الحجاج يرمون الجمرات بمنى قرب مكة في أول أيام عيد الأضحى
يرمي الحجاج الأربعاء جمرة العقبة الكبرى بمنى قرب مكة المكرمة في أول أيام العيد مع انتهاء أهم مناسك الحج، الذي شهد هذا العام مشاركة نحو مليوني شخص. وتجري هذه الشعيرة في مبنى ضخم متعدد الطوابق شيدته السعودية لمنع الحوادث. وعلى مر العقود، تسبب التدافع خلال رمي الجمرات أو في الأماكن الضيقة بموت المئات من الحجيج.
نشرت في: 28/06/2023 – 11:54
شرع الحجاج الأربعاء في رمي جمرة العقبة الكبرى بمنى قرب مكة المكرمة في أول أيام عيد الأضحى، وذلك في ختام أبرز مناسك الحج، الذي شهد هذا الموسم مشاركة نحو مليوني شخص.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، توجهت مجموعات من المصلين عبر وادي منى لرمي سبع حصوات على مجسم يُجسد غواية الشيطان. وتجري هذه المناسك في مبنى ضخم متعدد الطوابق شيدته السلطات السعودية للحد من إمكانية وقوع حوادث تدافع.
وبعد الانتهاء، يتحلل الحاج من إحرامه عبر حلق شعر رأسه أو قصّه، ثم يرتدي ملابسه العادية.
ويقام موسم الحج هذا العام في أجواء شديدة الحرارة بلغت 48 درجة مئوية الثلاثاء في عرفات. فيما توقعت هيئة الأرصاد أن تبلغ 47 درجة مئوية في منى الأربعاء، حيث سيتوافد الحجاج.
وقرابة الفجر في مكة المكرمة، اكتظ المسجد الحرام بألوف الحجاج الذين قدموا لأداء طواف الإفاضة. ولم يكن هناك موضع قدم في منطقة السعي بين الصفا والمروى.
وقال حاج من عرب 48: “قررنا أداء الطواف الليلة لتفادي الحر والزحام غدا”. وقالت التونسية فرح (26 عاما) وهي تصب الماء فوق رأس صديقتها: “لن أفكر في الحج مجددا قبل أن يحل في الشتاء”. وتابعت من تحت مظلتها الحمراء: “حققت حلم حياتي لكن جسدي ينصهر”.
بين منى ومزدلفة وعرفات ومكة
ومساء الثلاثاء، وعلى طول الطريق بين منى ومزدلفة وقف متطوعون يرشون رذاذ المياه على وجوه الحجاج الذين ظهر عليهم الإعياء الشديد جراء الحرارة المرتفعة.
وعلى مر العقود، وقعت الكثير من الحوادث راح ضحيتها المئات بسبب عمليات التدافع خلال رمي الجمرات أو في الأماكن الضيقة عموما. لكن لم تسجل أي حوادث كبيرة منذ 2015، حين تسبب تدافع أثناء شعائر رمي الجمرات في منى بوفاة نحو 2300 من الحجيج في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم حج.
ويتوجه الحجاج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج، ثم يعودون بعد ذلك إلى منى حيث يبيتون أيام التشريق التي يقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث. ويمكن للحجاج المغادرة بعد جمرة العقبة الكبرى إذا توفر لديهم العذر.
وبعد شعيرة رمي الجمرات، يعود الحجاج إلى المسجد الحرام في مكة لأداء “طواف الوداع” حول الكعبة في المسجد الحرام.
وأعلنت السلطات السعودية الثلاثاء مشاركة أكثر من 1,8 مليون حاج، 1,66 مليون منهم من خارج المملكة.
والحج عادة ما يكون أحد أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، وهو من بين أركان الإسلام الخمسة ويتوجب على كل مسلم قادر على تأديته، أن يقوم به مرة واحدة على الأقل.
العاهل السعودي تكفل بنفقات الهدي لـ4951 حاجا وحاجة
وفي 2019، أدى شعائر الحج 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم. لكن هذا العدد انخفض إلى بضعة آلاف عام 2020 وإلى 60 ألفا عام 2021 و926 ألفا في 2022. وبعد ثلاث سنوات من مواسم حج بأعداد محدودة، فاضت شوارع مكة بمئات الألوف من الحجاج، وازدحمت المطاعم ومتاجر الهدايا التذكارية بالزبائن، فيما كان العثور على غرفة شاغرة بالعاصمة المقدسة حلما بعيد المنال.
والأربعاء، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، في تغريدة على تويتر إن الحج يلهم “معاني التعاضد والأخوّة والوحدة”، متمنيا من الله أن “يحقق لبلادنا وللمسلمين والعالم الخير والازدهار”.
وذكرت قناة الإخبارية أن العاهل السعودي تكفل بنفقات الهدي لـ” 4951 حاجا وحاجة من 92 دولة من مختلف قارات العالم”. ويكلف الهدي، وهو ذبح يقوم به الحجاج، 720 ريالا على الأقل (200 دولار)، وهو مبلغ لا يقوى على دفعه العديد من الحجاج البسطاء.
والثلاثاء، أمضى الحجاج يومهم بالصلاة والدعاء على جبل عرفات، في ذروة مناسك الحج. وحملت مجموعات من المصلين مظلات للوقاية من أشعة الشمس، وقامت بتلاوة آيات من القرآن عند صعيد عرفات، حيث يُعتقد أن النبي محمد ألقى خطبته الأخيرة. وبعد غروب الشمس، توجهوا إلى مزدلفة حيث باتوا في الهواء الطلق قبل بدء “رجم الشيطان”.
شمس حارقة وأجواء خانقة
ويؤدي الحجاج المناسك تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان بضربات شمس وحالات إعياء إضافة إلى توقف عضلة القلب.
وتحمل بعض مناسك الحج مشقة، حيث لا يمكن للرجال وضع قبعات منذ لحظة الإحرام ونية الحج.
وأقر كامل سلطان (50 عاما) الآتي من داغستان بصعوبة الأجواء خصوصا “الحر الشديد”. إلا أنه قال إن “الأجواء الروحانية تطغى على الظروف الجوية الصعبة”.
وخلال هذا الأسبوع، شوهِد كثيرون في المسجد الحرام يحمون أنفسهم بالمظلات وسجادات الصلاة والأوراق المقوّاة، فيما تُغطي النساء رؤوسهن بالحجاب.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook