سعاله. وبذلك يفوّتون النقطة [الجوهرية]. حتى لو كان مصاباً بفيروس كورونا، فمن المرجح أن يتعافى. ربما يكون قضاء 15 عاماً في المخابئ الخالية من الهواء قد أثّر أيضاً على تنفسه. في الحالتين، بتقديري سيعيش ليسعل لسنوات عديدة”. وبحسب المصدر، فإن الخلاصة الأساسية من الخطاب هي رسالة نصر الله وحقيقة أنها بدت شبه منسّقة مع ظهور السنوار في غزة هذا الأسبوع.
مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قال لـ”المونيتور”، شرط عدم الكشف عن هويته: “يجب أن يؤخذ نصر الله على محمل الجد. إنه عدو “إسرائيل” الأكثر مصداقية، وعادةً لا يوجه تهديداتٍ فارغة. حقيقة انضمامه إلى السنوار في هذا التوقيت وإعلانه أن أي خطوة إسرائيلية أحادية الجانب في القدس ستؤدي إلى حرب يجب أن يعامل في القدس على أنه تحذير خطير للغاية”.
تم التعبير عن تقديرٍ مماثل في الأسابيع الأخيرة من قبل عضو الكنيست السابق تسفي هاوزر، الذي كان حتى وقت قريب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست. هاوزر قال لـ”المونيتور”: “ربما تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تواجه فيها “إسرائيل” حماس وحدها. في المستقبل، ستواجه “إسرائيل” تحدياً في نفس الوقت على جبهاتٍ إضافية، مثل الجبهة الشمالية، مما يجعل التحدي أكثر صعوبة”.
يعتقد هاوزر أن “إسرائيل” تغفل باستمرار نقطة أساسية في قطاع غزة: “بدلاً من مطالبة المجتمع الدولي بإخلاء غزة من جميع ترساناتها الصاروخية، تواصل “إسرائيل” الاكتفاء بترتيبات غامضة، قائلةً إن “الهدوء مقابل الهدوء” على أمل تأخير الجولة المقبلة من القتال”. وأضاف: “الاشتباك القادم قاب قوسين أو أدنى، وهذه المرة سوف يندلع في الجنوب والشمال في نفس الوقت”، تماماً مثلما حذر نصر الله والسنوار هذا الأسبوع.
ووفقاًَ لتقديرات استخبارية إسرائيلية طويلة الأمد، نجحت “إسرائيل” في ردع نصر الله ومنظمته المدعومة من إيران منذ حرب لبنان الثانية في سنة 2006، مما يعني أنه ألتزم بقواعد اللعبة التي تم وضعها في ذلك الوقت ولا يرد إلا على أنشطة هجومية لـ”إسرائيل” في لبنان وليس في ساحات أخرى مثل سوريا.
هذا التقدير لم يتغير مؤخراً، لكن دعونا لا ننسى أنه إلى حين إطلاق السنوار صواريخ على القدس في 10 أيار، جادلت الاستخبارات الإسرائيلية بأنه كان يركز على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد مع “إسرائيل” وعلى إعادة تأهيل اقتصاد غزة، وبالتالي لا يسعى إلى تصعيدٍ عسكري. مسؤول استخباري كبير سابق قال: “يجب ألا ننسى ذلك. هذه التقديرات صالحة فقط في لحظة تسليمها إلى المستوى السياسي”.
يختلف تقدير الاستخبارات العسكرية لتهديد السنوار عن تقييم الشاباك، الذي حذّر منذ فترة طويلة من جولة أخرى من القتال مع غزة وأوصى بعملٍ عسكري إسرائيلي استباقي. بحسب الشاباك، السنوار هو زعيم ديني متطرف لن يخجل من الاشتباك مع “إسرائيل” لتحقيق أهدافه. بعبارة أخرى، بينما يريد تخفيف المصاعب الاقتصادية لسكان غزة، فهو غير راغب في القيام بذلك على حساب جهاده الشخصي.
عندما وافقت مديرية الاستخبارات العسكرية في النهاية على هذا التقدير، كان الأوان قد فات، قبل ساعاتٍ فقط من أمر السنوار بإطلاق ستة قذائف صاروخية على القدس. كان الجيش على علم مسبق بالهجوم الوشيك، وناقش مجلس الوزراء الأمني ما إذا كان سيحبطه بضربة استباقية.
في النهاية، اختارت “إسرائيل” السماح لحماس ببدء الحرب بدلاً من المخاطرة بردود فعل دولية معاكسة بتوجيه ضربة أولاً. في كلتا الحالتين، ثبت أن قدرة “إسرائيل” على التنبؤ بنوايا السنوار محدودة للغاية. وكما ذُكر أعلاه، هناك مؤشرات على أنه من الآن فصاعداً، قد ينسّق السنوار هجمات مستقبلية مع نصر الله. يجب أن يكون هذا النشاط الهجومي المتزامن على الجبهتين مصدر قلق كبير للمستوى الأمني والسياسي في “إسرائيل”.
منذ خروجه من مخبئه بعد أن دخل وقف إطلاق النار مع “إسرائيل” حيز التنفيذ في 21 أيار، كان السنوار يتجول بشكل علني وفخور في أنحاء قطاع غزة. الاستخبارات الإسرائيلية تراقب بذهول. مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى قال لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته: “إنه يعلم أن منظمته تلقت ضربات قاسية من الناحية العسكرية. ومع ذلك فهو يقوم بجولات انتصار مثيرة للإنطباع، حيث يعانق ويقبّل الجميع في الشارع، ويعلن أنه عائد إلى منزله داعياً “إسرائيل” لاغتياله”.
تشير الملاحظة الأخيرة إلى السنوار الذي قال في 26 أيار: “أعظم هدية يمكن أن تقدمها لي “إسرائيل” هي اغتيالي. أفضل أن أموت شهيداً بطائرة F-16 على أن أموت بسبب فيروس كورونا أو بمرضٍ آخر”.
تعتقد “إسرائيل” أن نشوة السنوار تنبع من تصوّره لنفسه على أنه صلاح الدين في العصر الحديث، بعد أن غطّى على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإطلاق قذائف صاروخية على “إسرائيل”، ونصّب نفسه كمدافع عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
المصدر العسكري الإسرائيلي قال: “إنه مغرور بشكل خاص بحقيقة أنه أطلق قذائف صاروخية على القدس وبقي على قيد الحياة. إنه ينظر إلى هذا الحدث من منظور تاريخي وهذا يساعده على نسيان ما نعتبره انتصارنا”.
وأضاف المصدر أن “حماس فشلت في إحداث أضرار واسعة النطاق أو خسائر في الأرواح في “إسرائيل”. فشلت في شنّ غارة كوماندوس داخل “إسرائيل” ومهاجمة “إسرائيل” من البحر أو الجو، ودُمّرت أجزاء واسعة من أنفاقها وملاجئها تحت الأرض. ومع ذلك، بالنسبة للسنوار، هذا كله ضوضاء في الخلفية. في حين أننا في الجيش الإسرائيلي نركّز على إنجازاتنا العسكرية والعملياتية، فهو يهتم فقط بالتصور العام والمستوى الرمزي والتاريخي. إنه لا يفهم لغتنا، لكن حان الوقت لأن نفهم لغته”.
للمزيد على facebook