راوح مكانك… سيناريو الصيف تم توقيعه
يبدو ان العبارة الأكثر رواجاً التي سيستخدمها اللبنانيون خلال فترة الصيف هي “راوح مكانك”، اذ انه ومن المتوقع ان يمرّ فصل الصيف (تموز، آب وأيلول) دون اي تطوّر يذكر في أيّ من الملفات التي وعلى الرغم من اعتبارها طارئة وضرورية، ستبقى في دائرة الانتظار ريثما تنطلق صفارة الحلول الممكنة من احدى العواصم القريبة او البعيدة.
والمراوحة التي ستستمر طيلة الصيف، وفقا لمصدر مطلع تحدث لـ”لبنان 24″ ستشمل الملفات الأساسية الاتية:
“الملف الرئاسي الذي سيبقى يدور بين باريس وبيروت من دون ان يتمكن اللاعبون الاساسيون من فرض حلول جذرية متعلقة به، لكن هذا لا يعني ابدا ان هذا الملف لن يشهد بعض التطورات، اذ ان المبادرة الفرنسية التي ستحافظ على طبيعتها ومضمونها، قد تأخذ اشكالا مختلفة ومتنوعة ما يساعد في تقدمها بعض الخطوات اللافتة الى الامام دون تحقيق وصول آمن الى القصر الرئاسيّ في بعبدا.
والملف الثاني الذي سيدور في فلك المراوحة ايضا هو بعض الانتهاكات المتتالية التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي عند بعض نقاط الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، ومن المرجح الا تخرج هذه الانتهاكات عن الحدود الحالية لها، وذلك ليس لعدم رغبة اسرائيل وحسب انما تحسباً منها لقوة الردع اللبنانية المتمثلة في حزب الله.
ومن الملفات اللبنانية التي ستستمر على حالها، هو العمل المتعلق بمجلس الوزراء الذي سيستمر في تسيير شؤون المواطنين في ظل واحدة من اقسى الازمات التي عرفها لبنان وذلك ضمن الامكانات المتوافرة، وبعيدا عن أصوات النشاذ التي تعلم جيداً ان توقف الحكومة عن الالتئام يعني خنقاً مباشرا لما تبقى من فسحات للمواطنين.
وفي ما يتعلق بالعمل التشريعي والمجلس النيابي، فيبدو من المستبعد ان يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال اشهر الصيف الحاليّ، لكن من الممكن ان يدعو الى جلسات تشريعية ستشكل من جديد محط خلاف بين الداعين للمقاطعة بسبب الشغور الرئاسي وبين الساعين الى تلبية متطلبات المواطنين ولو بالحدّ الادنى.
لكم من غير المستبعد على صعيد حراك بكركي، ان يشهد فصل الصيف مجموعة حوارات رئاسية ترعاها البطريركية المارونية، كما انه من غير المستبعد ان تشهد الساحة اللبنانية حوارات ثنائية سياسية تصب في خانة دعم وتسهيل المبادرة الفرنسية.
وفي الملف الاقتصادي، وعلى الرغم من التوقعات الكثيرة حول ثبات سعر الصرف خلال مرحلة الصيف الحالي، الناتج عن الدورة الاقتصادية الايجابية التي تفرضها الحركة السياحية، الا ان بعض علامات الاستفهام بدأت تطرح لاسيما بعد البيان الذي صدر في الأمس عن نواب حاكم مصرف لبنان،الذي قد يشير الى ان مرحلة انتهاء ولاية حاكم المركزي رياض سلامة لن تمر بسلاسة بحال لم تتخذ الاجراءات السياسية والادارية اللازمة.
ويختم المصدر مؤكداً ان ” قرار تمرير فصل الصيف بما يحمل من عناوين اقتصادية ايجابية مرتبطة بالسياحة وبالمغتربين قد اتخذ، وما طريقة التعاطي مع حادثة (القرنة السوداء) سوى المؤشر الواضح الذي يشير الى مبدأ التهدئة، المتمثل في تمرير فصل الصيف باقل ضرر ممكن، لاسيما وان مختلف الافرقاء في لبنان باتوا يدركون ان التسوية الخاصة في لبنان لم تنضج بعد واي حراك داخلي سلبي خلال هذه الفترة لن يساهم في استنباط الحلول انما في تعميق الأزمة.
لذلك يمكن القول ان صيفاً هادئاً ينتظر اللبنانيين، لكنه ايضا سيكون حاراً جداً على الصعيد الاقتصادي لاسيما ان مختلف القطاعات نسيت او تناست ان هناك شريحة واسعة في هذا البلد المأزوم لا تملك دولارات الترف المتنقلة في زحمة السير على مختلف الاوتوسترادات اللبنانية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook