آخر الأخبارأخبار محلية

تجربة نوعيّة للبحوث الصناعية مع MAIA-TAQA… بوشيكيان: نحتاج لمسح شامل للقطاع الصناعي


تم امس تدشين محطة تكرير مياه الصرف الصحي التي تم انشاؤها في معهد البحوث الصناعية في حرم الجامعة اللبنانية بتمويل مشترك مع الاتحاد الاوروبي في إطار برنامج ENI CBC Med، ضمن مشروع “MAIA-TAQA.هذا المشروع الذي استغرق تنفيذه قرابة السنة، بكلفة مئة وتسعين ألف دولار اميركي، يهدف الى تشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي على الطاقة الشمسية، وتكريرِ المياه المبتذلة، واعادة استخدامها في مجال الريّ كما يمكن ان يستفيد معهد البحوث الصناعية منها لتعويض النقص في المياه. وبالتالي يمكن القول بحسب المعنيين ان معهد البحوث الصناعية يخوض تجربة نوعيّة مع MAIA-TAQA في مجالات الاستثمارات الجديدة بهدف تحسين نوعية الحياة ورفع مستواها. وهو لطالما بادر الى تبنّي سياسات ترشيد استخدام الطاقة والمياه. ووجَّه الصناعيين الى اعتماد هذه السياسات.

 

ولا شك ان “MAIA-TAQA نجحت في تقديم منح فرعية إلى تسع شركات صغيرة ومتوسطة الحجم في مصر والأردن ولبنان. ومع الاشارة في هذا السياق الى انه وبسبب الحاجة المتزايدة في بلدان جنوب المتوسط إلى خدمات كفاءة استخدام الموارد (إستشارات، هندسة وعمليات) للتعامل مع الضغط على البيئة، فإن مصادر زيادة كفاءة أستخدام الموارد لا تزال عند مستويات منخفضة. يرجع ذلك أساسا إلى عدم وجود عملية إبتكار مناسبة من شأنها أن تكون قادرة على تحديد الإحتياجات، هيكلة الحلول الإبداعية وتسويقها. ومن هنا يتعامل مشروع “MAIA-TAQA” مع هذه القضايا من خلال إقامة مشاهدات في 3 مناطق نموذج متوسطية حيث سيتم تطبيق خدمات مبتكرة: مرتبطة بالشبكات الدقيقة، الخلايا الكهروضوئية، تخزين الطاقة، التكنولوجيات الحرارية الشمسية، ومعالجة وتنقية المياه. سيضع الشركاء حلولا لكل عائق محدد: برنامج بناء القدرات (بسبب نقص المهارات)؛ مكتب الإبتكار (لعدم وجود معلومات)؛ المبادئ التوجيهية (لعدم وجود لوائح تنظيمية)؛ قسيمة (لعدم وجود التمويل) ,انشطة B2B مستهدفة (لعدم وجود توافق محدد). المستفيدون النهائيون الرئيسيون هم الشركات الصغيرة والمتوسطة (لا سيما من قطاع البيئة/المرافق/البناء) التي يمكن أن تمتلك مجموعة من الأدوات الداعمة للتغلب على المعوقات القائمة والحد من المخاطر التي تواجه الإبتكار.

 

الحفل الذي أقامه المركز اللبناني الأوروبي للتحديث الصناعي ELCIM التابع لمعهد البحوث الصناعية حضره وزير الصناعة جورج بوشكيان، المدير العام لمعهد البحوث الصناعية الدكتور بسام الفرنّ، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، رئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني، مدير “ELCIM” والمدير المحلي لمشروع “MAIA-TAQA” ناجي ابي زيد، وممثّلون عن المؤسسات المتخصّصة في مجال الطاقة المتجددة ومعالجة مياه الصرف الصحي.

ورإى بوشكيان ان ما يهمّ من المشروع ثلاث نقاط أساسية هي: البحث العلمي، والتطوير التكنولوجي، والابتكار.
وأكد ان ما يقدّمه المعهد و ELCIM للصناعيين اللبنانيين يعدّ من الدعائم الأساسية لتطوير الصناعة وتحديثها لجهة التوسّع وتكبير حجم الأعمال وخوض تحدّيات المنافسة والتصدير الى الأسواق الأكثر تطلّباً.
واذ اشار الى ان نسبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في لبنان تتجاوز الـ 90%، وهي حال الدول المحيطة بنا، نوّه بوشكيان بواضعي المشروع وبتوجّههم لدعم هذا النوع من المؤسسات، وتعريف أصحابها أكثر على البحث والابتكار.
أضاف: ” مشروعُنا الذي نفتتحه، فهو يقوم على تشغيل محطة معالجةْ مياه للصرف الصحي على الطاقة الشمسية، وتكريرِ هذه المياه المبتذلة، واعادة استخدامها في مجال الريّ.” من هنا، أشاد وزير الصناعة بالعلاقة المميّزة بين لبنان والاتّحاد الاوروبي، وبين المعهد والاتّحاد الاوروبي، عبر عضويّته في هيئة المختبرات الاوروبية، وتعاونه المستمر مع منظّمات ومؤسسات اوروبية ذات الصلة. ولفت الى ان الصناعة ركيزة اساسية في الاقتصاد اللبناني خصوصا في ظل المواهب الموجودة، منوّها بالدور الذي يلعبه معهد البحوث الصناعية اذ يُعدّ نقطة الانطلاق في مختلف المجالات.
كما توقّف عند الحاجة الملحة لاجراء مسح شامل للقطاع الصناعي في لبنان
وشدد على ان “لبنان يبقى بوجود المؤسسات الناجحة، دعامة وركيزة أساسية للاقتصاد والصناعة والعلم والابتكار والابداع. وهذه المؤسسات هي التي تُبقي على الروابط وترسّخها مع دول الغرب المتقدّم. ويعود الفضلُ الأوّل والأساس للموارد البشرية التي تعطي القيمة المضافة وتُبدع في مجالات عملها”.

 

ولأن الجهات المعنية تعمل ضمن استراتيجية واحدة لتنمية الاقتصاد والمحافظة على البيئة، فإن الدكتور الفرن أشار الى ان “معهد البحوث الصناعية” يركز على ايصال الأفكار والمشاريع الجديدة الممكن البناء عليها لدعم الاقتصاد المستدام. واذ رأى ان المشروع يندرج في هذا السياق، لفت الى ان المعهد يعمل اليوم على جمع مياه الامطار واعادة استعمالها، في سياسة تكاملية مع مشروع “MAIA-TAQA”.
تابع: “العلاقة مع الاتحاد الاوروبي ليست جديدة، ولولا دعمهم لما كنا نجحنا في انجاز هذا المشروع المنفذ بتمويل مشترك، وهي لن تنتهي مع انتهائه. بدأنا العمل معهم في موضوع الطاقة منذ سنوات وانجزنا مشاريع كثيرة تكمن اهميتها في الاستدامة، خصوصا اننا نلتزم دائما وفق شعار “المشروع الذي يبدأ هنا يستمر هنا”.
واعتبر ان “الهدف الاساس من المشاريع المنفذة يكمن في ايصال الرسالة للمعنيين في المجال الصناعي والاقتصادي واصحاب القرار في لبنان بأننا مع المشاريع المستدامة.”

 

وشرح ابي زيد ان MAIA-TAQAتعمل على ثلاثة محاور رئيسية والتي كان لها تأثير كبير في مجال الطاقة، معتبرا ان “المشاريع التجريبية التي انجزتها في بناء الطاقة الكهروضوئية المتكاملة، والحرارة، ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، والتي تم تنفيذها على التوالي في مصر والأردن ولبنان تعدُّ بمثابة دليل بارز على ممارساتها المستدامة.

ورأى اننا “نتوّج في هذا الحفل الجهود المبذولة والتأثير الذي أحدثته على قطاع الطاقة، اذ اجتمع فيها عدد كبير من الخبراء وأصحاب المصلحة والمستفيدين لتبادل المعرفة والخبرات وقصص النجاح”.
وأمل ان يكون هذا الحدث بمثابة منصة للتواصل والتعاون وتبادل الأفكار، خاتما بالقول: “معًا، يمكننا مواصلة دفع الابتكار والممارسات المستدامة في قطاع الطاقة”.

عقب الكلمات، تحدث الخبير في مجال الطاقة والمياه الدكتور طلال سالم عن الدروس المستفادة من مشروع “MAIA-TAQA” في معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها للحفاظ على الثروة المائية وإدارة الموارد المستدامة.

وفي الختام دشّن بوشكيان المحطة وكانت جولة للحاضرين على المشروع.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى