أسرار الحوار مع حزب اللهبين الراعي وباسيل
وتقول مصادر «التيار» إنّ «الحزب» طلب استئناف الحوار معه فلاقى تجاوباً بعدما تيقّن من تراجعه عن شرط حصرية الحوار بترشيح فرنجية، فـ»صار فينا نحكي». لقاءان متتاليان عقداه بمشاركة مسؤول وحدة الإرتباط وفيق صفا وآخرين دخلوا على خط العلاقة من خارج الحلقة المتعارف عليها، وصار الكلام يرفع خطياً ويسلّم لصاحب القرار. وما تجنّب «التيار» قوله أفصحت عنه مصادر سياسية أخرى، أنّ «الحزب» أبدى استعداده لتقديم كل ما يريده باسيل مقابل الإنخراط في نقاش حول فرنجية.
انعطف «التيار» عن «الحزب» عندما شعر أنه كسر «الميثاقية» بإعلان ترشيح فرنجية والتمسك به شرطاً مسبقاً للحوار، ثم عاد ورحّب بالحوار حين أراده «الحزب»على فرنجية وآخرين، لكن التطور الجديد لا يلغي استمرار الدعم لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور ما دام فرنجية لا يزال مرشح «الحزب». وهذا فحوى ما تقصّد باسيل ايصاله إلى البطريرك الراعي، فزاره لإطلاعه على أجواء استئناف حواره مع «الحزب « وما طرأ من مستجدات «بقيت طي الكتمان». وبالنسبة الى «التيار» كان من الضروري إشراك الآخرين في حواره مع «الحزب» كي لا يشعر هؤلاء بتجاوزهم وهو سينفتح على قوى أخرى للقصد عينه ويتخذ من بكركي مرجعية يبني على موقفها سقفاً يستظله.
منزعج سيد بكركي من المماطلة في تحديد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ربطاً بالحوار وزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان. ومثله «التيار» الذي لا يرفض مبدأ الحوار متى كان جدياً ومجدياً وليس مجرد مسعى لتقطيع الوقت، كالحوار الذي تتحدث عنه فرنسا أو اجتماع اللجنة الخماسية المقرر عقده الإثنين المقبل في الدوحة. مجرد انعقاده على مستوى مساعدي وزراء خارجية الدول المشاركة يعني انتقاصاً من مستوى قراراته. وتقول مصادر ديبلوماسية عربية إنّ المجتمعين سيعيدون التأكيد على ضرورة تطبيق ما تبقى من الطائف وعلى مواصفات رئيس الجمهورية وعرض الأسماء المرشحة للمنصب.
سبب إضافي لغياب تأثيرات اجتماع الدوحة يتمثل في كون القوتين الأساسيتين في الإقليم أي السعودية وايران متفاهمتين على سحب يديهما من الملف الرئاسي وتركه للمساعي الداخلية لتباركاها لاحقاً، بدليل أنّه لا خطوة تسجل لهما بعد على هذا المستوى. وليست تلبية الدعوة إلى الحوار إلا بناءً على تقاطع مصالح ورغبة في تمرير الوقت. فرنسا التي فشلت في مبادرتها في حاجة الى اقتراح جديد يحمله موفدها، والثنائي الذي خرج محرجاً من جلسة الإنتخاب الأخيرة يجد في الحوار سبباً لتأخير الدعوة إلى جلسة انتخاب جديدة غير مضمونة النتائج بدليل قول بري إنّه في انتظار زيارة لودريان ليبني عليها، فلا يكون عندها عرضة للإتهام بتعطيل عمل المجلس النيابي.
ولفتت معلومات «البناء» الى أن زيارة باسيل للراعي تندرج في إطار الحوار بين القوى المسيحية السياسية والروحية والتنسيق لاتخاذ المواقف من الاستحقاقات لا سيما الملف الرئاسي والزيارة المرتقبة للمبعوث الفرنسي ودعوته للحوار. ولفتت المعلومات الى أن بكركي تؤيد أي دعوة للحوار بين اللبنانيين أكانت موجّهة من الداخل أو الخارج، وترحّب بأي جهود خارجية للتوفيق بين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن الأمر في نهاية المطاف بيد اللبنانيين بعيداً عن الضغوط والمصالح الخارجية. كما أشارت مصادر التيار الوطني لـ»البناء» الى أن التيار سيستجيب لأي دعوة للحوار أكانت مع الشركاء في الوطن أو من الخارج، وهو سيرحّب بأي دعوة فرنسية للحوار لكن بعيداً عن الفرض والإملاء ومصادر قرارنا وخياراتنا السياسية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook