آخر الأخبارأخبار محلية

المعارضة تثبّت تحالف أزعور ومؤيدو فرنجية يعتبرونه منتصراً في كل المعايير

دخلت البلاد حالة من الجمود لن يكسرها سوى تطور خارجي بعدما أرست الجلسة الـ 12 لانتخاب رئيس للجمهورية ثابتة واحدة لدى طرفي النزاع، وهي أن لا قدرة لأي منهما على انتخاب رئيس من دون توافق، حتى ولو كانت العوامل الخارجية تسير لمصلحته.

وكتبت” الاخبار”:منذ انتهاء الجلسة، اعتبر الفريق الداعم لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية أنه كسب جولة ضد الفريق الآخر، فيما أطلقت قوى «المعارضة» عملية «تحرّ» عن النواب الذين غرّدوا خارج سرب الاتفاق على التصويت لجهاد أزعور، وبدأت بتبادل الاتهامات بالغدر والخيانة والعودة إلى التشكيك في وجود مؤامرة شاركت فيها أطراف تقاطعت حول وزير المالية السابق.
وفي هذا الإطار، نُقِلت عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انتقادات حادّة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، واصفاً إياه بأنه «ليس محل ثقة» و«لا يمون على نواب التيار وعلى علاقاتهم مع القوى الأخرى». كذلك نُقل عن جعجع أن «لديه معلومات بأن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب يعمل لمصلحة فرنجية، وأنه أقنع صديقه عاموس هوكشتين (المستشار الأميركي الخاص بالطاقة) بأن وصول الأخير إلى بعبدا ضروري لتثبيت الاستقرار نظراً إلى العلاقة التي تربطه بحزب الله وسوريا، وأن ذلك سيكون له تأثير إيحابي على مستقبل مشروع الطاقة في المتوسط، وهو ما بات يروّج له هوكشتين في أروقة الإدارة الأميركية».

وكتبت” النهار”: بدا لافتا ان الماكينة السياسية والدعائية للفريق “الممانع” راحت تركز على التشكيك في صمود القوى “المتقاطعة” حول ترشيح ازعور وركزت حملاتها على ما اعتبرته “نصرا” للفريق الداعم لفرنجية الذي نال 51 صوتا ولكون رصيد ازعور لم يتجاوز عتبة الستين صوتا مع نيله 59 صوتا، برزت في الساعات الأخيرة معالم جدية حيال موقف متطور ومتقدم جديد للقوى الداعمة لازعور من شأنه ان يؤثر في إعادة النظر في مجمل الحسابات السياسية الانتخابية حيال المرحلة المقبلة.
ذلك ان مصادر سياسية وحزبية ومستقلة متعددة لدى القوى الداعمة لازعور “تقاطعت” في تأكيداتها لـ”النهار” بان النتيجة “المشجعة للغاية” التي حققها ازعور في الجلسة، بحسب وصفها، دفعت القوى والنواب الذين التقوا وتقاطعوا على ترشيحه الى التوافق الثابت على المضي قدما في الالتفاف والاستمرار في المعركة المفتوحة سعيا الى انتخابه وفرض هذا التحالف داخليا وخارجيا. وكشفت هذه المصادر ان يوم امس شهد اتصالات ومشاورات مباشرة وغير مباشرة كثيفة بين مختلف قيادات القوى الداعمة لترشيح ازعور والنواب التغييريين والمستقلين الذين دعموه افضت الى تفاهم اكثر رسوخا من أي وقت سابق على الاستمرار في المعركة. بل نقلت المصادر عن مراجع في القوى الداعمة لازعور ان النتيجة التي حققها في الجلسة الثانية عشرة حولت عملية دعمه من “تقاطع ” الى “تحالف” حول شخصه وبرنامجه الانقاذي الذي تحقق على أساسه التفاهم حول ترشيحه .

ولعل ما حفز أيضا تثبيت “التحالف ” حول ازعور هو ان مصادر ديبلوماسية اعتبرت ان الرقم 59 ليس امرا سيئا من اجل اقناع ازعور لكي يبقى مرشحا ولا ينسحب. فالمعركة الانتخابية لم تنته ولو لم تعقد الدورة الثانية واذا انسحب ازعور فان ذلك يعني ان فرنجيه سيستمر وحده علما ان الجلسة الانتخابية لم تكن نتيجتها حاسمة وتسمح للطرفين بمواصلتها كل من جهته كما تسمح للبعض بافتراض ان التوازن لا بل ترجيح كفة الخصوم للثنائي الشيعي تسمح بالذهاب الى تصفير العداد الرئاسي والذهاب الى مرشح ثالث. ثم ان تجربة التقاء القوى المسيحية على رفض المعادلة التي اقترحتها فرنسا كانت مهمة جدا وادت بحسب اخر المعلومات الى تراجع باريس عنها بحيث تخلت اذا امكن القول عن دعم فرنجيه على قاعدة ان المسيحيين لا يوافقون على ذلك وليس من المفروض ان تكون هناك صفقة ضد التوجه المسيحي في البلد . وتاليا فان التقاء القوى المعارضة مع التيار العوني على رغم التضعضع في صفوفه من شأنه ان يبقي التأثير الداخلي وعلى الخارج قائما. اذ ان باريس تراجعت خارجيا فيما اربك التقاء القوى الثنائي الشيعي الذي خاض مغامرة صعبة لتجميع الاصوات لفرنجيه فيما ان النتيجة النهائية في الدورة الاولى لم تكن لمصلحة الأخير.

وكتبت” نداء الوطن”: غداة الجلسة الثانية عشرة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، أطلت المعارضة في موقف يؤكد الثبات في دعم مرشحها جهاد أزعور كخيار توافقي، والذي حاز 59 صوتاً متجاوزاً مرشح المعارضة سليمان فرنجية الذي نال 51 صوتاً.وفي اليوم التالي للجلسة، وبينما روّج “الثنائي” أن نجاحه في تطيير نصاب جلسة الاربعاء، يعني تلقائياً الذهاب الى “الخيار الثالث” الذي يسري فقط على المعارضة ومع من تقاطعت معهم، جاء امس موقف المعارضة في مضمونه ليدحض هذه الأوهام وليطرح نقيضها، ألا وهو أن إخراج مرشح “الثنائي” المهزوم من ساحة السباق الرئاسي بلا رجعة، هو شرط لا عودة عنه لفتح أي مسار جديد حقيقي وفاعل لانجاز الاستحقاق الرئاسي.
فشددت المعارضة، وفق معلومات لـ”نداء الوطن” على ان أي مقاربة خارجية للملف اللبناني سواء في باريس اليوم بلقاء ماكرون وبن سلمان، أو في طهران التي يصل اليها غداً وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في إطار استكمال مسار إتفاق بكين الذي عقد في آذار الماضي، ستنطلق من ميزان القوى الجديد الذي ظهر في جلسة الاربعاء الماضي وأثبت ان خيار تقاطع المعارضة هو من فاز، وان خيار “الممانعة” هو من سقط.وكان لافتاً امس ان ما روجت له دوائر “الثنائي”عن ان “المشكلة” إنتقلت بعد الجلسة الـ12 الى الفريق الذي فاز مرشحه، وركزت تحديداً على بدء حسابات جديدة عند “التيار الوطني الحر” كي يخرج من التقاطع الرابح، فكان الجواب في تصريحات صدرت في وقت واحد عن اركان التقاطع وتحديداً عن “القوات اللبنانية” و”التيار” تؤكد ان مرحلة جديدة من التنسيق المشترك ستنطلق قريباً.

وذكرت «البناء أن قوى التغيير بدأت بإجراء تقييم للأرقام الذي نالها المرشحان والأرجح أن لا يستمروا بدعم أزعور، في ظل انقسام وعتاب واتهامات يتبادلها نواب التغيير، إذ حمل قسم منهم زملاءهم مسؤولية شطر كتلة التغيير بذهاب البعض الى خيار أزعور، ويدعو البعض للتخلّي عن أزعور والعودة الى مرشح موحد للتكتل.وكان وقع صدمة الأرقام في الجلسة قاسياً على فريق المعارضة لا سيما القوات اللبنانية، والتي ستترك تداعيات سلبية كبيرة على خيار أزعور الذي لن يستمر طويلاً وستبدأ الكتل بالتخلي عنه بشكل تدريجي.في المقابل، وصفت مصادر سياسية في الفريق المؤيد لفرنجية مشهد الجلسة بالجيد، مشيرة لـ»البناء» الى أن «فرنجية خرج منتصراً من المعركة في كل المعايير، فهو نال 51 صوتاً رغم كل التقاطعات والحملات الإعلامية والسياسية والضغوط، ونال 12 صوتاً مسيحياً و12 صوتاً سنياً وكل النواب الشيعة الـ 27 ويمكنه استقطاب 20 صوتاً آخرين في لحظة إقليمية – دولية طالما أن كتلاً عدة ستعيد النظر في خياراتها وقد تنتقل الى خندق فرنجية، أما أزعور فوصل الى السقف الأعلى وسيتشتت فريق التقاطع عليه»، موضحة أن «ترشيح أزعور كان يهدف لإسقاط فرنجية فقط لكن لم يؤد وظيفته».
وكشفت مصادر «البناء» أن الرئيس بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس وقد يطول أمد الفراغ لوقت طويل، مرجّحة أن يمرّ الصيف بلا رئيس. كما أن قنوات التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر ستفعّل خلال الأسبوع المقبل للحوار مجدداً على الملف الرئاسي. وأكد هذه المعلومات مصدر نيابي في التيار الوطني الحر.

وذكرت «اللواء» ان نواب التغيير وبعض المستقلين بصدد اعادة تقييم الوضع في ضوء اختلاف المواقف بينهم حول اي مرشح يؤيدون في الجلسة المقبلة متى عقدت، ولكن بدا ان لا شيء قريب لديهم بإنتظار نتائج المساعي الجارية خارج لبنان.وتردد ان بعض التغييريين قد يسحب دعمه لأزعور.

وكتبت” الديار”: لفتت مصادر نيابية داعمة لفرنجية الى ان هذه المبالغة مثيرة «للسخرية»، خصوصا احتساب الاصوات الـ 77 لازعور، واصفة الامر بانه «سرقة» موصوفة. واشارت في هذا السياق، الى ان داعمي فرنجية لم يدعوا بالامس انه فاز في الانتخابات لكنه ثبت نفسه كرقم صعب، فيما فشل معارضوه في تامين رقم يمكن من خلاله احراج الطرف الآخر. اما حالة «الانكار» ودفن «الرؤوس في الرمال» فهي لن تجدي ولا مفر من الحوار دون شروط.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى