آخر الأخبارأخبار محلية

8 آذار مرتاحة للموقف الفرنسي.. لودريان لم يحمل مبادرة جديدة

لم يحمل المبعوث الرئاسي الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان مبادرة جديدة، بحسب  تصريحاته الرسمية، ووفق ما سرب عن لقاءاته مع بعض المسؤولين اللبنانيين، اذ كان الرجل مستمعاً اكثر منه مبادراً ومتحدثاً، لكن هذا السلوك الفرنسي لم يؤدِ الى أي ردة فعل سلبية من قبل “قوى الثامن من اذار” التي لا تزال مستندة الى الرافعة الفرنسية.

تقول مصادر مطلعة أن “حزب الله” يتعامل مع الحراك الفرنسي بإيجابية مفرطة على إعتبار ان الفرنسيين يحتاجون إلى العمل المشترك مع الحزب، ليس في لبنان فقط إنما في المنطقة أيضاً، لذلك فإن هوامش الثقة مرتفعة في حارة حريك تجاه الفرنسيين، أقله في الملف الرئاسي الذي تسعى من خلاله باريس الى تثبيت واقع سياسي مناسب لمصالحها في لبنان.

وترى المصادر أن آخر ما يريده الفرنسيون هو تعقيد المشهد السياسي والرئاسي، وهم يعلمون ان تنازلهم عن دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية سيؤدي الى ارتفاع منسوب السلبية في ظل تمسك “حزب الله” النهائي به، وعليه فإن مناوراتهم السياسية الحالية تقوم على فكرة التسوية الشاملة التي ترضي الحزب رئاسياً وترضي خضومه أيضا.

وتعتبر المصادر أن زيارة لودريان لا تشكل أي نقطة سلبية في معركة فرنجية الرئاسية، لأن الرجل لم يوح أو يلمّح بإمكان الذهاب الى مبادرة جديدة، لكنه يبحث عن ثغرات يمكن العبور من خلالها من أجل تأمين نجاح المبادرة في ظل العوائق السياسية التي تواجهها وتحديداً عدم وجود  غطاء مسيحي كاف لرئيس “المردة”.

وتشير المصادر الى ان التفاوض مع “قوى الثامن من اذار” ومع الرئيس نبيه بري لم يحصل بالمعنى الحرفي للكلمة، بل كان هناك عملية “جوجلة” للتوازنات الحالية، حيث اكد بري تمسك “الثنائي الشيعي” بترشيح فرنجية في ظل خوض لودريان في النقاش العام للأزمة وكيفية معالجتها في مرحلة ما بعد إنتخاب الرئيس.

وعلى خط “حزب الله” هناك إعتقاد أن الهدف من الزيارة هو تهدئة الأجواء العامة وتخفيف التوتر السياسي والحد من الكباش الإعلامي على طريقة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي زار بيروت بعد انفجار المرفأ، على اعتبار ان اخذ تنازلات من هذا الفريق أو ذاك ليس ممكناً في ظل عملية التصعيد الحالية، من هنا فإن التبريد ضرورة قصوى قبل الدخول في بازار التسوية.

تتفهم “قوى الثامن من اذار” كل المناورات السياسية الفرنسية ما دامت لا تهدف الى طرح اي إسم خارج التوافق معها، لا بل إن تمسك باريس بفرنجية يقابله حراك لتخفيف التوتر مع قوى المعارضة وهذا ما يرضي “حزب الله” لانه يدرك ان قدرة الفرنسيين لا تتخطى السبل الديبلوماسية، وأنه لا إمكانية لإيصال فرنجية من دون احداث خرق في معسكر الخصوم. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى