أخبار محلية

نقيب الصيادلة: لجأت بعض الصيدليات الى الإقفال أو الاضرابات كنوع من الضغط لحل الازمة

نقيب الصيادلة: لجأت بعض الصيدليات الى الإقفال أو الاضرابات كنوع من الضغط لحل الازمة

 كشف نقيب الصيادلة غسان الأمين عن أسباب أزمة الصيدليات والدواء في حديث له.
يقول الأمين: “بلدنا غير مصنّع للدواء والفاتورة الدوائية عندنا تبلغ مليار و600 مليون دولار، والأدوية “الجينيرك” اي المصنعة صناعة كاملة في لبنان لا تتعدى نسبة الـ7% من الفاتورة، وبالتالي الأدوية المصنّعة لا يمكن أن تحلّ مكان غياب 93% من الفاتورة الدوائية خصوصاً انه حتى المواد الخام المستعملة في الأدوية المصنّعة محلياً نستوردها من الخارج ويدعمها مصرف لبنان”.
ولفت الأمين الى ان 93% من الفاتورة الدوائية تعتمد على دعم مصرف لبنان كي يبقى سعرها على 1515 ليرة والـ7% من الأدوية التي تصنّع صناعة كاملة تعتمد على المواد الخام التي تأتي من الخارج، اذاً فان مصرف لبنان يلعب دوراً اساسياً في هذا الموضوع وعلى الحكومة اللبنانية ان تدعم الأدوية كلها المستوردة والمواد الروماتيريال الخام كي يبقى سعرها على الـ1515 من مصرف لبنان وهذا الدعم كان يساوي تقريباً مليار دولار في السنة.
واستطرد الأمين قائلاً: “الدعم على الدواء كان يسير على ما يرام الى أن وجد مصرف لبنان ان مبالغ المليار دولار لم تعد تكفي واصبح هناك أزمة بالرغم من أن المليار دولار يكفي الاستهلاك في لبنان وفي العام 2019 لم يكن هناك أزمة وكنا نستورد المليار دولار دعم ويؤمنون نفس الاستيراد في 2019 وتبيّن في الـ2020 ان الاستيراد تضاعف اي ان الطلب على الدواء ازداد ويعود هذا الامر الى عاملين: أولهما أن المواطنين باشروا بتخزين الأدوية في المنازل بكميات هائلة خاصة أدوية الأمراض المزمنة وثانيهما التهريب الى خارج البلد للأدوية، ولاحظ عندها مصرف لبنان انه يجب ان يدفع أكثر من مليار وبات يدعم بمعدل مليار في السنة وكأنه ليس هناك لا تهريب ولا تخزين والتوقف أدى الى شحّ بالأدوية الذي أسفر عن هلع أكبر مما أدى الى تخزين أكثر للأدوية وأصبح المواطن يعاني من قلة الثقة لذلك لجأ الى تخزين الأدوية وعندما شحّ الدعم هرع المهربون الى لملمة الأدوية من هنا وهناك لتخزينها ومن ثم تهريبها وهذا ما فاقم الأزمة أكثر فأكثر”.
ورأى الأمين أن “الأزمة استفحلت بشكل هائل لأن مصرف لبنان أصدر قراراً بامتناعه عن دعم الدواء الا بفاتورة مسبقة وموافقة قبل ان يستوردها المستورد وذلك يتطلب ثلاثة الى اربعة أشهر وهذا ما سيعمّق الأزمة أكثر وسيؤدي الى نقص في الدواء ويصبح بذلك مصرف لبنان متحكماً بنوعية الأدوية وبكمياتها وبتوقيت وصولها الى لبنان ويصبح هنالك ترشيد من المصرف للاستيراد وهذا يحدث للأدوية الأهمّ والأدوية غير المهمة لن يوافق عليها الا بكميات محدودة وبالتالي سنشهد انقطاعاً لها في السوق”.
ولفت الأمين الى انه “تقدم لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بخطة لترشيد الدعم منذ سبعة أشهر ولكنه للأسف لم يوافق عليها لأنه خشي من ردات فعل الناس لانه في الخطة أدوية الأمراض الحادة التي يستعملها المريض مرة في السنة وادوية الـ OTC التي لا تحتاج الي وصفة الطبيب سيزيد سعرها، وفضل دياب الّا يتحمل هذه المسؤولية وبدأ بحشر مصرف لبنان والأخير يحشر دياب حتى وصلنا الى الأزمة التي نحن فيها ومصرف لبنان لم يستطع أيضاً تحمّل هذه المسؤولية وهذا القرار”.
وأضاف الأمين: “تقدّمت وزارة الصحة والنقابات المعنية والضمان الاجتماعي والجيش بخطة لترشيد الدعم الى اللجنة الوزارية ونحن نؤيد اعتمادها ونرى أنها الحلّ الأمثل والأنسب للمواطن بحيث انها تؤمن لائحة دعم الأمن الدوائي له، وان جزءاً من الأدوية قد يزيد سعرها التي ليس لها استعمال يومي وكنا استطعنا تسيير أمورنا، ولكن بهذه الطريقة واصرارنا على عدم رفع الدعم وقول مصرف لبنان ان ليس لديه أموالاً للدعم وصلنا الى مرحلة تخلو فيها الصيدليات من الدواء والمواطن لا يحصل على دوائه”.
وشدد الأمين على أن “الصيدليات تعيش معاناة كبيرة لأنه يتعذر عليها تسلّم الدواء بل تتسلم بالقطعة دواء السكري والكوليسترول من كل صنف… وهذا ما أدى الى تهافت الناس على الدواء وبالتالي الصيدلي يتعرض لضغط نفسي يصل في بعض الأوقات الى حدّ الاهانات والتعدي والترهيب كما يعاني من ضغط اقتصادي لأن مصاريف صيدليّته فاقت الانتاج فلجأت بعض الصيدليات الى الاقفال وبعضها الآخر لجأ الى الاضرابات كنوع من الضغط لحل الازمة، والحلّ يكمن اما بالسير في خطة ترشيد الدعم أو باجتماع ضروري وعاجل لكل المعنيين في هذا الملف مع رئيس حكومة تصريف الأعمال وحاكم مصرف لبنان وبمشاركة الوزارات المختصة لطرح المشكلة بأبعادها كافة وتهدئة الوضع والاتفاق على خطة تؤمن الأمن الدوائي للمواطن بقدر المستطاع الى أن يأتي الحل السياسي الذي ينتظره الجميع وهو تشكيل حكومة جديدة”.
وختم الأمين محذّراً من أنه اذا لم تتم معالجة الوضع القائم فاننا متجهون الى وضع أسوأ وأتخوّف من فقدان أدوية كثيرة من لبنان وسيحلّ مكانها أدوية مهربة ومزورة لا أحد يعرف من أين تأتي وسعرها زهيد وعلى حد قوله “هيدي مشكلة كبيرة كتير انشالله ما منوصلّا”!

للمزيد على facebook

اقرا ايضا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى