آخر الأخبارأخبار محلية

في زمن الانهيار المالي.. العطور المركّبة تغني عن الأصلية

كتبت ماريانا عندس في الديار: يعتبر العطر جزءًا جوهريًا من شخصية المواطن اللبناني، على إعتباره ورغم كل الظروف الصعبة التي يمرّ به، هاويًا للموضة ومهتمًا بنظافته وترتيبه أينما كان. ولكن، ولّى زمن»العطور الجميل» لدى شريحة كبيرة من المواطنين اللبنانيين، على إعتبار أنّ الرخاء والرفاهية باتا من ماضي الزمن الجميل. وبدأت مرحلة البحث عن بدائل أقل تكلفة في زمن الإنهيار المالي وبلوغ الدولار رقمًا قياسيًا لامس المئة ألف ليرة لبنانية تقريبًا.

لذلك، تعتمد محال العطارة الصغيرة على بيع العطور»البديلة» أو تلك الأصناف»غير الأصلية» على إعتبارها أقلّ سعرًا، فيما تنشط شركات تؤمن زيوتًا عطريةً مستوردةً من الخارج. وهناك أيضًا بعض وكلاء العطور الأجنبية الذين يحاولون قدر المستطاع تأمين سلعهم بأسعارٍ مدروسةٍ لهدف بيع أكثر ومنافسة أكبر ولو بربحٍ أقلّ.

ولاحظ أصحاب محال بيع العطور إزديادًا في الطلب على العطور المركبة (لاسيما الزيوت الفرنسية المشابهة للعطور الأصلية) ليستخدمون التركيبة المشابهة، لأنّه ورغم كل شيء، يبقى اللبناني أنيقا ومرتبا ويواكب الموضة.

وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ محمد كسار، صاحب احد محلات العطورات في حديث لـ “الديار” أنّ “العطورات المميزة أصبحت حكرًا على الأغنياء فقط، متأسفًا، نتيجة تدهور وضع المواطن اللبناني على إعتبار أنّ العطورات الأجنبية بقيت على حالها، بأسعارها بالدولار”.

وقال إن “قنينة العطر التي كانت بـ100 دولار، لا تزال بالسعر نفسه، ولكن اليوم هذا الرقم يساوي 9 مليون وهو رقم صعب بالنسبة للذين يتقاضون رواتبهم بالعملة الوطنية”، مشيرا الى أن “البيع تأثر بشكلٍ كبيرٍ لاسيّما العطورات الفخمة، كون أسعارها عالمية، لذلك خفّت القيمة الشرائية لدى العديد من زبائننا”.

واشار الى أن “عطور التركيب أيضًا لا زالت متأثرة بالأزمة الإقتصادية حتى الساعة، لأنّ شريحة كبيرة من الزبائن، أي الطبقة الشعبية، التي كنّا نعتمد عليها، يستصعب عليها جدًا تركيب العطورات اليوم”.

وأضاف: “كسبنا شريحة جديدة من الزبائن مع مرور الوقت، والتي هي في الأساس كانت طبقة ثريّة، (لكنها أحيانًا كانت تلجأ إلى عطورات التركيب) عادت اليوم للعطورات الأصلية فقط، لأنّ الـ100 والـ200 دولار ليس رقمًا خياليًا للمرتاح ماديًا. ونحن اليوم، نعتمد في قطاعنا على هذه الفئة من الناس فقط”.

وإعتبر أنّ “الحلّ الوحيد اليوم، هو دراسة الأسعار ومحاولة إستقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن المختلفة، وبيع العطر الأصلي (100 مل) بـ100 دولار، وبيع عطورات التركيب التقليد (أيضًا 100 مل) وبنفس الحجم، بـ10 دولار فقط”.

ولفت إلى “عدم وجود نقيب حتّى الساعة لهذا القطاع، على إعتباره مجال حديث، وليس أساسيًا، على العلم بأنه قطاع يفيد الإقتصاد المحلي ويحرّك العجلة الإقصادية”، مضيفا: “والمشكلة الأكبر تقع على عاتق التجار الذين يحاولون إحتكار السوق بمنتجاتهم، ولا من أرضية مشتركة بين تجارنا كقطاع عطور تركيب”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى