جبهة التقاطع تنقسم على نفسها.. هل تستبدل أزعور بمرشح جديد؟!
يقول العارفون إنّ أسبابًا كثيرة تدفع هذه “الجبهة” لعدم الرغبة في خوض “منازلة جديدة” في الوقت الراهن، يتصدّرها بطبيعة الحال اعتقادها بأنّ “رصيد” جهاد أزعور سيتراجع في حال التئام أيّ جلسة انتخابية اليوم، ولا سيما أنّ الكثير من النواب انتخبوه في الدورة الأخيرة “لمرّة واحدة فقط”، وبعضهم “تلا فعل الندامة”، على ما وصفه أحدهم بـ”تجرّع السمّ”، ما قد يؤدّي لسيناريو “يتفوّق” فيه فرنجية، فيحقّق “انتصارًا” غير محسوب.
وفي حين يجادل بعض المحسوبين على المعارضة في “واقعيّة” هذا “السيناريو”، مشيرين إلى أنّ ظروف الجلسة ستجعل “متجرّعي السم” يعيدون الكرّة، طالما أنّ الأسباب الموجبة “هي هي”، بل إنّ بينهم من يرجّح ارتفاع “رصيد” أزعور، لا يخفى على أحد أنّ “الانقسام” تسلّل إلى صفوف “المتقاطعين” الذين انقسموا إلى “جبهتين”: أولى تدعو إلى استبدال أزعور بمرشح جديد، وثانية تدفع نحو التمسّك به حتى إشعار آخر، مرتبط بفرنجية!
“جبهة” متمسّكة بأزعور
بالنسبة إلى أكثر من حزب معارِض في “جبهة المتقاطعين” على ترشيح وزير المال الأسبق جهاد أزعور، فإنّ لا خيار في هذه المرحلة سوى التمسّك بترشيحه، بمعزل عن ارتفاع أو انخفاض رصيده، وبمعزل عن قدرته على “استقطاب” المزيد من الأصوات النيابية، ولا سيما أنّه ثبّت نفسه مرشحًا أول في الجلسة الانتخابية الأخيرة، ما يعني أنّ سحب ترشيحه قد يوظَّف من الفريق الآخر لصالح “تثبيت انتصار” قال إنّه حقّقه، رغم ما أكّدته الأرقام.
ويتصدّر هذا الرأي حزبا “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”، إضافة إلى العديد من النواب المستقلّين والمعارضين، حيث يعتبر هؤلاء أنّ الكرة الآن هي في ملعب مؤيدي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وليس العكس، لأنّ المعارضة سبق أن قدّمت خطوة “تراجعية” حين استبدلت مرشّحها الأول ميشال معوض، بمرشح تعتبره “وسطيًا”، وأكثر قدرة على الاستقطاب هو جهاد أزعور، لكن “حزب الله” وحلفاءه لم يتلقّفوا مثل هذه الخطوة.
ويرى أصحاب هذا الرأي، وقد عبّر عنهم بشكل أو بآخر رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل حين قال إنّه أبلغ الفرنسيّين أنّه لن يطرح أيّ اسم جديد في المرحلة الحالية، أنّ “لا جدوى” من الانتقال من اسم إلى آخر، لأنّ ذلك سيعزّز منطق “حزب الله”، وسيجعله أكثر تمسّكًا بسليمان فرنجية، باعتبار أنّ كل المرشحين الآخرين ليسوا جدّيين ولا يهدفون سوى لإسقاطه، وهو انطلاقًا من ذلك سيرفضهم جميعًا، من دون البحث في مدى “وسطيّتهم”.
“جبهة” تطمح لأسماء جديدة
لكن، في مقابل هذه “الجبهة” المتمسّكة بأزعور، ثمّة “جبهة” أخرى تحبّذ البحث عن اسم جديد، قد يكون أكثر قدرة على الاستقطاب، ويمكن أن “يحرج” الفريق الآخر في مكانٍ ما، وهي تنطلق من “المنطق القائل” بأن أزعور ليس “المرشح المثالي” للمواجهة، باعتباره كان جزءًا من المنظومة، وهو ما استغلّه “حزب الله” أصلاً، حتى إنّ بعض من صوّتوا له فعلوا ذلك “لتسجيل موقف” ليس إلا، مع “تحفّظهم” على ترشيح الرجل، وفق ما صرّحوا للإعلام.
وإذا كانت هذه الجبهة تشمل عددًا من النواب المستقلّين، ولا سيما “التغييريين”، الذين يطرح بينهم على سبيل المثال اسم الوزير السابق زياد بارود، بوصفه “أكثر تمثيلاً” لخياراتهم، رافضين وضعه في سلّة واحدة مع أزعور، يرى البعض أنّ حصول الأخير على ستّة أصوات من النواب المعارضين والمتحفّظين على وزير المال الأسبق، قد يشكّل نقطة البداية لمسار جديد، ولو أنّه يصطدم بـ”فيتو” لا تزال “القوات اللبنانية” ترفعه في وجهه.
ويعتقد العارفون أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل يشكّل جزءًا لا يتجزأ من هذه الجبهة، فهناك من يشير إلى أنّه “طوى صفحة” أزعور، ولو لم يعلن عن ذلك، علمًا أنّ السجال المتجدّد بينه وبين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع معبّر في هذا الإطار، ولو بقي “مضبوطًا”، ولا سيما أنّ باسيل منذ البدء يفضّل الذهاب لمواجهة فرنجية بأكثر من اسم، من باب رفض “فرض المرشح” على الفريق الآخر.
في المحصّلة، لا قرار حاسمًا في “جبهة المتقاطعين” على كيفية مقاربة المرحلة المقبلة، ولو كان “الثابت” أنّها باتت أكثر ضعفًا من السابق، بعكس ما يروّج له بعض المحسوبين عليها من ارتفاع رصيدها. ثمّة من يشير إلى أنّ الحسم “مؤجَّل” بالحدّ الأدنى لحين تحديد موعد لجلسة جديدة، لأنّ ظروف مثل هذه الجلسة هي التي ستحكم كيفية مقاربتها، وبالانتظار، تبقى كلّ الأوراق مطروحة لـ”المقايضة”، إن رضي الفريق الآخر!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook