آخر الأخبارأخبار محلية

منازلة ساحة النجمة اليوم: خيارات جديدة لاختيار رئيس أو شغور طويل

تشهد ساحة النجمة اليوم محطة اساسية من الاستحقاق الرئاسي ، وفي نهاية الدورة الأولى من الجلسة الـ12 ستتظهّر توازنات تفضي الى فتح خيارات جديدة لاختيار رئيس، أو إغلاقها على شغور طويل.
وبدا المشهد السياسي امس اشبه باستنفار غير مسبوق على مستوى القيادات الحزبية والكتل النيابية بما يعكس بلوغ الاحتدام والاحتقان ومناخ المبارزة سقوفا غير مسبوقة عشية انعقاد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم.

وكتبت” النهار”: استوقف المراقبين والبعثات الديبلوماسية المتوثبة لمتابعة مجريات الجلسة وما اذا كان يمكن ان تشهد مفاجأة مدوية هي واقعيا مستبعدة استبعادا كاملا، ان الساعات الأخيرة شهدت ما يمكن وصفه بالفرز الأكبر والاوسع للكتل والنواب منذ بدء الازمة الرئاسية، وهو فرز اتاحه وفرضه الاصطفاف الأكبر غير المسبوق حول المرشحين الحصريين رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس دائرة الشرق الأوسط واسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد ازعور. ذلك انه لولا كتلة نيابية محدودة “رمادية” او محايدة متفرقة الاتجاهات ظلت أصوات نوابها بلا حسم، لكان الفرز بين فرنجية وازعور طاول جميع النواب بلا استثناء، الامر الذي حمل دلالات قوية للغاية حيال حدة معركة يسلم الجميع بانها لن تنهي ازمة الفراغ، بل قد تفتح مسالك اشد تعقيدا في الازمة ولكن ما سيحصل اليوم سيكون بمثابة حسم معنوي وسياسي بالنقاط من خلال عدد الأصوات التي سيحصدها كل من المرشحين.
وقبيل ساعات من انعقاد الجلسة لم يعد ثمة شك استنادا الى اكتمال معظم الرصد لمواقف الكتل والنواب في ان البوانتاجات أعطت ازعور ارجحية مثبتة على فرنجية، ولو ان الجزم النهائي بالاعداد ظل صعبا لعدم القدرة على اثبات الوجهة النهائية لتصويت كتلة المترددين وغير المؤيدين للمرشحين فرنجية وازعور من جهة، كما لبقاء هامش غير قليل امام احتمال “تفلت” نواب من التزام التصويت لازعور ومنهم تحديدا “الخمسة المتمردين” او اكثر ربما داخل “تكتل لبنان القوي” الذين وجه اليهم رئيسه النائب جبران باسيل مساء امس تحذيرا واضحا حيال ضرورة التزام قرار قيادة “التيار الوطني الحر” والا اتخذت بحقهم الإجراءات اللازمة. ودارت الترجيحات الغالبة مساء على ارجحية ان يتجاوز عدد المصوتين لازعور 60 صوتا ( ذهب بعض مؤيديه الى توقع 63 ) في مقابل 45 الى 48 صوتا لفرنجية. وسواء تطابقت هذه الترجيحات مع عملية التصويت ام حصلت فروقات ملحوظة عنها فالثابت ان تقدم ازعور سيسجله المرشح الأول المتقدم بمثابة “رئيس بالنقاط” غدا في الدورة الأولى التي لن تليها دورة ثانية من شأنها ان تحمله او تحمل فرنجية في حال انقلاب الأمور، الى الرئاسة الأولى، علما ان ما بعد نتائج هذه الجلسة سيكون ثمة ميزان قوى نيابي جديد من شأنه ان يترك تداعيات ثقيلة على الفريق الداعم لفرنجية الا اذا كان هذا الفريق نجح في توفير مفاجأة في تقليص الفارق في الأصوات بين فرنجية ومنافسه .

وكتبت” الاخبار” : باتَ في حكم المؤكد أن الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب اليوم، لن تكون أفضل من سابقاتها التي أخفقت في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والمؤكّد أيضاً أن المرشح جهاد أزعور الذي تقاطعت عليه قوى المعارضة مع «التيار الوطني الحر» سيسلك خطى سلفه النائب ميشال معوض، لكن بوتيرة أسرع. لن يحظى أزعور بدورة ثانية وثالثة ورابعة لخوض «معركته»، فهو ورقة «الليخا» الصالحة للاستخدام مرة واحدة لتخريب الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. اليوم ينتهي ترشيح أزعور بعد أن قبِل بأن يكون أداة في لعبة أحجام. علماً أن داعميه يفترضون أن حصوله على 10 أو 15 صوتاً إضافية على فرنجية، سيجبر الطرف الآخر على الذهاب إلى التفاوض على خيار ثالث.
اتصالات الساعات الماضية اثمرت اقناع غالبية التغييريين بالتصويت لمصلحة ازعور ما يؤكد انه سيحصل على اكثر من 65 صوتا. وفي خلفية هذا الفريق، خصوصاً القوات وفريق 14 اذار ان المرشح يكون قد فاز ولا حاجة الى دورة ثانية، استناداً الى دراسة قانونية اعدها المحافظ السابق زياد شبيب واخرى للقاضي المستقيل بيتر جرمانوس. علماً أن امراً كهذا بمثابة اعلان حرب، ويصعب أن يسير به داعمون لأزعور، خصوصاً التيار الوطني الحر، وربما الحزب التقدمي الاشتراكي.
وكانَ واضحاً في اليومين الماضيين أن كل الأطراف الداخلية والخارجية تنتظر جلسة اليوم للبناء على نتائجها، ومن ثم العودة إلى استئناف النشاط خارج المؤسسات. وباستثناء الحراك الذي قامت به السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو على المسؤولين لوضعهم في أجواء المهمة التي سيباشرها وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان بعد انتهاء الجلسة، أتى بيان الخارجية الفرنسية، ليؤكد على دعوة فرنسا «إلى أخذ الجلسة على محمل الجد واغتنام الفرصة». لكن، في المقابل، لوحِظ استمرار غياب سفراء الدول المعنية بالملف الرئاسي عن السمع، ونقلت مصادر على صلة بهم أنهم «ابتعدوا عن التواصل مع القوى الداخلية قبل الجلسة بانتظار ما سيحصل».
وحتى ساعات قليلة قبل موعد الجلسة، استمرت عملية جمع الأصوات التي ضمنت لفرنجية، نحو 46 صوتاً، مقابل 60 لأزعور الذي يعمل فريقه على استقطاب يرفع العدد إلى 65.لكن هذه الأرقام ليست ثابتة وقد تخضع لمتغيّرات ومفاجآت تحصل داخل الجلسة التي ستتحكّم بها أصوات «الكتلة البيضاء» أو كتلة «الخيار الثالث»، وهاتان الكتلتان لم يتوقف أعضاء فيهما عن إقناع زملاء لهم بعدم الاصطفاف في أي موقع، خصوصاً بعدَ أن «سقط» بعض التغييريين والمستقلين في فخ الأحزاب والتيارات المعارضة التي ستستثمر أصواتهم في معركة الرئاسة مع الفريق الآخر لدعم موقعها التفاوضي ليسَ إلا، ومن ثم تعود إلى عقد تسوية سيكون هؤلاء حتماً خارجها.
أما بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، فقد علمت «الأخبار» أن نوابه المعترضين على ترشيح أزعور عقدوا اجتماعاً أمس للبحث في خيارات التصويت، لكنهم حرصوا على التكتم حول موقفهم، خصوصاً بعد التهديد المباشر الذي وجّهه إليهم رئيس التيار النائب جبران باسيل بقوله إن «عدم الالتزام بقرار التيار سيرتّب بعض الإجراءات». وكان باسيل قال إن ثنائي الحركة والحزب يعمل على تحريض نواب داخل التيار على التمرد، داعياً إلى «عدم التدخل في الشؤون التنظيمية للتيار». ودافع باسيل عن نفسه قائلاً: «مع قوى المواجهة قرّرنا أنّ نكون على علاقة جيّدة، من دون تحالف، لأنّنا نتّفق معهم على كثير من الأمور السيادية والإصلاحية، ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد أبداً أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله»، ودعا باسيل إلى الحوار قبل وأثناء وبعد الجلسة من أجل الوصول إلى رئيس توافقي لا يكون مفروضاً لا على المسيحيين ولا على الآخرين.

وكتبت” نداء الوطن”: قبل ساعات من عودة النواب إلى البرلمان للمشاركة في الجلسة، تشير التقديرات إلى أنّ الفارق بين المرشحَين قد يبلغ عشرة أصوات، حيث من المرجح أن يلامس أزعور عتبة الـ60 صوتاً، فيما يعمل “الثنائي” على تأمين ما يصل الى عتبة الـ51 صوتاً لفرنجية. وفي الوقت نفسه، يفترض أن تلعب الأوراق البيضاء، أو ما يعادلها، دوراً جدياً في تقليص الفارق بين المرشحَين.ووفق المتابعين فقد مارس “الثنائي” ضغوطاً كبيرة على نواب متردّدين أو مستقلين للحؤول دون تصويتهم لصالح أزعور، وقد أقنعوا قسماً منهم بوضع ورقة بيضاء في الصندوقة من باب تقليص الفارق. وقد أكد المتابعون أنّ انعدام التدخل الخارجي، وتحديداً من جانب المملكة السعودية، ترك اللعبة الداخلية تأخذ مجراها، الأمر الذي قد يؤدي استطراداً إلى تسرّب بعض أصوات النواب السنّة لمصلحة فرنجية.وظهر حجم تدخل “الثنائي” جلياً عندما طالب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل “الثنائي” امس علناً بـ”وقف التدخّل في شؤون “التيار” الداخلية وتحريض عدد من المسؤولين والنواب في “التيار” على خيارات مختلفة”، واصفاً هذا الأمر بأنّه “منافٍ للأخلاق”.وعلمت “نداء الوطن” ان سبب تمرير باسيل هذه الدعوة هو تكليف “حزب الله” مسؤولاً رفيعاً يمثل أمينه العام شخصياً للتنسيق والمتابعة مع النواب والقيادات في “التيار” المعترضين على موقف باسيل الرئاسي.وليلاً، عُلم من مصادر “التيار” ان “اجواء تصالحية” سادت العلاقات بين باسيل والنواب: آلان عون، ابراهيم كنعان، سيمون ابي رميا واسعد درغام، ما أدى الى التزامهم الاقتراع لأزعور في جلسة اليوم، “انطلاقاً من حرصهم على وحدة “التيار” وانسجاماً مع الاجماع المسيحي، مع تسجيلهم تحفظات على السياسات المالية التي ساهم فيها أزعور”. أما بالنسبة للياس بو صعب نائب رئيس مجلس النواب وعضو تكتل “التيار” فهو في مكان مختلف عن النواب الاربعة، في حين ان نواب الارمن سيصوتون لفرنجية، وكذلك النائب محمد يحيى وجميعهم اعضاء في تكتل “التيار”. وكان لافتاً امس إعلان النائبتين بولا يعقوبيان ونجاة صليبا تأييد أزعور، وتبعهما في ذلك لاحقاً ابراهيم منيمنة، ما يرفع عدد النواب “التغييريين” المعلنين التصويت لأزعور الى ستة.
وكتبت” اللواء”: حين تتحدث المعطيات الرقمية عن ان المرشح ازعور ينطلق من قاعدة رقمية لا تقل عن 57 نائباً، ينطلق فرنجية من قاعدة رقمية لا تقل عن 45 نائباً، اي بفارق 13 صوتاً، ما لم تأتِ المتغيرات، خاصة لجهة تصويت النواب الرماديين لهذه الجهة او تلك او الاكتفاء بالورقة البيضاء بين 25 و20 نائباً.
وكتبت” البناء”: لا أحد يستطيع التنبؤ بتفاصيل التصويت الدقيق اليوم، حيث النواة الصلبة للمرشحين هي الواضحة فقط، بانتظار أن تتضح أحجام نهائية للكتلة الثالثة، التي لن تصوّت لأي من المرشحين، وهي تضم حتى الآن سبعة من نواب التغيير وعشرة نواب مستقلين ونائبي صيدا وجزين أسامة سعد وشربل مسعد، وثلاثة نواب آخرين، بانتظار كيف سيحسم التصويت بين نواب التيار الوطني الحر، وفرضية انضمام خمسة نواب منهم إلى الكتلة الثالثة.لن تنتهي جلسة انتخاب الرئيس اليوم الا إلى تعداد أصوات المرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور، لتتجه الانظار الى الأوراق البيضاء أو إلى تسمية لبنان الجديد التي سيضعها بعض النواب في صندوق الاقتراع، ليبدأ العد العكسي يوم الخميس وسط معلومات تتحدّث عن حراك سيبدأه مرشح من جبل لبنان لا يزال يعمل بصمت حول الملف الرئاسي مع قوى الداخل والخارج.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى