آخر الأخبارأخبار محلية

سيناريو الدورات المفتوحة.. هل يتقاطع عليه التيار والقوات؟!

 
من وحي “التقاطع” بينهما على “إسقاط” ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، عبر دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور بغية تحقيق هذا الهدف، يتحدّث البعض عن “تقاطع آخر” بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، هذه المرّة على مقاربة الدعوات إلى الحوار، وتحديدًا سيناريو “الدورات المفتوحة” في جلسات الانتخاب الرئاسية.

Advertisement

 
وإذا كان هذا “السيناريو” بات من الثوابت التي يدعو إليها جعجع بصورة دوريّة، وهو ما كرّره قبل ايام، حين دعا إلى الكفّ عن الرهان على الخارج من فرنسا إلى قطر وغيرهما، باعتبار أنّ الحلّ واحد وبسيط وطبيعي ومنطقي وهو أن ينتخب النواب رئيسًا، بدا أنّ الوزير باسيل ينضمّ إليه بصورة أو بأخرى، من خلال تلويحه بـ”ديمقراطية التصويت” لحسم الخلاف، في حال فشل الحوار في الوصول إلى تفاهم تجسّده جلسة الانتخاب.
 
لكن بين “الدورات المفتوحة” و”ديمقراطية التصويت” طريق طويل يعتقد كثيرون أنّه “يفرّق” بين باسيل وجعجع، لكونه يمرّ إلزاميًا عبر الحوار، الذي يرفضه جعجع بالمطلق، فيما يريده باسيل “على مقاس مصلحته”، فما حقيقة الموقف بين الرجلين؟ هل من “تقاطع حقيقي” بينهما؟ وهل بات باسيل أقرب إلى رفض الحوار أسوةً بجعجع؟ وإذا كان ذلك صحيحًا، فلماذا اختار هذا التوقيت للإذعان بـ”ديمقراطية التصويت” وليس قبل ذلك؟
 
موقف “مبدئي”

 
بالنسبة إلى موقف جعجع، يصرّ المحسوبون عليه على وصفه بـ”المبدئي”، باعتبار أنّه لم يتغيّر منذ اليوم الأول، بمعزلٍ عمّن يتقاطع معه عليه، أو من يؤيده، أو من يعارضه، فهو يتمسّك بضرورة الذهاب إلى جلسات مفتوحة تفضي إلى انتخاب رئيس، منذ اليوم الأول لفتح “البازار الرئاسي”، وهو انطلاقًا من ذلك يرفض منطق الحوار منذ اليوم الأول لطرحه، حيث يكرّر أنّ الوقت وقت انتخابات، وأنّ من يريد الحوار كان عليه أن يبادر قبل وقوع الفراغ الرئاسي.
 
ولعلّ خير دليل على “مبدئية” موقف جعجع، كما يقول المؤيدون له والمتحمّسون لوجهة نظره، أنّه لم يغيّر قناعاته، حتى عندما قيل له إنّ “القوات” ستجد نفسها وحيدة خارج طاولة الحوار، وبالتالي التسوية، إذا ما ارتأى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الدعوة إليها، ولا سيما أنّ مواقف سائر القوى، بما فيها المنضوية في صفوف المعارضة، لم تكن واضحة، بل ميّالة إلى المشاركة، باستثناء بعض “التغييريين”، ولو أنّ “القواتيين” يجزمون بعكس ذلك.
 
لكنّ موقف جعجع “المبدئي” يجد من ينتقده بشدّة في صفوف الخصوم، بوصفه “غير واقعي” في أحسن الأحوال، باعتبار أنّ التجربة أثبتت أنّ الحوار ضروريّ ولا غنى عنه، علمًا أنّ الجلسات التي عقدت أثبتت أنّ سيناريو الانتخاب معقّد، طالما أنّ كل فريق يمتلك سلاح “التعطيل”، وسبق لجعجع نفسه أن لوّح باستخدامه، كما يستخدمه المؤيدون لفرنجية، في حال كانت الظروف معاكسة، وشعر بـ”حتميّة” فوز رئيس تيار “المردة” ديمقراطيًا.
 
“براغماتية مصلحيّة”؟
 
في مقابل موقف جعجع “المبدئي”، ثمّة من يطرح علامات استفهام حول موقف باسيل “البراغماتي”، أو ربما “المصلحيّ” كما يصفه البعض، ولا سيما أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” يبدو تارةً من دعاة الحوار والتفاهم، وهو ما أكّد عليه حتى في مرحلة “التقاطع” مع الحوار، حين أراد الذهاب بعدّة أسماء إلى الفريق الآخر للتحاور معه عليها، ويتحوّل طورًا إلى التنظير بـ”ديمقراطية التصويت”، وهو الاسم “الحركيّ” ربما لـ”سيناريو الدورات المفتوحة”.
 
بالنسبة إلى المحسوبين على “التيار”، فلا ازدواجيّة في موقف باسيل، فهو مع الحوار قلبًا وقالبًا، ولكنه لا يسعى إلى أيّ حوار، فالحوار الذي يتوخّى “فرض خيارات” على اللبنانيين لا يمكن أن يكون مقبولاً، خصوصًا إذا ما استند إلى “قوة خارجية” ينبغي أن تكون مساعدة، لا مقرّرة نيابة عن اللبنانيين، وبالتالي فإذا تعذّر الوصول إلى حوار يستطيع أن يتلاقى الجميع حوله، تصبح “الديمقراطية” هي الملاذ الآمن، وهذا تحديدًا ما أراد باسيل قوله في كلامه الأخير.
 
لكنّ لخصوم “التيار” رأيًا مخالفًا، إذ يعتبر بعض هؤلاء أنّ “الشعبوية” هي التي دفعت باسيل للحديث عن “ديمقراطية التصويت” في محاولة للحاق بموقف جعجع، الذي يجد من المؤيدين أكثر بكثير من الحوار، علمًا أنّ باسيل يُنتقَد لكون الحوار الذي يريده هو “على مقاسه” ليس إلا، بدليل أنّ “التصويب” عليه لم يحصل من قبله إلا حين استشعر أنّ “الخيار الثالث” الذي قد يزكّيه أيّ حوار اليوم لن يكون سوى قائد الجيش جوزيف عون، الخيار المرفوض من قبل باسيل.
 
بين “التيار” و”القوات”، تبدو العلاقة أكثر من “معقّدة”، فلا عبارة “تقاطع” تنطبق عليها، ولا “الافتراق” مُطلَق. يتقاطع الفريقان على المصلحة، ربما، وهو ما جعلهما يقفان في الصفّ نفسه في مواجهة رئيس تيار “المردة”، كما يتقاطعان على الشعبوية في مكانٍ ما. لكنّهما، في العمق، يختلفان على كلّ المقاربات تقريبًا، وقوام ذلك ربما المنافسة “على المنخار” بينهما، ومحاولة “استقطاب” الجمهور، ولا سيما المسيحي، مهما كان الثمن! 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى