التيار والحزب: التفاهم المستحيل
لم يستطع باسيل، ولا الرئيس ميشال عون طبعاً، تفهّم السبب الذي يجعل «حزب الله» يتمسّك بـ»سليمان فرنجية» مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية، ولم يتقبّلا فكرة أن يتخلّى نصرالله عن خيار باسيل، لأنّه خيار عون. عندما دعم نصرالله عون كان يمثّل أكبر كتلة نيابية مسيحية، وكان على أساس أنّه الأقوى في طائفته. فكيف يمكن أن ينتقل لدعم الأضعف الذي لم يستطع إلّا أن يحصل على مقعد نيابي واحد في زغرتا؟ دعم «حزب الله» باسيل وتياره في انتخابات 15 أيّار 2022، وكان باسيل وعون يريدان هذا الدعم لكي يبقى باسيل رئيساً لأكبر كتلة نيابية. صحيح أنّ الرقم لم يسعفه نتيجة تقدم «القوات اللبنانية» عليه، ولكنّه ما كان ينتظر أن يمنِّنه «الحزب» بأنّه أمّن له عدداً من المقاعد وأنّه مدين له، وأنّ عليه أن ينصاع لخيار التسليم برئاسة فرنجية. ولكن باسيل ذهب في خيار التقاطع مع «القوات اللبنانية» والمعارضة على المرشح جهاد أزعور لهدفين: توجيه ضربة قاضية لترشيخ فرنجية، والمساومة الجديدة مع «الحزب» على مرشح جديد، الأمر الذي لم يقبله نصرالله.
الهوّة التي باتت تفصل بين «الحزب» و»التيار» ربما باتت أكبر من قدرتهما على ردمها. حتى أنّ لا قدرة على بناء جسر جديد للعلاقة يمرّ فوقها. كل سيئات تفاهم 6 شباط ظهرت إلى العلن، وبانَ للطرفين أنّ ذلك التفاهم كان حاجة ظرفية لهما أمّن مصالحهما المشتركة وربّما صار عالة عليهما نتيجة افتراق الخيارات في مسألة انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية. كل النظريات حول وحدة المسار والمصير والسياحة والنوم في الضاحية الجنوبية سقطت. ربّما صار المرور في الضاحية حلماً مرعباً لمؤيدي «التيار». يبدو أنّ «التيار» يحسب اليوم كيف أنّه دفع ثمن الدخول في تفاهم 6 شباط وكيف أنّه اليوم مضطر لتدفيعه ثمن الخروج منه. صحيح أنّ شعوراً عاماً كان يسود لدى كثير من أعضاء «التيار» بأمان الإقامة والنوم في الضاحية، ولكن ظهر في المقابل أنّ «الحزب» لم يكن ليفكر بالنوم في الرابية أو حتى في قصر بعبدا. وآن الأوان لتنزل صورة عون من الإطار الذي جمعه ذات يوم بالسيد حسن نصرالله الذي ما عاد يقبل أن يحدّد موعداً لباسيل.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook