آخر الأخبارأخبار محلية

هل لوّح بري بلسان بو صعب بالإنتخابات المبكرة إنتقاماً من باسيل؟

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: فيما العيون شاخصة الى فرنسا وزخم لقاءاتها في الجانب الذي يعني لبنان، خرج نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من عين التينة معلناً: «تمنيت من الرئيس بري البدء في التفكير جديًا بالتوجه إلى انتخابات نيابية مبكرة لأنّ المجلس الحالي عاجز عن انتخاب رئيس للبلاد».

Advertisement

اصطدمت فكرة بو صعب بردود فعل سلبية من «التيار الوطني الحر»، لكأن المقصود الغمز من قناة رئيس «التيار» جبران باسيل والرد على موقفه الداعم لترشيح جهاد أزعور، ما أدى الى خلاف في تكتله النيابي. ولا بد من قراءة الدعوة من حيث التوقيت الذي تلى جلسة انتخابات رئاسية خلطت أوراق التحالفات النيابية، وفي أعقاب الخلاف بين «التيار الوطني» و»الثنائي الشيعي». وفي المضمون هل يمكن لنائب الرئيس أن يقترح على رئيس المجلس مثل هذا الإقتراح علناً أم يضعه في تصرفه سراً لبلورته؟ وهل يمكن أن يعلن بو صعب فكرته ولو على سبيل إقتراح اذا رفضها بري؟ فيما درجت عليه العادة حديثاً أنّ نائب الرئيس يلعب دور الناطق باسم رئيس المجلس ومهندس أفكاره وتوجهاته أو صندوقة بريده، وأحيانا يكون صلة الوصل بينه وبين النواب متى تعقدت العلاقة بينهم، فهل تندرج»أمنية» بوصعب في سياق هذا الدور؟
أمّا في تحليل الأبعاد وما تصبو إليه الفكرة فلا يمكن عزلها عن العلاقة السيئة بين باسيل والثنائي، وأبعد من ذلك يمكن ادراجها في اطار استكمال الثنائي محاولات تحجيم باسيل بالتلويح له بالدعوة إلى انتخابات مبكرة، حيث كان التحالف بينهما سبباً في فوز عدد من نواب «التيار»، إلا في حال وافق باسيل على الإلتحاق بركب الموافقين على انتخاب سليمان فرنجية، وقبِل بحصته تحت طائلة السير في معاقبته سياسياً.لكن بوصعب يستغرب ردود الفعل، مذكراً بأنه كان أول المبادرين في أعقاب ثورة 17 تشرين إلى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، بينما كان الرئيس ميشال عون لا يزال رئيساً في بعبدا، ويقول «الفكرة أنا من أطلقها بمعزل عن كل القراءات التي سيقت في شأنها واذا لم نتفق على انتخاب رئيس ولا على الحوار، فهل يكون النواب مجرد شهود زور حتى نهاية ولاية المجلس بعد ما يقارب الثلاث سنوات».المطلوب لبلورة الفكرة سياسياً، تقديم أكثر من خمسين نائباً استقالاتهم من مجلس النواب، فهل يرى ذلك ممكناً؟ يجيب بو صعب «مستعد لتقديم استقالتي متى اقتنع النواب الآخرون بالفكرة، وتم التفاهم على انتخابات مبكرة، ولكن لن استقيل وحدي قبل أن تشمل الإستقالة العدد المطلوب دستورياً لحل مجلس النواب والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة».سواء صدر التلويح أو «التهديد» بانتخابات مبكرة عن رئيس المجلس أو عن نائبه، تبدو الدعوة بمنزلة الهروب إلى الأمام. وليست إلا إقراراً وتسليماً باخفاق مجلس النواب. وماذا ستقدم وتؤخّر مثل هذه الإنتخابات إن حصلت في ظل الإشتباك السياسي الذي قسم البلد إلى قسمين في السياسة، ويكاد يؤدي أو هو أدى بالفعل إلى تظهير خلاف كبير بين الثنائي والقوى المسيحية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى