فقدان الوزن السريع وأمراض القلب… ما العلاقة بينهما؟
ويحدث هذا عندما تتراكم الدهون في الكبد مسببة الالتهاب والتندب.
وبدون علاج يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تليف الكبد – ويمكن أن يزيد أيضا من خطر الإصابة بحالات صحية خطيرة أخرى، مثل أمراض القلب.
ولا يوجد حاليا دواء لعلاج Nash. ونظرا لأن الدهون الزائدة في الكبد هي التي تسبب الالتهاب والتندب الذي يميز الحالة، فإن العلاج الأساسي الحالي للمرضى هو فقدان الوزن.
ومع ذلك، فإن نوع فقدان الوزن الذي يستطيع معظم الناس تحقيقه بمفردهم هو نوع متواضع وغير كاف لتخفيضات كبيرة في دهون الكبد وتغيير الالتهاب والتندب.
لكن دراسة جديدة أظهرت أن فقدان الوزن السريع الذي يتم تحقيقه من خلال نظام “الحساء والمخفوق” – الذي يشيع استخدامه لعلاج السمنة ومرض السكري من النوع 2 – قد يكون قادرا على تقليل شدة مرض Nash.
ولإجراء الدراسة، تم توظيف 16 مشاركا يعانون من السمنة، وNash، وندبات الكبد المتوسطة إلى المتقدمة. وكان خمسة من المشاركين من الإناث و11 من الذكور.
وانضم جميع المشاركين الى برنامج إنقاص الوزن “الحساء والمخفوق”، فاستبدلوا وجباتهم المعتادة بشوربات مُعدّة خصيصا ومخفوقات لمدة 12 أسبوعا. وكانوا يستهلكون أربعة منتجات من اختيارهم يوميا، مما وفر لهم حوالي 880 سعرة حرارية وجميع الفيتامينات والمعادن الأساسية.
وبعد فترة الـ 12 أسبوعا الأولى، بدأوا تدريجيا في إعادة إدخال الطعام المنتظم إلى نظامهم الغذائي على مدار الـ 12 أسبوعا التالية. كما تم إعطاؤهم دعما منتظما من اختصاصي تغذية لإبقائهم على المسار الصحيح وتحفيزهم طوال فترة الدراسة التي استمرت 24 أسبوعا.
وفي بداية الدراسة، تم وزن المشاركين وقياس ضغط الدم لديهم وإجراء فحوصات الدم وفحصين لقياس صحة الكبد. وقدرت هذه الفحوصات مدى تقدم التهاب الكبد والتندب وكمية الدهون في الكبد.
وتم تكرار هذه الاختبارات أيضا في الأسبوعين 12 و24 – مع إجراء فحص دم إضافي في غضون أربعة أسابيع.
وأكمل أربعة عشر من المشاركين انخراطهم في الدراسة لمدة 24 أسبوعا. ففقد المشاركون 15% في المتوسط من وزن أجسامهم، ما يدل على أنهم ملتزمون إلى حد كبير ببرنامج إنقاص الوزن.
وأظهرت الدراسة أيضا أن فقدان الوزن السريع كان آمنا للمشاركين. وفي الماضي، لم يكن يُنصح بهذا النوع من برامج النظام الغذائي لمرضى Nash بسبب مخاوف بشأن مدى سلامته. وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعا التي عانى منها المرضى هي الإمساك – لكن هذا كان مؤقتا وعادة ما يأتي خفيفا فقط.
وأظهرت عمليات المسح أيضا أن معظم المشاركين لديهم تحسن كبير في دهون الكبد وعلامات التهاب الكبد وتندبه.
وهذه بعض من أكبر التحسينات في شدة مرض الكبد التي تم الإبلاغ عنها في البحث حتى الآن، حيث تقترب من مستوى التحسن الملحوظ مع فقدان الوزن بعد جراحة علاج البدانة. ولم يظهر أي دواء تمت تجربته مثل هذا التحسن الكبير.
وفي حين أن من المحتمل حدوث بعض استعادة للوزن، إذا كان المشاركون قادرين على الحفاظ على ما لا يقل عن معظم فقدان الوزن بعد انتهاء الدراسة، فقد يؤدي ذلك إلى عكس مسار مرض الكبد لديهم.
علاوة على ذلك، تحسن ضغط الدم الانقباضي والهيموغلوبين A1C (علامة للتحكم في نسبة السكر في الدم) بشكل ملحوظ لدى المشاركين الذين عانوا من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2 في بداية الدراسة. وقد يشير هذا إلى أنه يمكن استخدام البرنامج لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهو السبب الأكثر شيوعا للوفاة لدى الأشخاص المصابين بمرض Nash.
ونظرا لأن النتائج مأخوذة من دراسة صغيرة فقط، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاختبار هذا البرنامج في تجربة أكبر مع مشاركين أكثر تنوعا ومجموعة تحكم. وسيكون من المثير للاهتمام أيضا معرفة ما إذا كان هذا البرنامج يمكن أن يكون مفيدا للمرضى الذين يعانون من أشكال أكثر تقدما من أمراض الكبد – مثل تليف الكبد.
لكن من الواعد أن نرى من الدراسة أن النظام الغذائي يبدو آمنا للأشخاص الذين يعانون من Nash وفعالا في تحسين صحة الكبد.(ساينس ألرت)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook