إسرائيل تطرد عائلة فلسطينية من بيتها في القدس الشرقية بعد معركة قضائية طويلة
نفذت الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء أمرا قضائيا بطرد عائلة صب لبن الفلسطينية من منزلها في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة في القدس الشرقية، لإتاحة المكان لإقامة مستوطنين يهود فيه، بعد معركة قضائية طويلة بدأت عام 1978. وإثر عملية الإخلاء، تصادم نشطاء مع الشرطة، فيما اعتبر مدير مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان بأن طرد الفلسطينيين الممنهج من منازلهم قد يرقى إلى “التهجير القسري” وأنه “انتهاك جسيم لاتفاقيات جنيف وجريمة حرب”.
نشرت في: 12/07/2023 – 22:37
3 دقائق
أخلت الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء عائلة فلسطينية من منزلها الكائن في القدس الشرقية المحتلة، ليقيم فيه مستوطنون يهود، إثر معركة قضائية طويلة، حسبما قال مسؤولون ومراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
ومنذ 1978، تخوض عائلة صب لبن معركة قانونية أمام المحاكم الإسرائيلية ضد قرار يقضي بطردها من منزلها في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة. لكن صباح الثلاثاء، أخرجت الشرطة بالقوة الأسرة من منزلها تنفيذا لأمر أصدرته المحكمة.
تعقيبا، قالت نورا صب لبن (68 عاما): “ليس لديهم الحق في طردي من منزلي”. مضيفة: “إنهم لصوص ويسرقون منا كل شيء، سرقوا الدُور والأراضي والشباب”.
“انتهاك لاتفاقيات جنيف وجريمة حرب”
إثر ذلك، تصادم نشطاء إسرائيليون وفلسطينيون مع الشرطة في أعقاب عملية الإخلاء. وشاهد مصور وكالة الأنباء الفرنسية أحد هؤلاء الناشطين يحمل لافتة كتب عليها: “طردت عائلة اليوم”، بينما كانت تطارده أنظار مستوطنين يهود.
وفي مايو/أيار، تلقت عائلة صب لبن إشعارا بإخلاء منزلها وأُمرت بمغادرة المبنى بحلول 11 يونيو/حزيران.
من جانبه، قال مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أجيث سنغاي في بيان بالعربية إن “قوات الشرطة الإسرائيلية أخلت في وقت مبكر من صباح اليوم عائلة غيث صب لبن”. مضيفا بأن الشرطة أوقفت 12 ناشطا إسرائيليا احتجوا على الإخلاء.
ولفت سنغاي إلى أن “الجهود والممارسات الممنهجة لطرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية المحتلة قد ترقى إلى مستوى التهجير القسري”. مؤكدا أن “التهجير القسري انتهاك جسيم لاتفاقيات جنيف وجريمة حرب”.
بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن “أسفه” للقرار، وحض “الحكومة الإسرائيلية على احترام القانون الدولي والسماح لهذه العائلات بالعيش حيث كانت تعيش منذ عقود”.
من ناحيته، وصف المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إخلاء العائلة الفلسطينية بأنه “جريمة” تندرج في إطار “الحرب الصهيونية على الهوية العربية للقدس”.
من هم المستوطنون الذين كان الإخلاء لصالحهم؟
والمستوطنون اليهود الذين صدر أمر الإخلاء لصالحهم هم أعضاء في منظمة “أتارا ليوشنا” الاستيطانية. وفي دعواهم قال المستوطنون إنهم كانوا يعيشون في المبنى قبل تقسيم المدينة المقدّسة إلى شطرين إسرائيلي وأردني عند قيام الدولة العبرية في 1948.
واستند هؤلاء في دعواهم إلى قانون إسرائيلي من السبعينيات يسمح لليهود باستعادة الممتلكات التي كانت مملوكة ليهود قبل 1948، حتى لو لم تكن لهم صلة قرابة بهم.
ووفق منظمة “إير أميم” المناهضة للاستيطان، فإن حوالي 150 عائلة فلسطينية في البلدة القديمة بالقدس والأحياء المجاورة لها مهددة حاليا بالإخلاء بسبب “القوانين التمييزية وتواطؤ الدولة مع منظمات المستوطنين”.
وتضيف “إير أميم” بأن عمليات الإخلاء تلك تندرج في إطار “استراتيجية لتعزيز الهيمنة الإسرائيلية على البلدة القديمة، وهو الجزء الأكثر حساسية من الناحية الدينية والسياسية في القدس وقضية جوهرية في الصراع”.
واحتلت إسرائيل البلدة القديمة بالقدس في حرب 1967، قبل أن تعلن ضمّها في خطوة تعتبرها الأمم المتحدة غير قانونية.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook