لهذا السبب.. دع طفلك حتى عمر 5 سنوات يتمتع بقيلولة
تسلط النتائج الضوء على أهمية القيلولة في دعم الذاكرة والمعالجة العاطفية لدى الأطفال الصغار. سعت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة ماساتشوستس، إلى التحقيق في تأثير القيلولة على تقوية الذاكرة العاطفية في مرحلة الطفولة المبكرة. على وجه التحديد، أراد الباحثون تحديد ما إذا كانت القيلولة تحمي الذكريات العاطفية من التداخل، أو تدل على الاندماج، أو إذا كانت القيلولة تهيئ الذكريات فقط للاندماج أثناء النوم طوال الليل.
ركزت الدراسة على الذكريات العاطفية في مجال التعلم الاجتماعي. وتبين أن القيلولة في المرحلة العمرية ما بين 3 إلى 5 سنوات قبل المدرسة تفيد التعلم وأظهرت أن النوم مهم حقًا لمعالجة الذاكرة العاطفية.
أوضحت الباحثة الرئيسية في الدراسة ريبيكا سبنسر، أستاذة العلوم النفسية والدماغية في جامعة ماساتشوستس، أن الدراسة، وعنوانها: “قيلولة الطفولة المبكرة تبدأ معالجة الذاكرة العاطفية تمهيدًا لتعزيزها وتدعيمها بين عشية وضحاها”، شملت 63 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 33 و67 شهرًا، مسجلين في رياض الأطفال في غرب ولاية ماساتشوستس. كان لدى الأطفال المؤهلين رؤية طبيعية أو مصححة إلى طبيعية ولم يتم الإبلاغ عن اضطرابات في النمو أو التعلم أو النوم أو الاضطرابات العصبية.
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة التداخل ومجموعة عدم التدخل. تمت مطابقة المجموعات من حيث العمر والجنس ودخل الأسرة والعرق. لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية في طول القيلولة أو اعتياد القيلولة بين المجموعتين. كان النعاس والمزاج الذي أبلغ عنه الأطفال بأنفسهم متشابهين أيضًا عبر ظروف القيلولة والاستيقاظ.
تضمنت الاختبارات المستخدمة في الدراسة مهمة ذاكرة عاطفية مقتبسة من بحث سابق. أثناء مرحلة التشفير، تم إقران صور الوجه المحايدة بالتسجيلات الصوتية المقدمة من خلال سماعات الرأس. يتألف الصوت من أوصاف محايدة أو متوسطة تشير إلى الوجوه، بهدف ربطها بإجراءات محايدة مناسبة للمرحلة العمرية.
اشتملت الدراسة على ثلاث مراحل تعرف، هي التعرف الفوري والمتأخر وعلى مدار 24 ساعة. حدث التعرف الفوري بعد مرحلة التشفير مباشرةً، حدث التعرف المتأخر بعد حوالي 30 دقيقة من غفوة الطفل أو فترة الاستيقاظ المكافئة، وحدث التعرف على مدار 24 ساعة في صباح اليوم التالي، أي بعد 24 ساعة تقريبًا من مرحلة التشفير.
في كل مرحلة من مراحل التعرف، تم تقديم مهمة ذاكرة بسيطة للأطفال. كان عليهم اختيار الوجه المألوف من زوج من الوجوه، والذي يتضمن وجهًا واحدًا من مرحلة التشفير ووجهًا جديدًا مشتتًا من نفس الجنس.
اكتشفت الباحثة سبنسر وزملاؤها أن القيلولة (بدون تدخل) توفر فوائد فورية وفي اليوم التالي لأداء الذاكرة العاطفية للأطفال. في مجموعة التداخل، أظهر القيلولة نتائج مختلطة اعتمادًا على التكافؤ العاطفي للوجوه، بينما في مجموعة عدم التدخل، أدى الحصول على القيلولة باستمرار إلى تحسين دقة الذاكرة على مدار 24 ساعة. وتشير النتائج إلى أن الجمع بين القيلولة والنوم طوال الليل يعزز استعادة الذكريات العاطفية مقارنة بالنوم طوال الليل وحده.
قالت الباحثة سبنسر إن نتائج الدراسة تبين أن القيلولة مهمة في [هذه المرحلة] العمرية”، مشيرة إلى “أنها تدعم الذاكرة والمعالجة العاطفية ولا يمكن تعويض هذه الوظائف بالنوم طوال الليل – يحتاج معظم الأطفال إلى القيلولة والنوم طوال الليل وعندما يتم حجبها، يمكن أن تتأثر ذاكرتهم وتفاعلهم العاطفي.”
ونصحت سبنسر قائلة إنه لا يجب الضغط على الطفل حتى يصبح جاهزًا للانتقال إلى مرحلة الحصول على القيلولة، موضحة أنه أمر مهم بشكل خاص لأنه مع الانتقال إلى مرحلة ما قبل الروضة العالمية، لا تسمح الحضانات دائمًا بفرصة قيلولة والتي يمكن أن تكون ذات تأثير عكسي لمزايا الحضانة “.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook