آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – مدرسة مار الياس بطينا – بيروت احتفلت بتخريج طلاب الشهادة الثانوية برعاية المطران عودة

وطنية – إحتفلت مدرسة مار الياس بطينا الثانوية – بيروت، وكعادتها في كلّ عام، بتخريج كوكبةٍ من متعلّمي الشّهادة الثّانويّة، دفعة العام الدراسيّ 2022-2023، برعاية راعي أبرشيّة بيروت للروم الارثوذكس المتروبوليت الياس عودة وحضور الأهالي والهيئتين الإداريّة والتعليميّة في المدرسة ومهتمين.

بعد التّرحيب، كانت كلمة توجيهيّة لعودة للمتعلّمين المتخرّجين ألقتها مديرة المدرسة لورا رزق، تلاها تسليم الشّهادات للخرّجين.

وقالت رزق: “على مشارف حقبة جديدة من عمركم أود أولا أن أهنئكم على نجاحكم وعبوركم مرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية حيث الأفق أوسع والتحديات أكبر والمسؤولية أعمق. السنوات الأخيرة لم تكن سهلة عليكم، كما كانت صعبة على جميع اللبنانيين، وعلى ذويكم، فبالإضافة إلى الجائحة التي أصابت لبنان كما أصابت العالم أجمع، عانى لبنان من تراجع سياسي واقتصادي واجتماعي ومالي وأخلاقي جعله في عداد الدول الفاشلة، بعد أن كان لؤلؤة هذا الشرق وجامعته ومدرسته ومستشفاه ومطبعته وملتقى الأحرار والمثقفين والمبدعين. أما عاصمتنا الحبيبة بيروت فقد عانت مرتين: مرة كمثل كل لبنان، ومرة بسبب تفجير مرفئها الذي أودى بما يفوق المئتين من أبنائها، وأصاب الآلاف منهم، وهدم مبانيها، وأظلم طرقها، وقلب حياة أهلها الذين ما زالوا يــنتظرون انتهاء التحقيق والعدالة. مدارسكم لم تسلم من ذاك الزلزال، وقد أصيبت مبانيها، وشوهت صفوفها وملاعبها، وحرمتم من ارتيادها لفترة ليست بقصيرة”.

أضاف: “كل هذا ولد غضبا في النفوس، يرافقه قلق على المستقبل والمصير. ومما زاد الأمر سوءا ما تسمعونه عن فساد يسود في معظم الإدارات الرسمية، ومصالح تسير معظم الحكام والزعماء، بالإضافة إلى عدم احترام القوانين، وتخطي الدستور، وهو ناظم حياة الدولة والمواطنين، والإستهتار بكل الإستحقاقات وأولها انتخاب رئيس للبلاد. في هذا الخضم، أنتم العلامات المضيئة التي تبعث على الأمل لأنكم مستقبل هذا البلد وصانعو مصيره. أنتم الخمير القليل الذي نأمل أن يخمر العجين كله. أنتم الملح الذي سيضفي النكهة على حياة هذا البلد. «ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس» (متى 5: 13) يقول الرب يسوع”.  

وتابعت: “كونوا أحرارا من كل شر وتعصب وضلال وتعنت. إبتغوا الحق والخير والعدل والصلاح. لا تنقادوا وراء زعيم محرض أو قائد منغلق أو رفيق متعصب. كونوا أمناء لما اكتسبتموه من ذويكم وما تعلمتموه في مدرستكم. ليكن العلم والأخلاق زادكم في طريقكم إلى المستقبل. لتكن القيم التي نشأتم عليها في مدرستكم الضوء الذي ينير طريقكم. ليكن إيمانكم بالله وإخلاصكم لوطنكم ثابتين في حياتكم، والصدق والأمانة والنزاهة واحترام الذات وقبول الآخر ومحبته صفات ملاصقة لشخصيتكم، تقودها في طريق البحث عن النجاح. كونوا قدوة في الأخلاق، في الوطنية، في الإنسانية، وفي العلم. وبما أننا في عصر وسائل التواصل الإجتماعي، أوصيكم أن تحذروا الإنزلاق إلى التجريح والإسفاف والإستخفاف بحياة الناس وكراماتهم. إحذروا الأخبار الملفقة والإشاعات الكاذبة. اعتماد هذه الوسائل يتطلب وعيا ومسؤولية. لا تدعوها تسيطر على حياتكم وتستنزف وقتكم، أو تحرمكم من العلاقات الإنسانية الضرورية وتبعدكم عن أهلكم وأصدقائكم. يقول الرسول بولس: «كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل شيء يوافق. كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء» (1 كورنثوس 6: 12). إنتقوا ما يفيدكم منها وتجاهلوا كل ما يسيء إليكم ويفسد حياتكم”.

وختمت: “إفتدوا الوقت ولا تضيعوه لأنه ثمين، والفرصة التي تفوت لا تعود. إحذروا الإستغلال والنفاق والمراوغة. فالإنسان الصادق، المحب، الوديع، والرحوم يوفقه الله ويحترمه من يتعامل معه. يقول النبي داود في المزمور50 «القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله». لقد أوصانا الرب يسوع أن نكون نورا يشع إيمانا ومحبة، «والنور في الظلمة يضيء» (يوحنا 1: 5). أملنا أن تكونوا النور الذي يضيء ظلمة بلدنا ويبشر بأيام أفضل”.

خلال الاحتفال، قدمت جمعيّة القدّيس بورفيريوس التابعة لمطرانية بيروت جائزة نقدية قيّمة للمتعلّمة أليسا سركيس، تقديرًا لمثابرتها خلال مسيرتها الدّراسيّة، إضافةً إلى نيل كلّ من المتعلّمين ماريا فواز، آية رحال وغسان شويري جائزة الدكتور إيلي معلوف للتّميّز. عبّر الخرّيجون من خلال كلماتهم عن شكرهم وامتنانهم للقيّمين على مدرستهم، شاكرين العطاء الغنيّ بالمحبّة والاهتمام، عاقدين العزم على الانطلاق نحو مستقبل واعدٍ، أسسه ودعائمه القيم المكتسبة في مدرسة مار الياس بطينا الثّانويّة. كما توجّهت رئيسة القسم الثانوي، الآنسة ألين جعلوك، بكلمةٍ من القلب للخرّيجين واصفةً إيّاهم بالأبطال، لأنّهم، على الرّغم من كلّ الأحداث التي عاشوها وهم على مقاعد الدراسة، ما زالوا متحمّسين ومتطلّعين نحو مستقبل أفضل.

هذا وكانت لجوقة المدرسة محطّات غنائيّة خلال الحفل زادت من بهجته.

 

                                                           ================ر.إ


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى