نجاح الحوار غير المشروط
كتب صلاح سلام في” اللواء”: رفع شعار الحوار وحده لا يكفي، إذا لم تقترن الدعوة بالدخول إلى قاعة الحوار «دون شروط مسبقة»، حتى يكون للنقاش جدوى أولاً، وحتى يتخذ اللقاء الجديّة اللازمة للتوصل إلى النتائج المنشودة.
يُمكن إختصار خلاصة مروحة لقاءات الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الواسعة، بكلمتي: الحوار والتوافق، بما يُجسّد الإرادة العربية والدولية في الإسراع بإنهاء الشغور الرئاسي، وإنتخاب رئيس للجمهورية، كخطوة أولى لا بد منها، لنهوض لبنان من كبوته، بعد تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ برامج الإصلاحات المالية والإدارية التي طال إنتظارها من قبل الدول المانحة.
بعد المراوحة القاتلة طوال الثمانية الأشهر الماضية في خضم الفشل بإنتخاب رئيس، وبعد ثبوت عجز كل من الفريقين المتواجهين في إيصال أحد مرشحيهما إلى قصر بعبدا، وتجنباً لتعريض البلاد والعباد لمزيد من الويلات المالية والمعيشية والإجتماعية، من المفترض أن تأخذ الدعوة للحوار، دون شروط مسبقة، طريقها إلى التنفيذ السريع، على أن يكون جدول أعمالها بنداً واحداً محصوراً بالتوافق على إنتخاب الرئيس العتيد، مهما طال أمد الحوار، ومهما كانت المنطلقات متباعدة بين المشاركين في الحوار.
ومن دلائل جدّية الأطراف الحزبية، وخاصة حزب الله، على خوض غمار حوار مسؤول، وملتزم بمصلحة البلد أولاً، أن يتم التحرر من الإلتزامات السابقة، والتعهد بطرح كل الأسماء المرشحة للسباق الرئاسي، على الطاولة، دون إتخاذ مواقف مسبقة من أي منها، على أن يكون التركيز على المعايير والمواصفات المشتركة بين الشخصيات المطروحة، ليُصار بعدها إلى غربلتها، والتوصل إلى التوافق على مرشح أو إثنين، لخوض السباق الرئاسي، دون أن يُشكل فوز أحدهما تحدياً لأي فريق، وعلى أن يلتزم كل الفرقاء بدعم وتسهيل مهمة الرئيس الجديد.
أما الدعوات للحوار الصادرة عن عدد من قيادات حزب الله، على خلفية إقناع الفريق الآخر بتأييد مرشح الحزب الوزير السابق سليمان فرنجية، فتبقى من باب لزوم ما لا يلزم، لأن الحوار في هذه الحالة يفقد أهم عناصره الرامية للتوصل إلى التوافق الوطني والحقيقي على مرشح لا يشكل إنتصاراً لفريق وإنكساراً للفريق الآخر.
فهل نحن أمام مشهد حوار حقيقي وجدّي، أم تبقى دعوات الحوار مجرد كلام بكلام؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook