طرح الإنتخابات النيابية المبكرة: قنبلة دخانية أم رسالة مباشرة لباسيل؟

شكل تصريح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أمس، عن أنه تمنى “على الرئيس نبيه بري البدء في التفكير جدياً بالتوجه الى انتخابات نيابية مبكرة لأن المجلس الحالي عاجز عن انتخاب رئيس للبلاد”، قنبلة دخانية، في وقت انكبت القوى السياسية كافة على مراجعة نتائج الجولة الانتخابية الثانية عشرة وتداعياتها، والعمل على شدشدة تحالفاتها تمهيداً للجولات المقبلة.

وفي رأي أوساط نيابية مطلعة، فإنّ طرح بو صعب يهدف الى تحويل الأنظار عن الواقع الخلافي القائم داخل “التيار الوطني الحر” بسبب الخيارات الانتخابية، خصوصاً في ضوء ما نقل عن أنّ بو صعب أعاد بعد الجلسة النيابية الاخيرة تذكير رئيس “التيار” جبران باسيل بأنه لم يلتزم بقرار التصويت للمرشح جهاد أزعور.

وقالت مصادر سياسية إنّ “الطرح الذي تقدّم به بو صعب قد لا يتحقّق، فما من جهةٍ سياسية قادرة على إنجاز إنتخابات نيابية مبكرة، كما أن الدولة عاجزة مالياً عن إنجاز هذا الإستحقاق الذي مرّت عليه سنة”.

وتابعت: “أين المُقدّرات المالية لإنجاز الإنتخابات النيابية؟ الإنتخابات البلدية التي تبلغ تكلفتها 8 مليون دولار فقط لم تتم بسبب عدم تأمن التمويل وسط الوضع القائم، فما بالكم بإنتخابات نيابية؟”.

وختمت: “قد يكونُ هذا الطرح من جملة طروحاتٍ أخرى للضغط على مختلف الأطراف السياسية للمُضي بحلحلة الملف الرئاسي، والرهان يبقى على المسار الذي ستشهدهُ الحركة السياسية لاحقاً”.

وفي السياق ذاته، قال مصدرٌ نيابيّ مستقل بأن تصريح بو صعب يأتي ضمن الخطة “ب” للتضييق أكثر فأكثر على باسيل وحشره وتقليص حجم الخيارات لديه لعله يعود الى تموضعه السابق.

وفي رأي هذا المصدر، فإنّ “الخطة ب تقضي باللعب على وتر الخلاف والإختلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله، والفرقة الحتمية في الإنتخابات النيابية المبكرة إذا حصلت، عندها من البديهي والمنطقي أن يخسر “التيار” عدداً من المقاعد مثل بعلبك الهرمل، زحلة، البقاع الغربي، بيروت الثانية ، وحتى في الشوف، وتقليص عدد الحواصل في كسروان وجبيل بعد فقدان الصوت الشيعي هناك، وعندها ستصبح كتلة” التيار” تضم 10 نواب بدل 16″.

أوساطٌ مقرّبة من بو صعب استغربت الحملة على طرحه، وقالت إن “الطرح ليس جديداً وهدفه كسر الجمود الحاصل في البلد والتأزم الخطير الذي يشتد يوماً بعد يوم”.

كذلك، قالت الأوساط أن “بو صعب حاول فتح ثغرة في جدار الأزمة، والمطلوب من الجميع الحوار، لا التمترس خلفَ مواقف مسبقة وإبقاء الوطن والشعب معلقين على حبال أزمة طال أمدُها”.