هل تنازل القوات اللبنانية مستحيل؟
لكن حتى اللحظة لا يزال “حزب الله” وحركة “امل” يتمسكان بترشيح رئيس تيار المردة، ويتسلحان بقدرتهما على تعطيل أي جلسة نيابية وبأن الدول المعنية لا تريد الذهاب الى مواجهة كاملة معهما والدفع نحو إنتخاب من طرف واحد، لذلك فإن حظوظ فرنجية قد تعود الى الإرتفاع بعد إنتهاء جولة الكباش الحالية، او مع انتهاء ولاية قائد الجيش مثلا.
من هنا سيعود السؤال، من أين سيحصل “حزب الله” على غطاء سياسي ونيابي مسيحي لمرشحه الرئاسي، خصوصا أنه بغض النظر عن عدد النواب المسيحيين الذين سيصوتون لفرنجية فإن الرجل سيبقى بحاجة الى دعن إحدى الكتلتين الاساسيتين، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، وفي الوقت الذي يؤكد فيه “التيار”، في لحظة عودة تقاربه مع الحزب ان قبوله بفرنجية غير وارد، تتركز الأنظار على “القوات اللبنانية”.
فهل يمكن للقوات أن تتنازل؟ نظرياً يستطيع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع القيام بإستدارة جدية في السياسة من دون الخوف من قاعدته الشعبية فالرجل يمسك بجمهوره بشكل جيد ولديه القدرة والشرعية الشعبية ليبرر أي موقف سياسي قد يتخذه، لكن هذا الأمر لن يكون بهذه البساطة أقله في ظل الظروف الحالية التي تحكم المعركة الرئاسية.
لن يكون جعجع مضطرا للتنازل رئاسياً الا مع إفتراض أن موقف المملكة العربية السعودية سيتغير بشكل جذري وسيصبح دعم فرنجية أمراً لا بد منه، عندها يصبح الحديث عن تبدل موقف القوات مشروعا، لكن معراب ستصطدم بمعركة مزايدات كبيرة جدا سيقودها رئيس “التيار” جبران باسيل وهو يتقن مثل تلك المعارك، على اعتبار انه لم يتنازل لحليفه السياسي اللصيق في حين ان جعجع تنازل لخصمه.
وبعيدا عن الواقع التنافسي بين “القوات والتيار”، سيصبح جعجع عمليا، الزعيم المسيحي الذي وافق على مرشح القوى السياسية الاسلامية، وهذا قد يشرع إعادة عقارب الساعة الى ما قبل العام ٢٠٠٥ من وجهة نظر مسيحية، اي الى المرحلة التي كانت القوى السياسية المسيحية الممثلة غائبة، والقوى الاسلامية هي التي تأتي بالنواب المسيحيين وبالرئيس الماروني.
لن يكون تنازل جعجع المفترض من دون أثمان، بل على العكس، قد يحصل الرجل على مكاسب سياسية كبرى خلال العهد الجديد لكنه في الوقت نفسه سيدفع ثمنا جديا لدى الرأي العام المسيحي المحايد الذي يشكل وزناً إنتخابيا كبيراً إستفاد منه جعجع مرات عديدة..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook