آخر الأخبارأخبار محلية

التصعيد يأخذ اتجاها آخر في الجنوب

منذ عدة أشهر، أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طرح مسألة مزارع شبعا على طاولة البحث وأكد أن “حزب الله” قد يعود الى فتح هذا الملف وإستعادة العمليات العسكرية فيه، في ظل عدم حصول أي تطور إيجابي يعيد المزارع الى السيادة اللبنانية، وكان ذلك بالتزامن مع الكباش الحاصل انذاك بشأن استخراج الغاز من “حقل كاريش”.


في الأشهر القليلة الماضية، شهدت الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة توترا غير عادي، اذ بدأت اسرائيل عملية تجريف كبرى عند الحدود وأحيانا داخل الحدود اللبنانية، ولاحقا برزت قضية خيم “حزب الله” التي ثبتها داخل مزارع شبعا المحتلة، الامر الذي ظهر ككباش جدي وأمني بين الطرفين.

بحسب مصادر مطلعة فإن إسرائيل ترغب بشكل كبير بالقيام بضربات عسكرية ضد بنية “حزب الله” العسكرية بشرط ألا تؤدي هذه الضربات الى حرب مفتوحة، وقد سربت وسائل اعلام عبرية في الايام الماضية اقتراحات لخطط عسكرية كان من الفترض ان يقوم بها الجيش الاسرائيلي بإستهداف منظومات الدفاع الجوي التابعة للحزب في اكثر من منطقة لبنانية.

وترى المصادر أن تل ابيب بحاجة لأن تضع حدا للجرأة المستجدة التي بدأ “حزب الله” يتعامل بها عند الحدود، وهذا يحتاج الى توجيه ضربة تعيد الردع الى ما كان عليه منذ حرب تموز، اذ ان الحزب بات يستسهل توجيه رسائل صاروخية عند كل حدث في فلسطين او في غزة، وهذا ما لا تريده اسرائيل ان يصبح أمرا واقعاً.

قبل أيام حصل تصعيد من نوع آخر، اذ قامت تل ابيب بتسييج الجزء اللبناني من بلدة الغجر وهو ما اعتبره حزب الله في بيان رسمي امرا غير مقبول ودعا المواطنين الى القيام بالرد المناسب على هذا التطاول على السيادة، وبالتوازي مع هذا البيان اطلق صاروخين من لبنان سقط احدهما في الجزء السوري من الغجر.

ولعل الرد الاسرائيلي الذي شمل اطلاق ١٥ قذيفة مدفعية على اماكن اطلاق الصواريخ، يوحي بأن تل ابيب فهمت الرسالة التي اراد الحزب ايصالها، وهذا يوحي بأن التوتر سيستمر بمسارات مختلفة ومتصاعدة، تحت عنوان مزارع شبعا وقرية الغجر، اذ قد يعمد الحزب الى القيام بتحركات شعبية او غير شعبية للضغط في تلك المناطق.

لا يزال كل من “حزب الله” واسرائيل يتهيبان الحرب لكنهما يحتاجان اليها، كلّ لاسبابه، لذلك فإنهما يستعيضان عنها بالمناوشات شبه العسكرية بإنتظار لحظة التسوية او لحظة انزلاق أي نشاط ميداني الى حرب شاملة غير محسوبة. لذلك فإن الايام المقبلة ستشهد استمرار التوتر الحدودي وان بأشكال اخرى. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى