باسيل يطوي اتفاق مار مخايل .. والدور السنّي الى الواجهة ؟!
كتبت المحامية ميرفت ملحم: في تغريدة متوقعة في شكلها وغير بريئة في مضمونها مستغلا ذكرى 13 حزيران ” ذكرى مجزرة اهدن” ارسل جبران باسيل رسائل من نار الى كل من تسّول له نفسه الذهاب أبعد من التهديد تجاهه، خصماً كان او حليفا، محذراً ومخوفاً من شركاء يشكلون خطراً عليهم في حال لم يتعلموا مما فعلوه او فعله غيرهم في الماضي، عارضاً على سليمان فرنجية في آن سمكاً في الماء حافظا خط الرجعة وفق توقيت خطوط طهران -الرياض، طهران – واشنطن.
منطق التخويف والتشكيك بالآخر، واستصراخ حماسة “الوجود المسيحي” أسلوب بالٍ لم يقلع عنه باسيل للوصول الى مبتغاه. الا انه وإن افلح به في الماضي بغطاء من حزب الله لكن اليوم أصبح ظهره مكشوفا. والاستحقاق الرئاسي بات نقطة التحول المفصلية في العلاقة بينه وبين الحزب مع ما سبقها وما رافقها من تصريحات لمناصرين في “التيار الوطني الحر” وحزب الله اقل ما يقال فيها انها كشفت عمق الخلاف الذي لا يمكن ترقيعه بتصريح من هنا ومجاملة من هناك.
اذا ابرز ما سيسجله تاريخ 14 حزيران موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهروية الـ 12 ، هو طي اتفاق مار مخايل 2006 حيث لن يشفع عدم التزام بعض نواب “تكتل لبنان القوي” او حتى نواب “التيار الوطني الحر” بالتصويت لجهاد ازعور، مع العلم بأن اظهار خروج بعض نواب “التيار” عن قرار الالتزام ربما يكون مقصودا ومباركا لا سيما وان المتعارف عليه ان من يخالف قرار “التيار” يواجه بالفصل . كما ان دخول “التيار” الى المجلس النيابي بموقف غير متماسك من شأنه ان يجعله في وضع ضعف وهذا بالطبع لا يمكن حصوله الا اذا كان محسوبا ولغايات.
بالطبع ليس “التيار الوطني الحر” رجله وحدها في الفلق”، فالضياع الحاصل ايضاً لدى “قوى التغيير” كشف ان هذه الطينة هي من نفس عجينة قوى السلطة – اذا صح التعبير- وان العلة في البدن ككل، لا فرق بين حديثي النعمة السياسية وقدماء الحرب من الساسة. بالمقابل فان القوى المؤيدة لجهاد ازعور ستسجل لنفسها عمرا جديدا بعيداً عن العقوبات امام الخارج بحضورها جلسة الانتخاب والتصويت على مرشح جديد وبان التعطيل هو في ملعب الفريق الآخر حليف ايران والنظام السوري، الا انه في الحقيقة فان هذا العمر لن يكون طويلاً.ولكن ماذا عن الخارج؟!
ما يمكن استشرافه في قراءة للمشهد الخارجي، ان السعودية ماضية في انفتاحها على ايران والصين وروسيا ومؤخرا على بعض دول اميركا اللاتينية وفي الجعبة سلة من التفاهمات الاولية على ملفات المنطقة ولبنان من ضمنها، حيث الاتفاق على ترك الطابة في الداخل وللداخل اللبناني ، فيما واشنطن تتقلب على نار حامية مرسلة في الايام المقبلة موفدا الى الرياض بطروحات من خارج صحن التفاوض الجاري نسجه في المنطقة والذي يبدو غير جاذبا للرياض .وفي المقلب الآخر محركات فرنسية قطرية تنتظر على حافة الطريق مسار 14 حزيران لاعادة محركاتها للدوران على خط الرئاسة اللبنانية ومروحة الاسماء لم تنته بعد للرئاسة، كما ان الدور السعودي لن يبقى كما هو على خط هذا الملف. ولكن الى حينه يمكن القول ان اخطر ما في مشهد اليوم هو الانقسام المسيحي -الشيعي الذي لا يمكن ادراك منتهاه في حال استمرار التعنت. من هنا العين مجددا على الدور السنّي الوطني ومن وراءه في كسر هذا الاصطفاف. فهل سيكون المنقذ ام سيدفع ثمن الانقسام مجددا ؟!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook