ادراج متحف عساف على لائحة المتاحف الوطنية
وقال المرتضى: “نعلن ذلك لكلّ لبنان لأنَّ لبنان كلّه معنيٌّ بهذا الجمالَ الذي تنامُ فيه الطبيعةُ على رَجاءِ القداسة، قداسةُ التاريخ في صيرورتِه التي تجمَّدتْ في الأمكنةِ وتحررتْ في الأزمنة.”
اضاف: “بالقرب من لبنان الذي أتعبناه بخلافاتنا، هناك لبنان الذي يُتحِفُنا بجمالِه ويكادُ يُنسينا أننا في أعماقِ الأزمة..إنها أعماقُ الطبيعة الشوفيَّة من الورهانيَّة التي تخرجُنا إلى نسائمِ الحرية ومطايا الإبداع وسموِّ الارتقاءِ الى المطلق”.
وتابع: “هنا تنتخبُ العناصرُ كلَّ يومٍ نهارًا بهيًّا تحت الشمس وهناك يَتعطَّلُ كلَّ يومٍ انتخابُ رئيسٍ للجمهورية بتعطّلِ حوارِ المكوّناتِ ولو أنَّ السياسةَ تتعلّمُ من الحجارةِ في هذا المكان لَتأنسَنَتْ وتواضَعَت”.
وقال: “لذلك نطلقُ مجددًا نداءَ الحوارِ غيرِ المشروط بين القوى السياسية من أجل وضعِ حدٍّ للفراغِ الرئاسي والسياسي في بلدِنا، ولنذهب الى انتخاب رئيسٍ يستجمع من المزايا ما يمكّنه من مواجهة تحديّات واقعنا الراهن، رئيسٍ مطمئنٍ للمسلمين وفي الآن عينه أمينٍ على الحضور الفاعل للمسيحيين، رئيسٍ لا يبيع ولا يُشترى، رئيسٍ يبثُّ روح التلاقي بين مختلف مكوّنات هذا الوطن ويحفظ الصيغة اللبنانية واساسها عيش المعيّة على قاعدة التنوّع ضمن الوحدة، رئيسٍ وطنٍّي عربيٍّ واضحٍ في عدائه لإسرائيل وواعٍ لخطرها الوجودي على لبنان الكيان، رئيسٍ يحيي الأمل ويضخُّ فينا العزيمة على العمل، رئيسٍ يحمي هويتنا وقيمنا اللبنانية الجامعة ويصون مقدّراتنا ويقولها لا صارخةً في وجه اصحاب أجندات بث الشقاق والشرذمة ورفع المتاريس النفسية وغير النفسية بين اللبنانيين؛ ونحن متيقنون أن مرشحنا يستجمع كل هذه السمات المطلوبة في الرئيس العتيد ومتمسكون به ومنفتحون في الآن عينه على كلّ حوار جدّي موضوعي للوصول الى التوافق المنشود الذي من شأنه أن يفرّج كربة الشغور عن العباد والبلاد”.
وختم: “يستحقُّ هذا المحترفُ الذي يعملُ من أجلِ تألُّقِه إخوةٌ ثلاثةٌ أعزاءٌ منذُ أكثر من ثمانيةٍ وثلاثينَ سنةٍ فحصدوا الجوائزَ العالميةَ وورثوا حبَّ الأرض عن أبيهِم فخرجَ من تحت أزاميلِهم وريشاتِهِم متحفٌ يؤرخُ لمقاومةِ الموت والانحلال، متحفٌ يقيمُ مأدبةَ الحياة للوطن وهو أثرٌ نصرُّ على حفظه وصيانته ليس فقط كوزارةِ ثقافةٍ انما ايضًا كدولةٍ لبنانيةٍ ومجتمعٍ لبنانيٍ وهو يُعتَبَر مفخرةً جعلنا نصرُّ على إدراجِهِ على لائحة المتاحف الوطنية اللبنانية ضمن خريطةِ المعالم الثقافية الأساسية في لبنان لأنه يعكسُ وجهَنا الحقيقيَّ ويحجبُ وجهَنا المُستعارَ الذي لا يُشبِهُنا. كلُّ الشكر للمبدعين عساف ومنصور وعارف ولا عجب أن تفخرَ الورهانيةُ بهم وأن يفخرَ لبنان بإبداعِ اللبنانيين الذي يخرجُ من هذه الارضِ المباركةِ ليصلَ الى أقاصي الأرض”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook