قراءة لما بعد جلسة عرض العضلات!
ويخوض فريقيْ المواجهة غمار المعركة الإنتخابية، ويعلمون سابقاً، أن ساعة الحسم لم تدق بعد، وأن ليس بإمكان أحدهما أن يؤمن الأصوات المطلوبة لفوز مرشحه بالرئاسة الأولى.
Advertisement
ورغم إدراك كل الأطراف السياسية أن جلسة اليوم ستقتصر على «حفلة عرض عضلات» كل فريق، عبر تعداد الأصوات التي سينالها كل مرشح. إلا أن أهميتها تكمن بأن مفعول تداعياتها من المفترض أن ينتهي مع إنتهاء الجلسة وإنصراف النواب ، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة في السباق الرئاسي، المفتوح على العديد من المفاجآت.
ما بعد الأربعاء ليس مثل ما قبله. لأن أجواء تفاهمات خارجية مرشحة للوصول إلي الفضاء السياسي اللبناني، ومن شأنها أن تُحدث «إختراق ما» في جدار الأزمة المتفاقمة، بسبب الإنقسامات العمودية المدمّرة، والتي أخذت طابعاً طائفياً ومذهبياً في الأيام الأخيرة، وأطلقت العنان لسفاهات التعليقات المحمومة على وسائل التواصل الإجتماعي.
جلسة اليوم ستكرّس العجز اللبناني الداخلي على إنهاء الشغور الرئاسي، ووضع البلد على سكة الإنقاذ، عبر سلطة جديدة تحظى بثقة الدول المعنية بتقديم الدعم للبلد المنكوب، وتكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات البنيوية الأساسية، لإخراج الدولة من دوامة الإنهيار والتلاشي التي تتخبط فيها.
ومقابل الإنسداد الداخلي في مسار الوضع اللبناني المتدهور، ثمة ديناميكية خارجية ناشطة بين عواصم اللقاء الخماسي، لبحث سبل التوصل إلى إنتخاب رئيس لبلد الأرز، يكون بمثابة فاتحة عهد جديد يطوي صفحات التردي والضياع، ويستعيد وحدة اللبنانيين حول السلطة الشرعية والدولة، التي تبقى الملاذ الأخير لكل اللبنانيين، على إختلاف طوائفهم ومناطقهم، ومهما بلغت خلافاتهم.
الموفد الفرنسي الجديد جان إيف لودريان سيأتي إلى لبنان ليلملم جراح جلسة اليوم، ويُمهّد لحوار بين اللبنانيين وفك طلاسيم المقاطعة الراهنة بين القيادات الحزبية والسياسية، وشق طريق التوافق حول الرئيس العتيد.
والإتصالات بين عواصم اللقاء الخماسي لم تهدأ، وإحتمال العودة إلى الإجتماعات الخماسية وارد في أية لحظة، شرط أن يكون الوضع اللبناني أصبح ناضجاً لتحقيق تسوية تُنتج رئيساً، تكون كل الأطراف فيها «رابحة»،بعيداً عن حسابات الربح والخسارة، ولا يكون فيها فريق منتصر وآخر منهزم.
فهل تتجاوب أطراف الداخل مع مساعي الحل الآتي من الخارج؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook