آخر الأخبارأخبار محلية

تفاؤل على ضفة الثامن من آذار!

منذ ما بعد جلسة الإنتخاب الأخيرة، عادت “قوى الثامن من آذار” لتبث جواً إيجابياً كانت قد تخلت عنه منذ توحّد قوى المعارضة مع “التيار الوطني الحر”، على إعتبار ان التقاطع السياسي المضاد فشل بشكل كامل في إحداث تشققات جدية في البنية السياسية التي يستند إليها ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

لكن التفاؤل المتصاعد لدى هذه القوى لا يعود فقط الى قراءتها للواقع السياسي الداخلي وللحسابات الرقمية داخل المجلس النيابي، إنما للمؤشرات الإقليمية والدولية التي تصب بشكل أو بآخر لصالح مرشحها واستراتيجيتها في لبنان، ولعل الأيام المقبلة ستحمل دلائل حسية على ذلك، كما تؤكد مصادر هذه القوى.

لعل المؤشر الأول، بحسب المصادر ذاتها، خرج من باريس، اذ ان الاستراتيجية الفرنسية تجاه لبنان لم تتغير والمبادرة الفرنسية لا تزال على حالها بالرغم من كل ما تم تسويقه خلال الأسبوعين الأخيرين، ولا يزال سليمان فرنجية هو العنوان الوحيد للحراك الفرنسي لإنهاء الفراغ في لبنان، وهذا يعني ان الرافعة الدولية لرئيس المردة مستمرة.

الاهم من ذلك، ان ما رشح عن اللقاءات السعودية الفرنسية خلال الأيام الماضية والتي توجت بلقاء ولي العهد محمد بن سلمان بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كان في غاية الإيجابية لجهة تثبيت إسم فرنجية فرنسياً والعمل على فتح باب النقاش بشكل الحكم وتوازناته مع الرياض خلال المرحلة المقبلة، وهذا ما سيؤدي في نهاية المطاف، بحسب المصادر، الى دفع سعودي بإتجاه إنتخاب فرنجية.

وترى المصادر انه حتى الاميركيين الذين يرفضون تسهيل عملية التقارب السعودية مع كل من سوريا وإيران، ويسعون لعرقلة أي إنعكاس إيجابي لهذا التقارب في لبنان ودول المنطقة، يتجهون، وبشكل متسارع، الى العودة الى الإتفاق النووي مع إيران في ظل تسارع التطورات العسكرية في أوكرانيا، وإقتراب الإستحقاقات الإنتخابية في الداخل الأميركي.

أمام هذا المشهد، تتعامل “قوى الثامن من آذار” مع الملف الرئاسي بإعتباره يسير في إتجاه حصولها على مكاسب كاملة فيه، وهذا يعني أن الوقت هو لصالحها وليس في مصلحة خصومها، وإن الثمن الذي ستدفعه في التسوية الرئاسية، سيكون ذاته، سواء دفع للفرنسيين والسعوديين او للقوى الداخلية في حال قررت الإلتحاق بمسار إنتخاب فرنجية.

هذا التفاؤل المبالغ فيه قد يصطدم بعناد مسيحي كامل، وذهاب القوى المسيحية الى رفع البطاقة الحمراء في وجه فرنجية، وهذا سيعرقل التسوية أو أقله سيؤخرها ويجعل من “حزب الله” تحديداً مضطراً للبحث عن اتفاق مع حليفه السابق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل او مع خصومه المسيحيين لتأمين غطاء مسيحي لمرشحه الرئاسي، وهذا أمر لا مفر منه.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى