آخر الأخبارأخبار محلية

شيخ العقل: لبنان أحوج ما يكون إلى قيادة وطنية حكيمة

 اكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى انه “مهما كانت التحدّيات الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية كبيرة وعديدة فإننا نستمر ونبقى، ونواجهها بثباتنا على الإيمان والقيم وتمسّكنا بأرضنا وصمودنا في الوطن”.

‎كلام أبي المنى جاء خلال زيارته بلدة بشامون، حيث حلّ ضيفاً في دارة آل حسان وبرفقته وفد من المشايخ وأعضاء في المجلس المذهبي بينهم رئيس اللجنة الثقافية الشيخ عماد فرج، بحضور الشيخ أبو فارس مروان فياض والشيخ أبو سلمان سامي العيد ورئيس مؤسسة “العرفان” التوحيدية الشيخ نزيه رافع وقاضي المذهب الشيخ نزيه ابو ابراهيم والشيخ أبو يحيى سليم عبد الخالق والدكتور عمر غنام، وكان في استقبالهم جهاد وعصمت حسان ووجوه اجتماعية ودينية من بلدة بشامون.

‎وبعد كلمتي ترحيب وتنويه من جهاد حسان وكلمة وقصيدة من الشاعر عصمت حسان، ألقى شيخ العقل كلمة شكر قال فيها:

‎”الأخ جهاد، الأخ عصمت، العائلة الكريمة. ‎عندما نأتي إلى بشامون ونرى هذه الوجوه الطيّبة من المشايخ ومن الأصدقاء ومن العائلة الكريمة، نستذكر مسيرة من المحبة والأخوّة والعلاقة والصداقة بيننا وبينكم، هي مسيرة ابتدأت بالنسبة لي في العام 1980 وكنت في بداية العشرينات من عمري، كنت أتلمس طريقي إلى الحياة، وكانت العرفان هي الميدان، ميدان العطاء في التربية والثقافة والتواصل الاجتماعي. زرنا الإمارات آنذاك ورحبتم بنا أجمل ترحيب ولا زالت تلك الصورة في ذاكرتي، تيّقنت من كرمكم ومحبتكم بأن هذه الطائفة بخير، طالما أن فيها رجالاً أمثالكم، وطالما أن التكامل موجود بين  الموحّدين بني معروف بزعامتهم وبعمامتهم”.

اضاف: “ان الزعامة والعمامة أساسيتان في احتضان هذه الطائفة والسير بها الى برّ الأمان، في وطن أحوج ما يكون فيه إلى قيادة حكيمة تتكامل مع العمامة الموحِّدة، لأنه مهما كانت المرتبة الوطنية عالية والحضور الوطني قوي إذا لم يُحصن بالتوحيد وبالإرث التوحيدي فهو في مهبّ الريح بوجود رياح السياسة المتقلبة العاتية، لذلك نقول ان دعائم وجودنا الأساسية بالتوحيد والأخلاق الى جانب الحضور الوطني، ركائز ثلاث نتكلم عنها دائماً: الفرض والعرض والأرض”.

وتابع: “‎الفرض هو الإيمان والتوحيد والعقيدة المجبولة في داخل طبيعة الإنسان الموحّد المؤمن الواثق، والثانية، ركيزة الأخلاق والقيم المتمثلة بالعرض أي بالحفاظ على الشرف وعلى القيم الأخلاقية والتي بدونها يتزعزع المجتمع، اما الثالثة فالتعلُّق بالأرض أي بالوطن والحضور الوطني والتجذُّر والتمسك بالارض، فهذه الركائز ما زالت تثّبت وجودنا وحضورنا منذ أكثر من 1000 سنة”.

‎وقال: “نحن في هذه البلاد محافظون على وجودنا فيها، بالتكامل والتعاون والتكاتف، وفي حمل هذا الإرث الطيب من جيل إلى جيل كي نستمر ونبقى مهما كانت التحدّيات كبيرة وكثيرة، منها الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها. كل هذه التحدّيات يمكن أن تهزّ المجتمع وتقضي على الوجود، لولا ثباتنا على الإيمان والقيم وفي أرض الوطن، فإن شاء الله نواجه التحديات ونبقى صامدين مع شركائنا في الوطنية والعيش الواحد”.

اضاف: “أدامكم الله، بهذا اللقاء فإنما تكرّسون هذه الثوابت وانتم متجذّرون بها في بشامون، بشامون بلدة الاستقلال وفي محبتكم لأهل التوحيد والمشايخ، متجذّرون في الإيمان وفي الأخلاق والقيم، لأنكم تحملون هذه الأخلاق وهذه القيم. لذلك أشكركم من كل قلبي باسم أخواني جميعاً على هذا اللقاء الطيّب. ونأمل أن نفكر معاً في كيف  ننمّي مؤسساتنا وننمّي مجتمعنا تنمية فعلية عملية وكيف نحافظ على قيمنا وتوحيدنا ووطننا، وكل هذا الأمر  يحتاج الى مؤسسات والى تنظيم وخطط، لأن الزمن الحاضر يحتاج الى الفكر والعلم والتنظيم، يحتاج الى المؤسسات”.

وختم: “تطلعاتنا كبيرة نحن والقيادة والأخوة الخيّرون لكي نستثمر ما لدينا من قدرات إن كان في الأوقاف أو كان على صعيد المنطقة ككل يجب أن نستثمر قدراتنا، لكي نواجه المستقبل ونوفّر لأبنائنا عيشة كريمة بعون الله سبحانه وتعالى، بدعاء مشايخنا إن شاء الله أن تبقى هذه الوحدة موجودة وهذه النظرة والرؤية صائبة”. 

‎بعد ذلك، زار شيخ العقل والحضور “بيت الاستقلال” في بشامون، الذي شُكِّلت فيه حكومة الاستقلال عام 1943 والذي رمّمه جهاد حسان وأخوته منذ سنوات. وأثنى ابي المنى على “المبادرة التي ساهمت في حفظ التراث الوطني وأكّدت على دور الجبل في الدفاع عن الوطن، قائلا: “ان من لا تاريخ له لا مستقبل له، فحفظ التاريخ أمانة يجب أن تنقل للأجيال لكي يتمسكوا أكثر وأكثر بهويتهم الوطنية والجهادية التي بُذلت لأجلها الدماء ويحافظوا عليها ويحفظوها من التلف والضياع، وهذا ما قام به الأخوة حسان الكرام”.

‎كما كانت جولة تخللتها زيارة مزاري المرحومين الشيخ أبو يوسف حسين بو طريّة والشيخ أبو فريد رشيد العيد ولقاء مع الشيخ نعيم حسن في منزل صهره الشيخ ايهاب مسعود.

وانتقل شيخ العقل والمشايخ بعدها إلى بلدة بيصور حيث زاروا الشيخ أبو نبيل أديب ملاعب، بحضور جمع من مشايخ العائلة، ثم زار مستشفى الايمان في عاليه حيث عاد الشيخ أبو فؤاد أديب زيدان.

‎وكان ابي المنى استقبل في دار الطائفة ببيروت اليوم، رجل الاعمال الشيخ وليد الرسامني وجرى البحث بعدد من المواضيع، كما عقد سلسلة اجتماعات ادارية.

واستقبل في منزله في شانيه، الدكتور سهيل مطر وجواد مطر، ثم الفنانين عساف عساف ومنصور عساف ورئيس بلدية الورهانية سمير غانم الذين وجّهوا له دعوة للمشاركة في اطلاق متحف محترف عساف.

إلى ذلك، استقبل ابي المنى والى جانبه مشايخ بلدة شانيه مساء الجمعة في منزله وفي مزار الشيخ أبو حسين شبلي أبي المنى جمعاً من المشايخ، لإحياء اللقاء الديني الشهري، تقدّمهم المشايخ: أبو صالح محمد العنداري وأبو علي سليمان أبو ذياب وأبو زين الدين حسن غنام وأبو فايز أمين مكارم وأبو مسعود هاني جابر شهيب وأبو جمال فندي شجاع وابو حسن عادل النمر وماجد ابو سعد وابو هلال ماجد سري الدين وحشد من مشايخ الشوف والمتن وعاليه.

من جهة ثانية، اوفد شيخ العقل رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ عماد فرج لتمثيله في حفل افتتاح “بيت الضيعة” في بلدة الفرديس – حاصبيا، وكان للشيخ فرج كلمة بالمناسبة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى