هل يؤدّي الفراغ الرئاسي الى مؤتمر تأسيسي؟
هذا التوازن يمنع بشكل او بآخر القوى المسيحية من إيصال مرشحها حتى لو امتلك اكثرية نيابية وازنة، لا يمتلكها حتى اللحظة، ويمنع في المقابل “حزب الله” من فرض قدراته داخل المجلس النيابي بما يمكّنه من إيصال فرنجية المدعوم برافعته السياسية الكبرى. وبالنتيجة، لن يتمكّن أي من القوى المسيحية ولا “حزب الله” وفريق 8 آذار من إيصال رئيس للجمهورية خصوصاً وأن الاميركيين يدعمون قوى المعارضة ويلعبون دوراً كبيراً في توحيد صفوفها، الامر الذي من شأنه أن يمنح هذه القوى القدرة على التعطيل واستقطاب نواب جدد او سواها من الوسائل المشروعة للتصدّي لطموح فرنجية بالرئاسة.
وبحسب مصادر سياسية مطّلعة، فإن كلّ هذه الاجواء المتشنّجة من شأنها أن تؤدي الى اطالة أمد الفراغ والدفع بالبلاد نحو نقطة المراوحة السلبية سيّما أن “حزب الله” قد يجد نفسه غير مستعجل للوصول الى تسوية رئاسية.
عدم استعجال “الحزب” يعود الى أمرين؛
الاول انه يرى أن المسار في المنطقة والعالم وحتى في الداخل اللبناني يعود عليه بالمكاسب، ويصبّ أيضاً في صالحه وصالح محوره السياسي، لذلك فهو بلا شكّ سيسعى للاستفادة من الوقت حتى تحقيق المكتسبات الملائمة. اما السبب الثاني فهو ان الفراغ يكمن في الموقع المسيحي الاول، وعليه فإنّ الضغوط الجدية ستكون على عاتق القوى المسيحية التي ستستعجل لإنهاء الفراغ.
وهنا ثمة سؤال أساسي يطرح في هذه المرحلة؛ ماذا لو قررت الولايات المتحدة الاميركية الذهاب نحو التصعيد ومضاعفة حجم الضغط على “حزب الله” من خلال اللعب في الملف النقدي بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان الحالي رياض سلامة؟ تقول المصادر نفسها أن “الحزب” قد يجد نفسه في هذه الحالة في مواجهة ضغوطات شعبية كبرى مع تفاقم الاوضاع المعيشية اكثر فأكثر. لكن، وبحسب المصادر، فإن لهذا التحدّي أضراره أيضاً على الفريق المحلّي المتحالف مع الولايات المتحدة الاميركية، إذ إنه سيؤدي الى انهيار كامل في المنظومة السياسية اللبنانية وتحلّل في مؤسسات الدولة وربما يدفع ذلك الى مؤتمر تأسيسي او سقوط النظام الحالي والذهاب نحو نظام جديد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook