آخر الأخبارأخبار محلية

المعركة على الرئاسة أم على نفوذ الحزب؟

كتبت روزانا بو منصف في “النهار”: السؤال الذي يثيره البعض هو هل الانقسام هو فعليا على السلطة ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة ام هو على دور “حزب الله” وموقعه وطبعا موقع ايران بعدم ارخاء قبضته عن خناق الدولة اللبنانية وتمكينها من العودة الى ان تكون دولة كاملة المواصفات وليست رديفة للحزب او تحت ظله ؟

Advertisement

ابان الوصاية السورية على لبنان كان اليأس عميما بانه تكاد تكون هناك استحالة باخراج النظام السوري وقواته من لبنان في ظل ما اعتقده اللبنانيون وعن حق تسليما اميركيا لا بل دوليا وعربيا بالسيطرة السورية على لبنان وادارته تحت اعتبارات وذرائع شتى كان يلجأ اليها النظام الاسدي والدا وابنا الى استخدام لبنان حديقة خلفية للتفاوض والابتزاز وتقوية مصادر نظامه. ولم يكسر هذه الحلقة سوى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي احدث زلزالا تمت ترجمته في ثورة 14 اذار التي اجبرت النظام السوري على سحب قواته من لبنان . فيما ان اليأس يغلب على رغم الصراع الجاري بقوة راهنا من امكان كسر سيطرة الحزب ليس على موقع رئاسة الجمهورية فحسب بل على الدولة اللبنانية . ولا وقت ولا حماسة ولا رغبة لدى الدول المؤثرة في انتهاز الفرصة للقيام بذلك، اذ يخرج الحزب من عباءته منطق انه كتلة عسكرية اقوى من الدولة اللبنانية ويمتلك بلوكا مذهبيا يتحكم به عبر استخدامه كحق للنقض في كل المؤسسات وعلى كل المستويات فضلا عن تحكمه التمديد بمرافق الدولة الاساسية لا سيما مطار رفيق الحريري ومرفأ بيروت اقله وفق التعطيل القسري للقضاء في موضوع انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020. في زمن التفاوض غير المباشر الاميركي الايراني حول تفاهم او اتفاق موقت او مرحلي حول الاتفاق النووي او حتى في حال لم تصح المعلومات في هذا الاطار حول استمرار رغبة ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن في العودة الى العمل بالاتفاق النووي ، يصعب الاعتقاد بان الولايات المتحدة يمكن ان تضع ثقلها في هذا الاطار على صعيد العمل لكسر سيطرة الحزب على الدولة ولا وقت لديها ولا رغبة كذلك . وفرنسا سبق ان قدمت نموذجا عبر تبني المعادلة التي طرحها الحزب انها في صدد تعميق سيطرة الحزب على الدولة وتسليمها له بذلك وليس العكس. فيما ان السعودية حددت معاييرها للتعامل مع لبنان وعقدت اتفاقا مع طهران بحيث يعفيها على الاقل من خوض غمار اي مواجهة ثانوية لها في لبنان . مما يثير التشاؤم ازاء استقواء الحزب من اجل عدم التهاون داخليا والاصرار على ما يريده ما لم يواجه جدارا داخليا مانعا وقويا بالحد الاكبر من الوحدة الوطنية باعتباره العائق الوحيد الفعلي امامه وليس العوائق الخارجية غير الموجودة .


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى