الوكالة الوطنية للإعلام – يزبك في قداس لراحة أنفس شهداء شكا: كفى استدراجنا إلى حوارات لا طائل منها فهم لا يريدون رئيسا بل تأبيد الازمة
وطنية – البترون – أقامت رعية شكا المارونية قداسا لراحة أنفس شهداء البلدة الذين سقطوا دفاعا عنها في ٥ تموز 1976، ترأسه الخوري فادي منصور، وعاونه الخوري رولان معربس، وحضره ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع النائب غياث يزبك، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل أرز فدعوس، منسق منطقة البترون في “القوات” الياس كرم ورئيس جهاز الشهداء والجرحى والمصابين شربل أبي عقل ورئيس بلدية شكا فرج الله الكفوري ورئيس مركز شكا في كارلوس ضاهر، رئيس قسم شكا الكتائبي طوني أنطون ومحازبون وشخصيات من البلدة.
وقال يزبك: “نحن نعرف هذه الأرض ونعرف تلك الليالي من 5 إلى 7 تموز وكنا يومها في مطلع الصبا. ومنذ ذلك الوقت اكتشفنا ماذا يعني الصمود وماذا يعني أن يقاوم شعب أعزل بوجه آلة متوحشة. كثر منا اليوم يتذكرون أشباه البشر الذين هاجموا شكا والمنطقة ولبنان خدمة لمشروع، تتبدل وجوه حامليه للأسف، لكن الهدف واحد وهو القضاء على لبنان موئل الحريات، ولبنان الحضارة والتنوع والكرم، لبنان موئل الأقليات ولبنان الشعاع والعلم. هذه النقطة الصغيرة المضيئة على شرق المتوسط كم نورت أناساً وكم حمت أناساً، ولكن في الوقت نفسه كم هي شوكة في عيون كثر”.
اضاف: “شكا وبطولات شكا لا داعي لاسترجاع تفاصيلها المعروفة ولكن فقط ليعرف الجيل الطالع بأي وحشية هوجمت شكا وبليل غادر، فقط للتخفيف عن تل الزعتر حيث كانت قوات الجبهة اللبنانية بدأت تحقق انتصارات هناك. غير أن الصمود الرائع الذي حققه أبناء شكا وصولا حتى نفاذ آخر رصاصة وقرع الأجراس الذي استنهض كل أبناء المنطقة من هنا حتى جرد بشري للبترون لتنورين لجبيل وكسروان، فتوافد أصحاب الهمم في مشهد تقشعر له الأبدان وتفتخر به القلوب”.
وتابع: “الرجاء اليوم هو أن نتحلّق للدفاع عن لبنان ضد مشروع القضم المستمر كما تحلقنا في الأمس للدفاع عن شكا. ليس بالسلاح طبعاً إنما بوعينا وتأهبنا من خلال توحدنا معاً كل السياديين ولا سيما القوات اللبنانية التي أشد على يد كل مسؤول وفرد فيها لمواصلة هذا النضال”.
وقال: “لو استعرضنا الأحداث من العام 1975 لعرفنا كم تبدّل علينا من طامعين. لا بل إن المشروع بدأ قبل ذلك منذ العام 1969 مع منظمة التحرير الفلسطينية، وكان قد بدأ التأسيس لزعزعة الكيان اللبناني مع التحاق قسم من اللبنانيين بالرئيس جمال عبد الناصر، ثم ياسر عرفات واتفاق القاهرة والحرب الأولى في الـ 69 وحرب الـ73 وحرب الـ75 التي استمرت حتى العام 1982 ومن ثم تأججت حتى العام 1990. ومن يومها المهاجم واحد والمدافع واحد والهدف واحد، وهو الإنقضاض على لبنان التركيبة التي تؤذي كل من يريد أن يمارس نظام حكم ديكتاتوري على شعبه وكل من يريد جعل هذه المنطقة منطقة فرز عنصري طائفي مذهبي تقتتل شعوبها في ما بينها على لقمة الخبز وعلى كل شيء. والمشروع ما زال مستمرا”.
أضاف: “الفرق بين الأمس واليوم، وهذا ما يزيدنا قهراً ولكن في نفس الوقت يزيدنا صموداً، هو أنه في الماضي كان الغرباء يقاتلون في لبنان بمعية بعض اللبنانيين، أما اليوم فهناك لبنانيون أخذوا على عاتقهم هذا المسار ويحاربون بالواسطة. لا أحد يستطيع اليوم أن يقول للإيراني أنت لك أطماع في لبنان، فلإيران الحق في أن يكون لها مشروعها الجيو-سياسي ومصالحها الإقليمية. لكن الملامة هي على اللبناني الذي يلعب هذا الدور ويقبل أن يكون الكف وأن يكون العصا التي بواسطتها يتم تحريك كل المشاريع المدمّرة في لبنان”.
وتابع: “صحيح أن لبنان سيكون متضررا في هذه الحال ولكن صاحب المشروع سيكون متضرراً أيضاً ونحن في المرصاد، لن نقبل ولن نتراجع. يعلم الجميع أن الأمور بعد العام 1990 أخذت منحى آخر: خطفوا الطائف، سجنوا قائد القوات البنانية، تعرّض شبابنا للملاحقات والسجن والتعليق على البلانكو والقهر وتوقيع تعهدات بعدم ممارسة السياسة. وبالتدرّج أكثر، عندما اكتشفوا مدى صلابتنا بدأوا بالإغتيالات واستمرت عملية الإنقضاض على لبنان”.
وأردف: “في خضم كل هذه التبدلات هناك أمران: وطن نهائي ثابت إسمه لبنان ومؤسسة صلبة هي القوات اللبنانية ستتصدى بالتحالف والتوافق والإئتلاف مع جميع السياديين لمشروع ضرب لبنان، وسننتصر. ثمة من يريد جرّنا إلى مشاريع مرفوضة. فعندما وجدوا أن الإغتيالات لم تُرهبنا، تسللوا إلى المؤسسات وقضموا القضاء والنظام المصرفي والتربوي والإستشفائي، ضربوا الحياة الديمقراطية، عطّلوا المجلس النيابي، والمشروع واحد: ضرب لبنان من الداخل. لكننا سنتصدى لهذا المشروع وسننتصر”.
وقال: “كل من اعتدى على لبنان بمساره التاريخي وبرسالته، وكل من اعتدى على لبنان بديمقراطيته وبارتباطه بالحضارة، خسر. لذلك نتمنى عليهم اختصار هذه المرحلة. كفى استدراجنا إلى حوارات لا طائل منها. هذا الحوار يريدونه حوار إذعان، يريدوننا أن ندخله خانعين خاضعين للقول نحن نؤيد مرشحكم، وغير ذلك نُتَّهم بأننا نستدعي الفتنة”.
اضاف: “أما نحن فنشدد على ضرورة الذهاب إلى المجلس النيابي. أنتم لكم مرشحكم ونحن لنا مرشحنا، وهو الثاني، نصوِّت له ونؤمّن النصاب، فتفضلوا إن كانت لديكم الجرأة أمّنوا النصاب وانتخبوا. لكن بكل أسف هم لا يريدون رئيسا للجمهورية ولا يريدون انتخابات. ما يريدونه هو تأبيد هذه الأزمة بانتظار تبدلات ما، إما من صنعهم بالإنقلاب على الوطن داخلياً، أو من خلال مشروع إقليمي يؤمّن لهم هذه الغاية”.
وتابع: “الحوار الوحيد الذي نقبل به هو حوار السباق الديمقراطي ضمن صندوقة الإقتراع في المجلس النيابي، وكل ما عدا ذلك لا نقبل به. فلا يحاولنّ أحد استدراجنا إلى أمكنة أخرى ويقول: فلنذهب إلى الحوار، وهذه التركيبة غير صالحة، وحصتنا فيها لا تتناسب مع حجمنا، ونريد أكثر. الطائف أوقف الحرب وهو أحسن الموجود، وإذا أردنا أن نعدّل في الطائف فعلينا أن نطبقه أولا. ويجب أن نذهب من بعد التطبيق إلى ما يعتور هذا الإتفاق ونحاول تصحيحه. فالإتفاقات والدساتير وُجِدت لخدمة الناس لا لخدمة طاغية أو أفراد”.
وتوجه إلى الحاضرين قائلاً: “انتم وضعتم ثقتكم بنا ونحن سنكون على قدر هذه الثقة، فنتعاضد معاً لمواجهة مشاكلنا الإنسانية والتربوية وعبء الأزمة الإقتصادية. نحن هنا عائلة لبنانية مسيحية واحدة قامت على التعاضد والإلتفاف في لحظة التعثّر، وكلنا نتساند بعضنا إلى بعض”.
اضاف: “في المناسبة الجليلة اليوم، نرى أن أرواح شهدائنا تضيء دروبنا ليل نهار. ونحن شعب يحيا الشهادة، ليس في 5 تموز فقط بل كل يوم. نحن القوات اللبنانية كلما أشرقت شمس وغابت نصبِّح شهداءنا ونمسّيهم. ومن هنا من هذا النصب تشرق علينا شمس المستقبل”.
وختم: “بالمناسبة أحيّي مقدّم هذه الأرض درويش كرم وصانع النصب جورج سركيس، ونؤكد لهما وللجميع أننا مؤتمنون على هذا النصب وعلى ما يمثّله من شهادة. فمن عليائهم يسهر علينا الشهداء ويمنحوننا القوة ويسددوا خطانا. وأنتم أبناء شكا بكم نفتخر”.
وقفة رمزية
بعد ذلك، كانت وقفة رمزية أمام نصبي شهداء شكا، ووضع أكاليل من الغار.
==========
مصدر الخبر
للمزيد Facebook