آخر الأخبارأخبار محلية

هل يراهن حزب الله على الفراغ؟

لم يعد التوازن السلبي داخل المجلس النيابي هو العامل الأبرز الذي يمنع ايصال رئيس جديد للجمهورية، اذ بات، وبعد جلسة مجلس النواب قبل يومين، التوازن السياسي العام مسبباً أساسياً للفراغ، خصوصاً وأن الطرفين في لبنان بات لديهما دعم وغطاء خارجي وقدرة داخلية لبنانية، وهذا ما يجعل تنازل هذا الفريق للفريق الاخر ضرباً من الخيال.

من الواضح أن مسار التسوية في الإقليم لم ينضج تجاه الساحة اللبنانية بعد، اذ لا يزال يتلمّس خطواته الاولى في الملفات الاكثر سخونة مثل اليمن وسوريا وغيرها، الأمر الذي يجعل عملية فرض تسوية ما على القوى السياسية سابقا لأوانه، ما يكرس فكرة استمرار الفراغ الرئاسي في المرحلة المقبلة.

لكن الفراغ اليوم، والذي يشمل الموقع المسيحي الأول، سيتمدد خلال الاسابيع والاشهر المقبلة ليشمل مواقع مارونية اخرى، مثل حاكمية مصرف لبنان التي قد يتولاها نائب الحاكم الاول، وقيادة الجيش، ما يعني ان المناصب المسيحية الاساسية ستكون في حالة فراغ، في ظل تكتل الاحزاب المسيحية لمنع ايصال رئيس جديد من دون موافقتها.

بحسب مصادر مطلعة فإن هذا الفراغ سيؤدي الى زيادة الضغوط على الاحزاب المسيحية أكثر من غيرها، على إعتبار أن المتضرر الأول داخل السلطة والمؤسسات هم المسيحيون الذين يخسرون حضورهم،في حين أن باقي القوى السياسية والطائفية لا يمكن لها ان تخسر مواقعها الدستورية، إن في رئاسة المجلس النيابي او في رئاسة الحكومة.

وترى المصادر أن هذا الامر قد يجعل الفريق الآخر وتحديداً “حزب الله” مقتنعا بأن الفراغ، وإن كان يضرّ واقع البلاد ككل، إلا انه وبالمقارنة مع خسائر خصومه السياسيين، فأنه خسائره ستكون محدودة وسيكون أقدر على الصمود وسيصبح صاحب اليدّ العليا في المفاوضات الرئاسية، فمن يحتاج إنهاء الفراغ أكثر عليه تقديم عليه تقديم تنازلات أكثر.

لكن، ماذا لو قررت واشنطن ممارسة ضغوط اضافية على الواقع اللبناني لإلزام الحزب بتقديم تنازلات، كإنهاء حالة الاستقرار المؤقتة بسعر صرف الدولار؟ عندها ستكون الضغوط تطال “حزب الله” وبيئته أيضاً وستخسر حارة حريك الأفضلية في الكباش الرئاسي، لكن هذه الفرضية ستعني ذهاب المواجهة السياسية بإتجاه سيناريوهات مختلفة.

من الواضح ان المرحلة المقبلة ستشهد مراوحة جدية تشبه ما حصل بعد سقوط ورقة ترشيح رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض، لكن استمرار الفراغ سيفرض ضغوطا بنسب مختلفة على القوى السياسية، فهل ستشهد الحياة السياسية تسوية او تنازلا كبيرا من طرف لصالح الطرف الآخر؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى