آخر الأخبارأخبار محلية

الحقائق تتكشف في قضية لين طالب.. هكذا اخفت الأم ما جرى

كتبت ندى عبد الرزاق في “الديار”: مما لا شك فيه ان مغتصب الطفلة لين طالب هو «وحش بشري» بيدوفيلي، ناقص، مريض نفسي، بدائي، غير انساني يعاني من هوس جنسي. افزع، وارهب وبعثر عالم طفلة بريئة، همهما الوحيد كان ان تقضي عطلة العيد بجوار والدتها. وكائناً من كان الجاني، فيجب ان ينال جزاء يليق بالضحيّة المجنى عليها، ذاك الذي أحزن وروّع وأدمع وأطفأ روحا وأعادنا الى عصور ما قبل الجاهلية بأبشع فعل، تتبرأ منه الأعراف الاجتماعية والدينية والحقوق المدنية. هذا السفّاك الذي أغمض عينين بريئتين متحدّيّاً القوة الإلهية. والافظع ان الفاعل البربري فاقد للرجولة والشهامة والكرامة وللأمان، الذي يتمتع به الأباء ولصلابة الذكور ورجاحة عقول الاجداد. القصاص السريع لن يشفي غليل الرأي العام، والتشدد بالعقوبة حتى الإعدام قد يرجع بعضا من حقوق هذه الطفلة، وكل طفل ضاع حقه بجرائم مماثلة.

وفي تفاصيل خاصة حصلت عليها «الديار»، ان الطفلة كانت تنام عند والدتها وهي خائفة ومذعورة ومرعوبة من اغلاق عينيها. لذلك طلبت من جدتها ان تبقى مستيقظة على امل ان تحميها من مهووس ومريض وسفاح للقربى يقبع بجانبها، لان الوحش كان متربصا بجسدها اللّين الذي لم يكتمل نضوجه بعد. ويعتبر الجدّ في مفاهيمنا الشرقية رمزاً للطيبة والمسامحة وسنداً قوياً نحتمي بظله هربا من عقاب الوالدين، فهو امان الاحفاد وعنصر قوتهم، ولكن ليس على شاكلة جدّ الطفلة «لين».

غَلبَ على الجدّ التوتر وطغى عليه الخوف والارتباك، في كل «الفيديوهات» التي ظهر فيها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل بعد دفن الطفلة، فبدا وكأنه يحاول الهروب من شيء ما. وقد حاول مرارا وتكرارا ان يبعد ناظريه، اما باتجاه الأسفل او الى الجهة الجانبية. وبحسب المعلومات، ظهر مشوشاً وضائعاً خلال التحقيق معه في مخفر حبيش، وهذا الامر وضعه في دائرة الشبهات، حتى انه سأل أحد العناصر الأمنية «الرّيسة طلبتني شي»، ثم عاد وسأل «القاضية رح تستجوبني»؟ ما دفع القاضية ماتيلدا توما الى التفتيش في هاتفيّ الام والجد ليتبين ان العلاقة ليست على ما يرام بينهما، والمحادثات تحتوي على رسائل ملتبسة تشتمل على مؤشرات تدلّ على تورط الجدّ. كما يعتبر سكوت الام بالتستّر على الفاعل جريمة، وفي القانون اللبناني المتستر على القاتل يعتبر قاتلاً.

وفي سياق متصل، أخبر السيد عامر مالك طالب، ابن خال والد لين طالب «الديار»، ان «الوالدة طمست الحقيقة من خلال غسل ثياب طفلتها والشراشف التي كانت مدججة بالدماء، لافتا الى ان القضاء الذي حكم للام بحضانة الطفلة قامت الأخيرة برفض القرار، فتكفلت جدتها من جهة الاب بتربيتها ورعايتها، وهذا الامر يدل على اهمال الوالدة ولا مبالاتها، مطالبا القاضيتين ماتيلدا توما وسمرندا نصّار بإظهار الحقيقة واعتقال الجاني والاقتصاص منه».

وقال النائب وليد البعريني لـ «الديار» لا أحد «يقبل على نفسه ان يغطي على هكذا جريمة، ولا يرضى أي مواطن شريف ان يتنازل عن ضميره لأي سبب كان». تابع: «انا شخصيا لا مصلحة لي بطمس او لفلفة هذه القضية الإنسانية، فلا يمكن ان ابيع ديني واخلاقي وضميري من اجل أصوات انتخابية مستقبلية او أموال».

وفي هذا السياق، ادّعت المحامية العامة الاستئنافية في الشمال القاضية ماتيلدا توما على جدّ الطفلة ووالدتها، في قضية الاعتداء عليها، والتسبب بالإيذاء القصدي والتستر على الجريمة. كما احالت توما أوراق الادعاء وملف التحقيق الاولي الى قاضية التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى