هل تنجح قطر بإقناع فرنسا والسعودية بعون؟
عندما تتحرّك قطر في اتجاه لبنان في ملفه الرئاسي، فإن هذا يعني أمرًا واحدًا لا غير. وهذا الأمر في قاموس الدول الأربع الأخرى، أي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر، يؤكد أن لدى الدوحة مرشحًا واحدًا لا غير، وهو قائد الجيش العماد جوزاف عون. هي مقتنعة بأنه بوصول عون إلى سدّة الرئاسة تصبح إمكانات الحلّ في لبنان أقرب إلى الواقع من أي شيء آخر. ولكن يبقى أن تقتنع فرنسا والمملكة العربية السعودية بما سيطرحه ممثل الدوحة في الاجتماع الخماسي، الذي دعت إليه في بحر هذا الأسبوع من دون أن يُحدَّد موعد نهائي له بعد.
وتنطلق قطر في طرحها الجديد – القديم من عدّة ثوابت وقناعات، ويأتي في طليعتها ما بدا واضحًا من أن فرنسا لم تعد متمسكة بمبادرتها القائمة على دعم مرشح “الثنائي الشيعي” الوزير السابق سليمان فرنجية، بعدما تبيّن لها في نتيجة الجولة الأولى لموفدها الرئاسي إلى لبنان جان ايف لودريان أن المكّون المسيحي الأساسي في البلد، وبغطاء مستتر من البطريرك الماروني، يرفض المعادلة الفرنسية، في مقابل رفض الطرف اللبناني الآخر ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور.
أمّا المعطى الثاني في الطرح القطري فهو يعتمد على موافقة ضمنية من كل من واشنطن والقاهرة، اللتين لا تعارضان انتقال قائد الجيش من اليرزة إلى بعبدا، إضافة إلى تحرّكها على الخطّ اللبناني، بعدما كان لعدد من المسؤولين فيها أكثر من لقاء مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي لا يزال يعارض وصول العماد عون إلى قصر بعبدا، وذلك نظرًا إلى الخلاف القديم بينهما على أثر وقوف قائد الجيش في وجه باسيل عندما كانت يده “طايلة” وحاول مدّها إلى المؤسسة العسكرية، ولم ينجح في ذلك. ومنذ ذلك الوقت وضع علامة x عليه، وسُمع مرّة يقول “الله لا يخليني إذا خليتو يوصل عَ الرئاسة”.
لكن هذا لا يعني أن الدوحة، التي تعرف باسيل جيدًا، قد قطعت الأمل في تغيير موقفه، وهي ستحاول مرّة واثنتين وأكثر حتى يكون لها ما تريد، ولكنها لا تريد في الوقت نفسه أن تحرق المراحل ولا أوراق العماد عون. وهي لذلك مع إعطاء لودريان فرصة أخرى، وربما أخيرة، في محاولة فرنسية جديدة.
وفي المعلومات المتداولة أن لودريان يعتزم التواصل مع المسؤولين المكلفين متابعة الملف اللبناني في دول “اللقاء الخماسي”. وبدأ يدّق الباب الايراني سعيا لتعزيز مهمته، وبالأخصّ لجهة محاولة اقناع “حزب الله” بالسير بخيار رئاسي ثالث.
وفي المعلومات ايضًا ان الموفد الفرنسي قد يحمل مقترحات عديدة حول الحوار الذي يسعى إليه، ومنها:
-عقد طاولة حوار اما في مجلس النواب او في “قصر الصنوبر” على مستوى ممثلي الكتل النيابية بحضوره شخصيًا، ويكون جدول اعماله انتخاب رئيس الجمهورية واجواء نجاح انطلاقة العهد الجديد، على أن يجري هذا الحوار من دون شروط مسبقة، وتطرح اسماء المرشحين من دون تحفظ ومنها اسم سليمان فرنجية.
-عقد حوار على مستوى رؤساء الكتل النيابية في لبنان، يشمل جدول اعمال رئاسة الجمهورية، وشكل الحكومة وبرنامجها الانقاذي والاصلاحي.
-عقد حوار على مستوى قادة الاطراف السياسية حول الرئاسة، وسلة كاملة للمرحلة المقبلة، على أن يعقد في باريس او دولة خليجية في السعودية او في قطر مثلًا، للاتفاق على حل انقاذي شامل لا سيما على صعيد الاصلاحات الاقتصادية، من دون تجاوز اتفاق الطائف.
وللحديث عن الطائف المزيد من الكلام الجدّي تتابعًا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook