الوكالة الوطنية للإعلام – المطران عطاالله ترأس قداس عيد مار الياس في الكنيسة: للانتفاضة على ذاتنا لنعود إلى دورنا ورسالتنا

وطنية – احتفل دير مار الياس في الكنيسة – المتن الأعلى، بعيد شفيعه مار الياس، بقداس ترأسه رئيس أساقفة  أبرشيّة بعلبك والبقاع الشمالي المارونية السابق المطران سمعان عطالله، وعاونه رئيس الدير ورئيس جمعيّة “عدل ورحمة” الأب الدكتور نجيب بعقليني، في حضور فاعليات وحشد من ابناء المنطقة وخارجها.

بعد الإنجيل المقدس، إستهل المطران عطالله عظته، بالتنويه بعمل جمعيّة “عدل ورحمة”، “سواء في السجون أو في خدمة المرتهنين للمخدرات وحديثًا في التنمية المستدامة”، وقال: “نحن أصحاب التجسّد، السيد المسيح تجسّد حتى يحقق مشروع الله مع علمه بأن هذا المشروع سيكلفه غاليًا. قتلوه على الصليب كلص من اللصوص والحمدلله غلب الموت بالموت وقام حيّا، فأصبحنا معه قياميين يعني قادرين على النهوض من كبوتنا ومن انهياراتنا المتتالية”.

واوضح أن “النبي إيليا ترك رسالته التي حملها منذ أجيال، وترك دوره  وتاريخ شعبه ورسالة شعبه أبناء ابراهيم أب المؤمنين، لذلك قال له الله عندما هرب إلى مغارة عندما كانوا يلاحقونه ليقتلوه: يا إيليا هنا دورك، هنا مكانك؟ كيف تترك شعبك وترحل؟ وكأن إيليا فشل في دوره ورسالته”، وقال: “نجن بدورنا نترك الله ونترك أخلاقنا وقيمنا ونترك تراثنا الغني جدًا، ونتوجه إلى بلدان أكثر حداثة. ثمة تيارات كثيرة اليوم لكنها لا تتناغم كلها ومشروع الكنيسة، هنالك أغلاط لا يمكن أن نعبد الله بشكل لا يليق بالشكل الذي أعطانا إياه في إنجيله. لا نسلم على بعضنا البعض وعندما يحين وقت المناولة نتقدم من المذبح ونتناول. نحن نقترف دينونة لنفسنا كما يقول بولس”. وسأل: “ماذا نفعل اليوم لشعبنا، باستثناء انقساماتنا؟ أحداث وأحداث تتراكم ولا تفاهم وتحاور بيننا. فتشوا عن الحقيقة مع بعضكم البعض، تتراكم الدعاوى في المحاكم الروحية لأن لا سلطة لدينا. نحن وطن رسالة وعلينا احترام هذه الرسالة”.

اضاف: “مشهد إيليا على الجبل رائع لأن الله  أعاد الرجاء إلى دعوته، هذا الرجاء الذي انتظره الناس، لأنه يحثنا على الانتفاضة على ذاتنا لنعود إلى دورنا ورسالتنا ونتعلم من رسالة مار الياس ونستعيد تراثنا ونقف بوجه المسؤولين عن هذا الشعب الذين سرقوا ماله، وهذه جريمة كبرى لم يحصل مثلها في التاريخ. اصمدوا هنا مكانكم وهنا رسالتكم”.

بعد القداس أقيم تطواف نحو تمثال مار الياس في باحةِ الدير وتلاه عشاء قروي وحفلة غنائية.

                                                                ========م.ع.ش.