آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الخطيب في لقاء حول “الهوية الوطنية في مواجهة المخاوف”:الخروج من الوضع الطائفي يكون ببناء دولة المؤسسات والقانون والكفاءة هي المعيار

 

وطنية – اقيم لقاء حواري في “مركز الحركة الثقافية” في انطلياس حول “الهوية الوطنية في مواجهة الهواجس والمخاوف”، بدعوة من “منتدى لقاء الحضارات”، حضره حشد من الشخصيات الفكرية والإعلامية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدبلوماسية.
 
وقدم اللقاء واداره الصحافي قاسم قصير والقى كلمة “منتدى لقاء الحضارات” كمال بكاسيني.
 
وتحدث نائب رئيس مجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، وقال في محاضرته بعنوان “الهوية الوطنية اللبنانية ما بين الهواجس والمخاوف”: “اشكر منتدى لقاء الحضارات والحركة الثقافية انطلياس على الدعوة معربا عن سروره بهذا اللقاء في ظرف من أخطر الظروف التي مر بها الكيان اللبناني والمكونات اللبنانية. ومن الضروري في هذه الظروف التي يتعالى فيها أصوات التطرف، وأنا اعتبرها تطرفا ربما غيري لا يعتبرها تطرف، موضوع التقسيم أو موضوع الفدرلة بدل أن تشدنا هذه الازمات للتفتيسش عن الحلول، والوسيلة هي الحوار، وليس هناك وسيلة الا الحوار والتلاقي. ومن هنا من انطلياس و لشعوري ان ما اسمعه في الاعلام لا يعبر عن حقيقة موقف اللبنايين (وبالنسبة للاعلام أنا لا أعمم)، ولكن بشكل عام الاعلام له أهدافه وأجنداته التي قد تتلاقى مع الشعب اللبناني وقد لا تتلاقى، الاعلام أمر هام في تعزيز التلاقي بين اللبنانيين وشد أزرهم ووحدتهم وهذا ما نريده”.
 
واضاف: “الازمات اللبنانية معروفة، ونحن اليوم في هذا الظرف الذي نمر فيه والبلد محطم اقتصاديا هناك انسداد سياسي بين القوى السياسية وغير متفقين على الحوار وعلى التلاقي وهذا مفترض ان يكون من الامور التي لا نقاش فيها، اللقاء والحوار هو الامر الطبيعي وليس هناك من امر مستحيل يستطيع اللبنانيون أن يخرج من الواقع الذين هم فيه اذا ما ارادوا أن يتلاقوا، ويخرجوا من هذه المشكلة، وابتداء من انشاء الكيان نعيد المشكلة ونصل بعد ذلك الى تسوية ثم نعيد الكرة مرة أخرى وهكذا دواليك. كل ما يقوم به اللبنانيون من جهد وتعب وبناء وتعليم لأبنائهم نصل لمرحلة نهدم كل ما بيناه، وأبناؤنا الذين نعلمهم وندفع تكاليف تخرجهم من الجامعات والدولة تتكلف ثم بعد أن يتخرج يذهب الى الخارج لأن ليس هناك مجال للعمل في بلادنا التي هي غير مستقرة سياسيا ولا مجال للعمل، نقدم ابناءنا للخارج ويذهب ليخدم البلاد الاخرى من دون أن تتكلف هذه البلدان شيئا”.
 
واكد ان “هناك مشكلة والتسويات لا تحل المشاكل بل تؤجلها، الى أن يحدث هناك استحقاق داخلي أو خارجي وتعود المشكلة من جديد ومن ثم نبحث عن تسوية ونعيد البناء. ما وصلنا اليه ربما لم يصل اليه لبنان من المراحل الماضية، وبتقديري أكثر اللبنانيين مؤمنون مسلمون ومسيحيون والمسيحية والاسلام لا حدود بينهم والدين لا يضع الحدود بين الناس، يقول رسول الله محمد: الناس كلهم عيال الله وأحبهم اليه أنفعهم لعياله، والامام علي يقول : الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، الناس كلهم سواسية في الحقوق و الواجبات وليس هناك في الاسلام امتيازا في الحقوق ولا في الواجبات كذلك الامر في المسيحية ، التميز يكون في الاخلاص والكفاءة وليس في الدين، يقول تعالى ” والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر”، العمل الى جانب الاعتقاد ، كنت مسيحيا أو مسلما التميز يكون بمقدار العطاء والاخلاص للبلد والناس، وعليه المشكلة ليست مشكلة دينية والمسيحية لا تحرم على المسيحي أن يتعاطى مع المسلم او يتعامل معه ولا تقول أن يحتقر من يخالفه في الدين، كذلك الحال في الاسلام المكرم هو الانسان “ولقد كرمنا بني آدم” مطلقا إن كان معتقدا باعتقادك أم لا فالانسان هو المكرم، وهذا هو السقف الذي يجب أن يكون الجميع تحته، الناس كلهم سواسية كأسنان المشط، وهناك فرق بين النظريات وبين التطبيق، الدين وضع للتطبيق وليست للتنظير ولكي أغلبك بالحجة أو تغلبني انت، وهذه القواعد الاساسية فيه هو ان الناس كلهم سواسية وأن “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، التقوى المطلوبة هنا هي الاخلاص للبلد واعطاء الناس حقوقها وعدم ظلمها هذه هي التقوى، واذا انا قمت بمسؤوليتي هذه هي التقوى واذا خنت مسؤولتي هذه عدم التقوى، كلنا في هذا المجال سواء والناس كلهم سواء، فالمشكلة ليس دينية فما هي المشكلة؟ الطائفية؟ هناك فرق بين الطائفية بين الطوائف وبين الطائفية، الطوائف هي عبارة عن تفسيرات للاديان وعند الاسلام هناك طوائف وعند المسيحيين هناك طوائف وهناك تفسيرات للدين التي هي غنى، هذه الطوائف هي عبارة عن هذا الغنى المعنوي الذي يعطي للنص تفسيرات متعددة ومختلفة ومن خلال هذا الاختلاف يعطي مخارج وحلول، أين المشكلة؟”.
 
وتابع: “من خلال هذه الفترة التي أنشانا فيها هذا الكيان فالمشكلة في الطائفية، وانا في فهمي أن المشكلة في الطائفية السياسية حين نستخدم الدين للتمييز بين الناس في الحقوق والواجبات، هذه هي الطائفية، انت لك أمتياز لأنك مسيحي أو انا لي امتياز لأني مسلم، او نتعارك على الامتيازات في ما بيننا ونخلق المشاكل فيما بيننا ويحصل بسببه عدم الاستقرار السياسي، من الذي عمل الطائفية؟ ليس الدين هو الذي عملها ولا الطوائف، الذين يستتفيدون من النظام السياسي باسم المسلمين وباسم المسيحيين هم الذي أحدثوا الطائفية، ماذا ينتفع المواطنون من الطائفية،المستفيدون هم زعماء الطوائف. ان هذا البلد كان يفترض ان يكون احسن بلد في المنطقة بما يملك من كفاءات وطاقات وامكانيات اقتصادية وللاسف اصبح اليوم اكثر بلد متخلف في الشرق الاوسط والسبب اننا بنينا دول وعندنا هيكل دولة في داخله دويلات حقيقية ممسكة بالاقتصاد والسياسة وكل امور البلد، والمسيحيون لم يستفيدوا من هذا، وقيل لهم ان هذا النظام الطائفي لمصلحتكم، وكما ذكرت ان الاسلام اهتم بالمسيحيين في المنطقة وأنا أتكلم عن المسيحيين لأنه قال تعالى في كتابه العزيز” ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى  فإذا مشكلة القول بأن هناك مشكلة اسلامية مسيحية فهذه كذبة وهي ليست صحيحة والذين تصرفوا مع المسيحيين بشيء من هذا القبيل هم تصرفوا مع المسلمين نفس الشيء والمسيحيون انفسهم فيما بينهم نتيجة تخلف مثل ما حصل عند المسلمين، وكان هناك حروب عقائدية ايضا كان عند المسيحيين نفس الشيء”.
 
واردف: “ما حدث شمال سوريا بين اليعاقبة والنساطرة كلنا نعرفه وهو تسبب في مجيء قسم من أخواننا المسيحيين وأهلنا الى لبنان، فإذا المشكلة ليست في أننا متعددو الأديان، تعدد الأديان لا يخلق مشكلة ولا يخلق حواجز بين المسلمين والمسيحيين المشكلة وضعت بين المسلمين والمسيحيين لمصالح عائلات مصالح أجنبية وبشكل صريح ايضا بأن هذه نشأت مع شعار رفعه الاستعمار لحماية الأقليات في الشرق الاوسط وبالتالي حتى يفتحوا بابا للدخول إلى المنطقة يححق مصالحهم للدخول عليها، هم رفعوا هذا الشعار بأنهم يريدون ان يحافظوا على المسيحيين، لكن نحن من خلال هذه الفترة الماضية انتم تعرفون انه ماذا فعل الغرب للمسيحيين في لبنان وانا اعتقد بأن المسيحيين ليسوا جالية في لبنان، الذي يقول بان المسيحيين في لبنان يحميهم الغرب يعني هو يقول بانهم جاليات غربية هنا، انتم المسيحيون اساس في المنطقة العربية والاسلامية، المسيحيون اساس هذا الوجود وليسوا هم جاليات في هذه المنطقة، وبالتالي هذا الشعار لم يكن لصالح المسيحيين وهذا النظام أسس كما ذكرت بناء على هذا الشعار ولمصلحة طبقة سياسية وعائلات في هذه البلاد ما زالت ممسكة بالأمور عند المسيحيين وعند المسلمين نفس الشيء والخراب كان على المسلمين والمسيحيين”.
 
وقال: “واذا إذا كان تشخيص المشكلة اللبنانية والعلة اللبنانية هي في النظام الطائفي وأرجع وأكرر هنا من باب البيان وليس من باب الفهم غلط، لا اريد أحدا أن يفهم خطأ هذا الموضوع .ان المسيحيين عند انشاء الكيان في لبنان كانوا 57 في المئة من عدد سكان لبنان، المسيحيون هم كانوا الأكثرية، الآن المسيحيون ليس من باب الاستصغار لو كان مسيحي واحد له قيمة المسلمين كلهم، ولو كان مسلم واحد له قيمة المسلمين والمسيحيين كلهم، الموضوع هو كرامة الانسان، الانسان بكرامته، فرد وليس جماعة، الفرد له كرامة اما الجماعة كجماعة سياسية تريد ان تكون ظالمة تستولي على حقوق الآخرين، هذه بلا قيمة هذه تكون جماعة ظالمة، على هذا الأساس انا اقول أن المشكلة الأساسية التي عرضت المسيحيين في حروب داخلية في لبنان ولمشكلات اقتصادية وسببت كلها هجرة اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ، لكن المسيحيين فسح لهم المجال أكثر لترك لبنان والذهاب إلى الخارج ليكونوا أنا بإعتقادي ليس من باب تعاطف الغرب مع المسيحيين وليس من باب أنهم يخافون من جانب المسيحيين او المسلمين ،وانما هو مؤامره على المسيحيين حتى يخرجوا من هذه المنطقة لان المشروع الإسرائيلي أن اليهود لا يقبلون التعايش مع الآخرين، اليهودي منغلق لا يحب أحدا غير نفسه هو عنصري، المسيحي ليس كذلك، المسيحي هو على صورة السيد المسيح سلام الله عليه الذي عنوانه المحبة، والمحبة والرحمة التي هي عنوان الإسلام والمسيحية، ما قال تعالى: ” ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى “من هذا المنطلق اذا النظام الطائفي هو نظام المشكلة، اليوم كل واحد  يريد ان يصبح زعيما عدنا كمسلمين وعندكم كمسيحيين يذهب لكي ينادي بحقوق الطوائف، ويزايد على الآخر لكي يحصل شعبية أكثر، ولكن المسيحيون والمسلمون جميعا يدفعون الأثمان لتناوش السياسيين ولتسابقهم على الشعبيات أنتم الذين تدفعون الثمن مسلمين ومسيحيين، الشعب اللبناني هو الذي يدفع الثمن”.
 
واردف:”الحل إذا ما هو؟ الحل هو بأن نبني دولة لان هذه ليست دولة، وهذه دول نعيش فيها، والأنكد من هذا ان هذا قانون الانتخابي الاخير عمم الطائفية والانقسام والمذهبية في البلد ، بأن كل فريق ينتخب نوابه، وبدل ان ينتخب الكل الكل ونعمق الوحدة الوطنية في ما بيننا، ذهبنا إلى قانون إنتخابي رجعنا به كثيرا إلى الوراء، قانون الستين مئة مرة أفضل طبعا، انا لم اطالب الان بقانون الستين نحن نتقدم إلى الأمام المفترض وان نتطور في فكرنا وعقلنا ونقدم قوانين أكثر ملائمة لعقول اللبنانيين وللمجتمع اللبناني، الموضوع هو الخروج من الطائفية السياسية”.
 
واضاف: “انا الان اقول بأن هناك مشكلة والحل ليس غدا، نحن نؤمن بالتقدم الطبيعي لكن هذا اذا وضعناه في شعار الطبقة المثقفة والواعية التي نحملها ويحملها الله والوطن والناس الجائعة والناس التي تموت على أبواب المستشفيات والتي لا توجد الدواء والناس الذين ماتوا في إنفجار المرفأ وكل المصائب التي يعيشها الشعب اللبناني والناس الذين ذهبت ودائعهم والناس العايشين في قلق وبخوف هؤلاء يحملون الطبقة المثقفة الذين هم محميون ومؤطرون بغطاء سياسي للأسف الذين هم يجب أن يشكلوا الرأي العام في البلد، الوطن يحتاج إلى اناس تتعب وتضحي من أجله هذا الوطن ليس فقط لنأكل ونشرب ونلاقي بيتنا فيه ومستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا واكلنا وشربنا في هذا الوطن، هذا الوطن يحتاج كي يبقى مقرا ومستقرا لنا جميعا ونحفظ فيه كراماتنا للأسف أسرفناها اليوم بما نحن فيه لبنان كان في السماء واليوم أصبح في الحضيض”.
 
وتابع: “اولادنا الذين يذهبون إلى الخارج الى الخليج وغيره هم من أحسن الكفاءات في البلد انظروا كيف يتعاملون معهم الان و كيف كانت المعاملة قبل الازمة، الان اللبناني أهينت كرامته اذا الكرامة والوطنية شيء غالي جدا، والذي ينبغي أن نعمل عليه هو الخروج من الوضع الحالي حتى تعيد المؤسسات الدستورية الوضع الى الاستقرار والى بداية الخروج من الازمة الاقتصادية الى بداية الحلول، لكن أقول لكم اذا عمل غدا تسوية تدوم عشرة او خمسة عشر سنة ثم نعود بسرعة الى المشكلة من جديد. نحن نريد أولادنا، ان يبقوا في هذا البلد ويعيشوا في استقرار وأمان أفضل من الحال الذي عشناه، اذا كنا نريد هكذا، علينا ان نعمل لهذه الارضية، نعمل لبناء المؤسسات التي تنتج هذا الوضع من الاستقرار وهذا لا يكون الا بالخروج من النظام الطائفي وان يكون الناس يتعامل معهم مباشرة، انا رجل دين انا أقول لكم لا اريد الشيعي ان يكون له صلة بالدولة عبري، نحن كمؤسسات دينية قادرون بما لدينا من قيم أخلاقية وثقافة وإلى آخره مع سائر مكونات البلد ان نعمل بالدفع نحو الوحدة الوطنية والانسانية بين الناس وعلى استقرار البلد وحمايته، لكن في الحقوق اذا اراد ان يتوظف او يدخل المستشفى او المدرسة اي عمل من الاعمال يريد حقوقه من خلال الواسطة، فهذا غير مقبول هذا لا يليق بالمجتمع اللبناني”.
 
وختم: “ان الخروج من الوضع الطائفي يكون ببناء دولة المؤسسات والقانون والمساواة بين الجميع والكفاءة هي المعيار،انا مسلم اذا كان المسيحي في الموقع المناسب هو كفوء ومخلص لبلده انا سأستفيد منه أكثر من المسلم الذي يجلس في هذا المكان وهو فاسد وهو غير كفوء وهو يتعاطى بمصالحه الخاصة ولا يراعي لا القوانين ولا يراعي حقوق الناس، هذا الذي اراه للخروج من الطائفية السياسية إلى وطن المواطنة ان نكون جميعا ، وبلاها لهذه الكذبة على المسيحيين وعلى المسلمين”.
 
                   ===================


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى