آخر الأخبارأخبار محلية

توازن التعطيل مستمر حتى التسوية الاقليمية

لدى كلا الفريقين المتخاصمية في لبنان ، وهما حزب الله وفريقه وقوى المعارضة، رغبة جدية بالذهاب نحو معركة كسر عظم رئاسية وايصال المرشح الذي يريدونه من دون الأخذ بعين الاعتبار “فيتو” الفريق الآخر، على قاعدة الغالب والمغلوب، وهذا يشمل عدداً من أحزاب وقوى المعارضة مثل “القوات اللبنانية”، وبعض اطراف “قوى الثامن من آذار”. كذلك، فإن “حزب الله” عازم على إيصال مرشحه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من دون الإلتفات لقدرة الفريق الآخر على العرقلة او لحجمه التمثيلي في الشارع اللبناني، ما قد يخلق الكثير من الإشكاليات ما بعد عملية الإنتخاب.

لكن، وبالرغم من هذه النوايا الموجودة لدى طرفي الخلاف، إلا أن التوازن السلبي الذي يحكم المجلس النيابي يمنع اي طرف من الإستئثار بالقرارات، حتى ان نصاب النصف زائدا واحدا غير متوافر لأي طرف بعينه، فكيف بنصاب الثلثين؟ من هنا بات الحديث عن التوافقات أمراً لا بد منه من اجل تمرير الإنتخابات الرئاسية بأقل خسائر ممكنة.

من الواضح ان قدرة التعطيل ستستمر للطرفين، حتى لو انتقلت اطراف سياسية وكتل نيابية بأكملها من معسكر الى اخر، فإنتقال الحزب التقدمي الاشتراكي مثلا الى معسكر مؤيدي فرنجية لن ينهي قدرة المعارضة على جمع ثلث عدد النواب وبالتالي تعطيل المجلس النيابي بشكل كبير اقله في الجلسة الثانية لإنتخاب الرئيس…

حتى ان التعطيل بالميثاقية بات جزءا من الأسلحة المستخدمة، فالنواب الشيعة جميعهم في تكتل “الثنائي” ولن يصوتوا لأي مرشح غير فرنجية ما يعني ان حصول خصم “الثامن من آذار” على اكثر من نصف عدد الاصوات لن يكون كافيا ليصبح رئيسا في ظل عدم حصوله على اي صوت شيعي، وهذا ما يعطل قدرة انتخابه.

كذلك، استطاع النائب السابق وليد جنبلاط جمع النواب الدروز بشكل كامل خلف المرشح جهاد ازعور، وحجب الميثاقية الدرزية عن فرنجية، علما ان تماسك الدروز اقل من تماسك الكتلة الشيعية على اعتبار انها مطعمة بنائبين تغييريين قد يبدلا رأيهما في أي لحظة.

اذاً بات انتخاب الرئيس في لبنان يحتاج الى توافقات معقدة جداً وهذا ما يدل على هشاشة الواقع السياسي وتشظي القواعد الدستورية التي تحكم أي عملية مؤسساتية – ديمقراطية، ويضع البلد امام مرحلة طويلة من والفراغ في انتظار التسويات التي قد تشمل الساحة اللبنانية وتبدّل التحالفات السياسية والرئاسية. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى