ماذا يريد حزب الله من النظام؟
عمليا، لا يريد “حزب الله” تعديل النظام فقط من أجل تعديله، بل يريد ضمانات تعكس حضوره السياسي والشعبي بشكل أكثر وزناً، وهذا أمر بدأ يشكل إحدى قناعاته السياسية منذ أن بدأت بوادر إنتصاره العسكري في سوريا، على اعتبار أن هذا التقدم الميداني يجب أن ينعكس نفوذا في مكان ما.
اضافة الى كل هذا، يصر الحزب، بصفته حزباً يواجه تحديات امنية وعسكرية كبرى، على الحصول على ضمانات من داخل النظام السياسي لعدم تعرضه لمؤامرات داخلية،كما يسميها، من هنا كان انخراطه شبه الكامل في الحياة السياسية منذ العام ٢٠٠٩، مستفيدا من حلفائه على المستوى الوطني.
وبحسب مصادر مطلعة فإن حزب الله يمكنه إستبدال فكرة تعديل النظام التي من المفترض ان تعطي الطائفة الشيعية صلاحيات اضافية، بحضور قوي داخل المؤسسات ضمن صلاحياتها الحالية، بمعنى اخر تكرار ما فعله بعد ايصال الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية والفوز بالاكثرية النيابية عام ٢٠١٨.
وترى المصادر ان الحزب يستطيع، ومن خلال منع خصومه من إعادة قضم المكتسبات التي حصل عليها في السنوات الماضية، من تأمين الضمانات التي يبحث عليها وبالتالي الوصول الى قناعة بالحفاظ على الوضع القائم من ناحية النظام الدستوري، من هنا يصبح اصراره على ايصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية مفهوماً.
سيتعايش “حزب الله” مع النظام لسنوات اضافية بشرط ان يكون مرتاحاً لحضوره داخله، علما ان خلافه مع التيار الوطني الحر يجعل من تواجده داخل مجلس النواب وفي الحكومة أقل وزناً حتى مع دخول باقي حلفائه في قوى الثامن من اذار، وعليه فإن رئاسة الجمهورية تكتسب قيمة اضافية بالنسبة لحارة حريك لارتباطها المباشر بالسلطة التنفيذية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook