الوكالة الوطنية للإعلام – تكريم ريا الداعوق في السرايا الحكومية برعاية مي نجيب ميقاتي
وطنية – رعت عقيلة رئيس الحكومة مي نجيب ميقاتي قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، احتفالا تكريميا للسيدة ريا الداعوق لنيلها جائزة “Ivo Andric” الثقافية الأوروبية ورئاسة “الجامعة الدولية للبحر الابيض المتوسط”، بدعوة من “اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو”.
شارك في الاحتفال الوزراء في حكومة الاعمال: الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الصحة العامة فراس الأبيض، الطاقة وليد فياض، الاقتصاد والتجارة أمين سلام ، الزراعة عباس الحاج حسن، التنمية الادارية نجلا رياشي والمهجرين عصام شرف الدين، النائب ادغار طرابلسي، الوزراء السابقون: ليلى الصلح حماده، منى عفيش، غادة شريم، كرم كرم ووليد الداعوق، النائب السابق ناجي غاريوس، السيدة نورا وليد جنبلاط، الأمين العام للجنة الوطنية لليونيسكو هبة نشابة، وممثلو وزراء وشخصيات ثقافية واجتماعية.
نشابة
والقت الامينة العامة للجنة هبة نشابة كلمة، قالت فيها: “السيّدة ريّا الدّاعوق هي الأصيلةُ دائمًا والمُجدِّدةُ دائمًا، عَرفَت كيفَ تُحييّ التراثَ بالتجديدِ، وتُنَكِّهُ الجديدَ بطعمِ التراثِ، فابتكَرَت ثقافةً متكاملةً، بين الأصالةِ والتجديدِ، ثقافةَ الجذورِ والأغصانِ فاستحقّت بشرفٍ وتعبٍ وتصميمٍ وعطاءٍ ما نالَتْهُ من جوائزَ وأدوارٍ قياديّةٍ ودوليّةٍ، وعن ذلكَ تقولُ السيّدةُ ريّا الداعوق للعالَمِ كُلِّهِ، إنَّ لبنانَ لا يزالُ منبرًا للتميّزِ والعطاءِ، أو كما وصفتهُ ريّا نفسَها: بلادُنا ساحرةٌ جدًا بقوّةِ التناقضاتِ وعُنفِ الهمومِ وحلاوةِ فنِّ الحياة، مشوّهةٌ من فعلِ الحروبِ، لكن لم تُخلقْ لتموتَ، بل لتُعيدَ ابتداعَ الحياة. نحن لا ننسى مآسينا، بل نُعيدُ دمجَها في ذاكرتِنا.مبروكٌ للجامعةِ الدوليّة للبحرِ الأبيضِ المتوسّطِ، قيادةُ ريّا الداعوق لها، ومبروكٌ لها التجدّدُ بنكهةٍ أُنثويّةٍ وعربيّةٍ ولبنانيّةٍ، اعتادَتِ النجاحَ والعطاءَ والتميّزَ”.
ميقاتي
وقالت السيدة ميقاتي في كلمتها: “لقاؤنا اليوم هنا في السراي الحكومي ليس تكريما للسيدة ريا الداعوق كشخص فقط، بل هو تكريم لمسيرة طويلة من العمل والعطاء في سبيل المحافظة على التراث اللبناني وتطويره وحماية ارث العاصمة اللبنانية بيروت.ولان هذه المسيرة حافلة بالانجازات والعطاءات، استحقت عن جدارة جائزة Ivo Andric الثقافية الأوروبية ورئاسة الجامعة الدولية للبحر الابيض المتوسط، لتضاف الى سلسلة محطات التكريم التي كانت نجمتها.تربطنا بالست ريا صداقة عائلية قديمة ازدادت رسوخا مع الايام. أرزة من الشوف انغرست في بيروت فشمخت وتألقت. وكم قدّرت فيها المثابرة على ما تقوم به بعزيمة قل نظيرها، فكانت كمن ينقش في الصخر الصلب ليترك بصمة لا تمحى في مسيرة العطاء لهذا الوطن والحفاظ على تاريخه.وبكل ثقة اضيف أنه لولا عزمها وعزيمتها، لكان الكثير من تاريخ لبنان المعماري والاجتماعي والطليعي قد إندثر.إيمانها بديمومة هذا الوطن واستمراريته جعلها قدوة ومثالا يحتذى في العطاء غير المحدود والمواطنة المجرّدة الا من حب عميق وجذور ضاربة في عمق بيروت وأحيائها ومعالمها.نقول هذا الكلام بكل ثقة وتجرّد لاننا واكبنا جميعا الوقفات المشرّفة التي سجلتها، وحوّلتها رمزا من رموز الاصالة والنجاح، والدفاع عن بيروت تحديدا، هذه اللؤلوة الرابضة على كتف المتوسط، والتي كان قدرها وسيبقى أن تنهض بعد كل كبوة وتعود متألقة أكثر من السابق”.
اضافت: “رب قائل أن البشر أهم من الحجر وأن الاولوية في هذه الايام الصعبة هي للحفاظ على الانسان اللبناني وصون كرامته واستعادة حقوقه، وفي هذا القول واقعية لا جدال فيها، ولكن الحقيقة الموازية لذلك أن من لا يحافظ على ماضيه لا حاضر له ولا مستقبل. وخير مثال أمامنا هي الست ريا الممتلئة حبا بلبنان وايمانا برسالته ودوره وتاريخه المشرّف.من هنا فان المسؤولية تقتضي منا جميعا أن نمضي متكاتفين متضامنين في مسيرة النهوض ولا نسمح لليأس بأن يتسلل الى قلوبنا.لن نفقد الايمان بوطننا وسنظل نؤمن به، لان شعلة الايمان في قلوبنا لن تنطفئ.سنظل نؤمن بأن لبنان منارة ثقافية وملتقى لجميع الحضارات والقيم الانسانية، مهما كانت الصعوبات.ما زال أمامنا الكثير لنتعلمه من هذا البلد الصغير بحجمه، الكبير بقيمه وابداعه، وهو سيبقى مصدرا لنمط حياة مميز ولثقافات متعددة، لم يفقد باذن الله قدرته على التكيف والابداع”.
وختمت: “تحية للجنة الوطنية لليونيسكو على هذه المبادرة والى المزيد من اللقاءات التي تجمعنا على حب الوطن. مبروك لك ست ريا هذا التكريم وانك لمستحقة”.
ثم قدمت السيدة ميقاتي درعا تكريمية للسيدة الداعوق.
الداعوق
والمكرمة المكرمة الداعوق كلمة قالت فيها: “أعتلي اليوم هذا المنبر بكل فخر وإعتزاز في بلدي الحبيب لبنان بعد ما كرمتني مؤسسات من أوروبا وإيطاليا لعمل قمت به وما زلت بالمحافظة على التراث من خلال الـ APSAD ، وهي في عامها الـ 63 اليوم. تعلمت من إخفاقاتنا الجماعية ورحت أطلب المعرفة بعمق المشاكل. وذهبت حاملة مسيرة حياة إلى مدينة باليرمو لأعتلي منبر تكريم بحصولي على جائزة IVO ANDRIC الثقافية، ثم انتخبت رئيسة رابطة تأسيس الجامعة الدولية للبحر الأبيض المتوسط بموافقة 14 دولة مجتمعة هناك. تحاورنا عن خبراتنا وتجاربنا وعن سبل إجتذاب جيل شباب الـ Internet نحو الثقافة والتراث ووجدنا حلول مثل إستخدام تقنية الـ Metaverse واستخدام Avatars لإنشاء مسارح تعليمية رقمية وغيرها من الآراء التي تحاكي العصرنة بالتعليم”.
اضافت: “أتى المجتمعون من المغرب وتونس ومصر والسعودية والأردن واليونان والبانيا والبوسنه والهرسك وإيطاليا وإيرلندا وانضمت لاحقا ألمانيا وسوريا لإنشاء هذا الهيكل العلمي والتربوي وهم كلفوني بالمهمة وقبلت بكل فخر. إن الثقة مسؤولية، هذه هي المرة الأولى في الواقع، التي يقر فيها كبار ممثلي المعاهد والعالم الأكاديمي والمجتمع المدني الأوروبي والبحث العلمي والصناعي تكليف إمرأة من لبنان المقيم، بهذا الدور الريادي، عل أن تكون جامعات البحر الأبيض المتوسط الدولية مفتوحة لمشاركة القارات الثلاث المحيطة بالـ Mare Nostrum“.
وتابعت: “إن روح التلاقي والتعاون هما أساس الحياة الكريمة للشعوب التي جارت عليها الصراعات والحروب وهي الحافز الأساسي لمشروعنا هذا وهو يحاكي حوار الحضارات والأديان وتبادل المعرفة. أتيناهم من لبنان للإحتفال بالثقافة في بلد عريق ومن وطن جريح. الثقافة مرآة روح جميلة وقاسم مشترك للشعوب. شعوبنا كلها لديها أحلام بالسعادة فلنساعدها بتحقيق بعض منها. ولنضع خلافاتنا جانبا ولنستخدم إختلافاتنا ونجعلها تتعامل مثل لوحة فسيفساء رائعة تكون قدوة جمال وكمال لأجيالنا الناشئة. بلادنا ساحرة بقوة التناقضات وعنف الهموم وروعة فن العيش، إنها لم تخلق لكي تموت بل لتبتدع حياة جديدة، كرموا امرأة من لبنان خلالي، كرموا الثقافة من خلال امرأة، كرموا لبنان من خلال إنسانه، فلنكن على مستوى لتقديرنا هذا ولننسى خلافاتنا وتعالوا ننهض بوطن يستحق العيش الكريم. أشكر اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو التي كرمتني اليوم، وأشكر الكرام الذين كرموني بوجودهم إلى جانبي، أشكر السيدة مي نجيب ميقاتي على استضافتها لنا في هذا الصرح الرائع، أشكر السيدة هبة نشابة، امين عام اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو لهذه المبادرة القيمة وأشكر العزيز الغالي أخي الروحي أمين الداعوق وجميع الأشخاص العاملين لإنجاح هذا اللقاء، وأشكر الله الذي أعطاني قدرة الإنجاز لأكون جسر محبة وتعاون في مهامي الجديدة”.
========م.ع.ش.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook