آخر الأخبارأخبار محلية

لودريان عائد.. هل يلتئم الحوار من دون القوات؟!

 
ليس خافيًا على أحد أنّ جميع الفرقاء بانتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي، وزير الخارجية الأسبق جان إيف لودريان، ولو أنّ “برنامجها” لم يتّضح بشكل كامل بعد، تمامًا كـ”أجندتها” التي تتفاوت قراءتها بين فريق وآخر، في ظلّ تقديرات متباينة حول نيّته جمع المتخاصمين على طاولة الحوار، أو الاكتفاء بحوارات “ثنائية” وربما “ثلاثية”، تمهيدًا للوصول إلى التوافق أو التسوية.

Advertisement

 
وبانتظار عودة لودريان، تبقى الأنظار “مشدودة” أيضًا نحو الحراك السابق لها، في ضوء المشاورات التي بدأها وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، عشيّة مشاركته المنتظرة للمرّة الأولى في اجتماع “الخماسية الدولية” المعنيّة بالشأن اللبناني، والذي يتوقّع أن يتبلور عنه موقف واضح من مسار الاستحقاق الرئاسي، وما يتفرّع عنه من استحقاقات داهمة، قد يفضي إلى تجديد “التفويض” لباريس عبر لودريان لمواصلة مساعيها.
 
لكن، إذا كانت أسهم “الحوار” هي الأعلى في مقاربة زيارة لودريان المقبلة، وإن لم تتّضح معالمه بصورة نهائية بعد، فإنّ أسئلة تُطرَح عمّا إذا كان من الممكن أن يلتئم مثل هذا الحوار، في ظلّ معارضة “القوات اللبنانية” التي جدّد رئيسها سمير جعجع قبل أيام القول إنّه ليس جاهزًا “لتضييع المزيد من الوقت على أيّ حوار”، فهل يمكن أن يلتئم الحوار من دون “القوات” مثلاً؟ وهل يملك أيّ فرص بالنجاح وسط هذا المشهد؟
 
“القوات” على موقفها

 
بالنسبة إلى “القوات”، الموقف واضح: لا حوار ولا من يحزنون، سواء جاء به لودريان “من بيت أبيه” إن جاز التعبير، أو حصل على تفويض بإدارته من قبل أطراف “الخماسية الدولية”، أي الولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر، إضافة إلى باريس. أكثر من ذلك، يكفي بالنسبة لـ”القواتيين” أن يكون الحوار مطلبًا لمحور “الممانعة” بالدرجة الأولى، وتحديدًا “حزب الله”، حتى يُحاط بالشكّ والريبة، وتُطرَح علامات استفهام بشأنه.
 
وإذا كان موقف “القوات” يُقرَأ خلفه انتقاد مبطن لفرنسا تحديدًا، الذين يجاهر بعضهم في أنّها خسرت موقع “الأم الحنون” عندما أطلقت مبادرة قوامها انتخاب مرشح “حزب الله” رئيسًا للجمهورية، فإنّ المعنيّين به يؤكدون أنّه أعمّ وأشمل من ذلك، ففكرة الحوار بحدّ ذاتها ما عادت مقبولة، سواء كان داخليًا أو خارجيًا، والتجربة خير برهان، بعدما فشلت كلّ الحوارات في تقديم أيّ حلول للأزمات، وبقيت مخرجاتها “حبرًا على ورق”.
 
ومع أنّ “الثنائي الشيعي” نفى كل ما أشيع عن نيّته التسلّل من باب الحوار، لفتح باب النقاش حول النظام برمّته، وبالتالي “الانقضاض على الطائف”، تصرّ أوساط “القوات” على وضع هذا الاعتبار في سياق رفضها للحوار، علمًا أنّها تدعو لعدم استباق الأمور، وانتظار ما سيحمله لودريان فعليًا، مع ترجيحها بأن تكون زيارته “استطلاعية واستكشافية”، طالما أن أيّ دعوات لأيّ حوار لم تصل بعد لأيّ من الأفرقاء في الداخل اللبناني.
 
حوار بلا “القوات”؟
 
وفي حين يطرح البعض السؤال عمّا إذا كان يمكن أن يلتئم الحوار من دون “القوات”، تصرّ أوساط الأخيرة على “توسيع” السؤال، “فمن قال إنّ باقي قوى المعارضة مستعدّة للمشاركة في مثل هذا الحوار؟”. تلمح بذلك إلى أنّها تستند في موقفها إلى أنّ الكثير من هذه الأطراف ستتضامن معها، وفي مقدّمها قوى “التغيير” التي سبق أن أعلنت، بفروعها كافة، رفضها لأيّ حوار، وهو ما يسري على مكوّنات معارضة أخرى، وإن لم تجاهر بموقفها بعد.
 
في المقابل، يبدو أنّ التقاطع بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” لا يسري على موضوع الحوار، فـ”العونيّون” يدفعون باتجاه الحوار، وإن أبقوا على موقفهم الرسميّ “متحفّظًا” بانتظار تكشّف تفاصيل مسعى لودريان، ووضعوا “شروطًا” قد تكمن خلفها “نكايات” ليس إلا، كإعلانهم رفض أن يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري من يرأس هذا الحوار، رغم أنّ الأخير “حيّد” نفسه أصلاً عن هذه المهمّة، بوصفه أضحى “طرفًا” ولديه مرشح للرئاسة.
 
هنا، لا تستبعد أوساط “القوات” أن يذهب “التيار” إلى الحوار من دونها، ولا سيما بعدما أعلن معاودة الحوار مع “حزب الله” قبل أيام، وهي لا تزال على قناعتها الراسخة بأنّ “التيار” لن يتردّد في “الانقلاب” على تقاطعه مع قوى المعارضة، متى شعر أنّ الحزب جاهز للتخلّي عن مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، والبحث عن خيار ثالث، وعندها لن يكترث للسؤال حتّى عن رأي “القوات” أو غيرها، وفق اعتقاد هذه الأوساط.
 
لم تتّضح “رزنامة” الزيارة الثانية للودريان بعد، وإن كانت أسهم “الحوار” لا تزال الأوفر حظًا على خطّها. بالنسبة إلى العارفين، فإنّ “شكل” الحوار من شأنه أن يحكم على المهمّة، علمًا أنّ “الإجماع الدولي” عليه قد يغيّر رأي الكثيرين به. لكنّ الأهمّ برأي هؤلاء، يبقى في سؤال الرافضين للحوار عن “الحلّ البديل”، في ظلّ الاستعصاء الذي يمرّ به الملف الرئاسي، وسط انقسام عموديّ بلا أفق، مهما عاند المعاندون!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى