الوكالة الوطنية للإعلام – الراعي خلال محطة روحية ثقافية حول البطريرك الدويهي في الديمان: اتمنى أن يترفع السياسيون عن مصالحهم الشخصية وحساباتهم الضيقة ليتمكنوا من رؤية الواقع
وطنية – نظمت “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” والجامعة الأميركية للتكنولوجيا ، مواكبة لمسيرة تطويب وتقديس البطريرك المكرم اسطفان الدويهي، محطة روحية ثقافية في باحة مكتبة الوادي المقدس في الكرسي البطريركي في الديمان، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة النائبين جورج عطالله ووليام طوق، النائب البطريركي على منطقة الجبّة واهدن-زغرتا المطران جوزف نفاع، نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي المونسنيور اسطفان فرنجية وأعضاء المؤسسة، رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى، رئيسة جامعة A.U.T غادة حنين، المحامي روي عيسى الخوري ممثلا بالاستاذ جوزيف جبور، رئيس رابطة الجامعيين في الشمال الأستاذ غسان الحسامي، الفنانين السي فرنيني وجورج شلهوب، الشاعر نزار فرنسيس، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي وأعضاء مجلس أمناء الرابطة، وحشد من أبناء رعية زغرتا – اهدن والديمان والجوار.
بعد النشيد الوطني، إفتتح أمين النشر والاعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب اللقاء، شارحاً كيف انطلقت فكرة اعداد مسرحية عن البطريرك الدويهي، خلال احدى جولات المشي من الديمان الى قنوبين. وقد كتبها الزميل أنطوان فرنسيس، لصالح رابطة قنوبين، بعنوان ” بطرك الأزمنة ” ، وأصدرتها جامعة A.U.T اليوم في كتاب. ثم كانت كلمة رئيس الرابطة نوفل الشدراوي. وجاء فيها:
“يجمعُنا بطاركتُنا في كل زمانٍ ومكانْ، منذ عهدِ البداياتْ مع المؤسس مار يوحنا مارون الى عهد مار بشارة بطرس الراعي، مروراً بعهودٍ وعهودْ تحصَّل معها أن البطريرك هو رمز وحدتنا وهو جامع الموارنة الدائم، وسواهم من المسيحيين وسائر اللبنانيين. والبطريرك المكرّم اسطفان الدويهي، السائر على درب القداسة، هو أحد هؤلاء البطاركة الكبار، الذين حصّلوا، بجهادِهم وتعبِهم مع شعبِهم المؤمن، هويةً روحيةً فريدةْ ميّزت تاريخَنا ماضياً وحاضراً . وبقدر ما ندركُ فرادَةَ هذه الهويةْ وخصوصيتَها بقدر ما تتضاعفُ مسؤوليتُنا في المحافظةِ عليها، وتنشئةِ أجيالِنا الطالعةْ على خصائصِها، ونشرِها علامةً فارقةً في عصرِ العولمة، الذي يستبيحُ الهوياتِ والخصائصْ”.
ثم أدى الأب جان جبور والمرنمان أنطونيو وديامان شعيا أغنيات من نصوص المسرحية الشعرية . ثم تحدث الأب بولس قزي، طالب دعوى تطويب الدويهي، في آخر مستجدات هذه الدعوى. وأشار الى أن مجمع دعاوى القديسين سيلتئم في تشرين الاول المقبل لاثبات أعجوبة الدويهي، تمهيداً لاعلان تطويبه .
بعد ذلك، تحدثت الدكتورة ندى الياس عن آخر الأبحاث الانتروبولوجية التي تقوم بها على جثمان الدويهي، وعلى جثامين سائر البطاركة المدفونين في مزار القديسة مارينا في قنوبين .
ثم كانت كلمة الزميل فرنسيس، شارحاً ظروف كتابة المسرحية، وأبرز مضامينها التاريخية الموثقة المتصلة بسيرة وحياة البطريرك الدويهي. وقال: “حرصت في نصي المسرحي ان انقل حياة واعمال وعصر اسطفان الدويهي، فلاحظت انه وُلد في زمن حمل فيه الامير فخر الدين المعني الكبير بذور دود القز من توسكانا وغرس شجر التوت في الارض اللبنانية، فوُلِدت صناعة الحرير في جبل لبنان، فكان اسطفان الدويهي خيط َ الحرير في الحياة المارونية. غزل طقوس الكنيسة، ونسج قوانين الرهبنة، وحاك تاريخ البطاركة، وعمّر الكنائس في ارجاء البلاد وعاش نقاوة، وروحانية، وزهدا، وصفاء مارونية النساك. وعالج المشاكل الدنيوية في طائفته بحكمة، وواجه الايام الصعبة بصلابة، فسمي عن جدارة واستحقاق ” بطرك التدبير “.
وشكر البطريرك الراعي لرعايته المناسبة، وقدم له النسخة الأولى من كتاب المسرحية. وحيّا رابطة قنوبين التي نظمت الاحتفال والجامعة الأميركية للتكنولوجيا A.U.T، التي أصدرت الكتاب، وسائر المتحدثين والحاضرين.
الراعي
وختاماً، كانت كلمة البطريرك الراعي وقال فيها: “بداية أشكر كل المتكلمين الذين أسمعونا كلماتهم واناشيد الى العالي، وانا اعتبر خلال هذا اللقاء أن الكنيسة أعلنت البطريرك الدويهي مكرما بسبب عيشه الفضائل الالهية بايمان ورجاء ومحبة وبالفضائل الإنسانية والأخلاقية، وبحسب القوانين يجب حصول أعجوبة كي يتم إعلانه طوباويا، ومن ثم قديسا، والمهم انه مكرم، وانتم تكرمون اليوم بالكلمات الأناشيد، وانا اتخيله بين الأبرار كما يقول الإنجيل يتلألؤن كالشمس، والدويهي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب. والسيد المسيح في يوم التجلي يقول الإنجيل كان وجهه كالشمس وثيابه بيضاء كالثلج ظهرا الحالة الالهية المختبئة في انسانيته الضعيفة كما العذراء مريم عندما دعاها الملاك جبرائيل بالممتلئة نعمة، فكانت تتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، مخفية من خلال الجسد البشري”.
وتابع: “البطريرك الدويهي رفعنا جميعا الى فوق، رفع الكنيسة ولبنان وهذه المنطقة الى فوق، ويدعونا لنرتفع بالقيم التي وصلها مع القديس شربل بداية في العام ١٩٦٥ ومن ثم مع رفقا والحرديني والأخ يعقوب والشهداء ليوناردو توما وجمهور كبير من القديسين والطوباويين. ولذلك نعتبر ان الرب يخاطبنا من السماء، ويقول لنا أنا معكم لا تخافوا، وقديسو لبنان يشفعون بلبنان وشعبه، لذا علينا من هذه المنطقة ان نعرف كيف نرتفع ونسمو لنتطلع على وادي القديسين وعلى هذه الجبال ووادي قنوبين، ونخرج من بين الجدران الدنيوية، وهذا ما اتمناه لكل السياسيين، بأن يترفعوا عن مصالحهم الشخصية وحساباتهم الضيقة ليتمكنوا من رؤية الواقع، وطالما هم غارقون في وحول المصالح الشخصية والمصالح والفئوية يتخبط لبنان من يوم الى يوم”.
واضاف: “القديسون والطوباويون، وعلى رأسهم المكرم اسطفان الدويهي، يدعوننا لأن نرتفع الى فوق بالفكر والاعمال، ونحن نعتبر الدويهي اكبر من كل البطاركة في الكنيسة المارونية، اولا بقداسته والأب بولس قزي مشكورا متابعته القضية الى المرحلة الاخيرة، البطريرك الدويهي اكبر منا جميعا بروحانيته العميقة الرفيعة وبثقافته التي جعلته يتطرق الى جميع المواضيع الثقافية والتاريخية والكنسية والليتورجية، ولا يمكن لأي انسان الاطلاع عليها جميعها الا بأعجوبة! أتساءل كيف تمكن من إنجاز كل الكتابات رغم انشغاله ببناء الكنائس وتفقد الرعايا في كل المناطق، رغم عدم توافر وسائل النقل يومها، ورغم طول المسافات. قبله ما من تاريخ ولولاه لما عرفنا تاريخ لبنان، وكتابه “تاريخ الازمنه” هو تاريخ لبنان، وقد تمكن من جمعه رغم احراق الغزات مكاتب البطريركيات من قنوبين الى ايليج وغيرهما. بدونه ما من تاريخ، هو رجل الروحانية الرفيعة، رجل الثقافة الرفيعة والعلم والكتابة والراعي الصالح وكما قال الاب قزي في كلمته “مستحق، مستحق، مستحق” لأن يرفع على المذابح”.
وتابع: “اريد ان أهنئكم جميعا وبخاصة سيادة أخينا المطران جوزيف النفاع حامل القضية بقلبه وفكره مع معاونيه ومؤسسة البطريرك، ومن المؤكد انه ما من تعب دون نتيجة، ونحن وإياكم والمنطقة نستعد للفرح الكبير بإعلان قداسة كوكب البرية وكوكب الجبل الدويهي، كما أشكر كل العاملين في المجال الانتروبولوجي للحصول على الحمض النووي لتحديد رفاته لاعتمادها ذخائر”.
وختم الراعي: “البطريرك كان وقاداً بمعرفته وذكائه. ونظره فقده بسبب الدراسة والأبحاث التي كان يقوم بها، لكن العذراء أعادت له بصره وبات شامخا في العلم والمعرفة وطلبوا منه البقاء في روما، وقدموا له الإغراءات، لكنه أصر على العودة إلى لبنان قائلا:”رايح علم تعليم مسيحي تحت سنديانة اهدن” فهل هناك من رفعة في العلم والفكر والتواضع اكبر من ذلك؟”.
كما شكر “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” والجامعة الأميركية للتكنولوجيا “لتعاونهما في احياء هذا اللقاء، واشكر كل الذين تكلموا وانشدوا ولن ننسى إن المكرم الدويهي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، ونطلب من الله ان نعيش تحت نور معرفته ثقافته وتواضعه، وأؤكد أن ما من خوف على لبنان، طالما لدينا قديسون يتلألؤن كالشمس ومنهم البطريرك المكرم. عشتم وعاش لبنان ليبقى لبنان منارة للشرق”.
بعدها وقّع فرنسيس كتابه في قاعة مكتبة الوادي المقدس، وهو أوّل كتاب يوقّع فيها بعد تأهيلها وتجميل محيطها المتصل بمطل صخرة الدبس ودرب البطريرك الراعي للمشاة على كتف الوادي.
=========== ر.ع
مصدر الخبر
للمزيد Facebook