تواصل إنقاذ ناجين في خيرسون المغمورة بالمياه وسط اتهامات متبادلة بين كييف وموسكو
تواصل طواقم الإغاثة في خيرسون مساعيها لإنقاذ أشخاص محاصرين في منطقة غمرتها مياه نهر دينبر وأجبرت الآلاف على النزوح. بالتزامن مع ذلك تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بقصف عمال إغاثة وأشخاص تم إجلاؤهم في المنطقة. وأكدت السلطات الأوكرانية أن 30 من الأحياء السكنية غرقت بالمياه، عشرة منها تقع في مناطق تسيطر عليها روسيا في الضفة الشرقية لنهر دنيبر. وقد زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي الخميس المنطقة والتقى بناجين في المستشفى وقال في تغريدة “أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين! أشكر كل من شارك في هذا العمل!”.
تُسابق طواقم الإغاثة الوقت لإنقاذ أشخاص محاصرين في منطقة غمرتها مياه نهر دنيبر التي أجبرت الآلاف على النزوح. فيما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات الخميس بقصف عمال إغاثة وأشخاص تم إجلاؤهم في منطقة خيرسون التي تشهد فيضانات، في حين أعلنت موسكو أن قواتها صدت هجوما أوكرانيا في محور آخر من خط الجبهة.
والثلاثاء تم تدمير سد كاخوفكا الواقع في منطقة تسيطر عليها القوات الروسية الثلاثاء، وبلغت المساحات التي غمرتها مياهه الخميس 600 كلم مربع.
وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي الخميس منطقة خيرسون التي تشهد فيضانات منذ الثلاثاء. وقد غمرت المياه عشرات القرى وأجزاء من العاصمة الإقليمية خيرسون.
وتضمنت تغريدة لزيلينسكي الذي زار ناجين في المستشفى “أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين! أشكر كل من شارك في هذا العمل!”.
بعيد الزيارة، أفادت كييف بضربة روسية استهدفت وسط خيرسون وأسفرت عن تسعة جرحى بينهم شرطي وموظفان في جهاز الطوارئ.
من جهتها أعلنت السلطات التي أرستها موسكو على الضفة الأخرى لنهر دنيبر والتي تسيطر عليها القوات الروسية، مقتل شخصين ممن تم إجلاؤهم في قصف أوكراني.
وبلغت حصيلة الضحايا الذين قضوا جراء الفيضانات ستة أشخاص. وأعلنت الإدارة المدعومة من موسكو في نوفا كاخوفكا، حيث يقع السد، على مواقع التواصل الاجتماعي، مصرع خمسة أشخاص ونقل 41 شخصا إلى المستشفيات.
بدورها أعلنت الشرطة الأوكرانية مصرع شخص في قرية تقع على ضفاف النهر في منطقة ميكولايف المجاورة التي تضررت أيضا جراء ارتفاع منسوب المياه.
وفي هذا السياق قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن واشنطن ستقدم على المدى الطويل مساعدات عسكرية لكييف “طالما تطلّب الأمر ذلك”، فيما أعلنت هولندا أنها بصدد إرسال قوارب إغاثة ومضخّات مياه.
معركة استمرت ساعتين
أعلنت روسيا الخميس صد هجوم للقوات الأوكرانية شارك فيه 1500 جندي في منطقة زابوريجيا الواقعة جنوبا، بعد معركة استمرت ساعتين.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو “اليوم عند الساعة 1,30 صباحا (22,30 ت غ) في منطقة زابوريجيا… جرت محاولة لاختراق دفاعاتنا”، مضيفا “أوقِف العدو وتراجع بعد خسائر فادحة”. وأشار إلى أن القوات الأوكرانية استخدمت في هجومها 150 عربة مدرعة.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن قواتهم باتت مستعدة لشن هجوم مضاد مرتقب، لكن لن يكون هناك إعلان رسمي لتوقيت انطلاقه.
في هذا السياق، أعلنت السويد الخميس أنها درّبت قوات أوكرانية على استخدام مدرّعات من نوع “سي في 90”. وأشارت إلى أنها زوّدت أوكرانيا 50 من هذه المدرّعات، مشدّدة على أن القوات التي تدرّبت عليها “جاهزة للجبهة”.
وأكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار أن روسيا تخوض “عمليات دفاعية” قرب بلدة أوريخيف في منطقة زابوريجيا.
وأعلنت الشركة المشغلة لسد كاخوفكا أن الخزان الذي أنشئ بواسطة السد في جنوب أوكرانيا لم يعد بإمكانه توفير مياه لتبريد مفاعلات محطة زابوريجيا النووية بعد انخفاض منسوب مياهه إلى “ما دون 12,7 مترا”.
يعني ذلك أن الخزان لم يعد قادرا على إمداد السكان وبات متعذّرا استخدام مياهه لتبريد مفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر من نوعها في أوروبا.
لكن الوكالة الذرية أعلنت مساء الخميس أن محطة زابوريجيا لا تزال تتلقى المياه من احتياطي سد كاخوفكا بهدف تبريد الوقود.
وأغلِقَت المفاعلات النووية الستة في المحطة لكنها لا تزال تتطلب تبريدا لتجنب كارثة نووية. بالتزامن مع ذلك طلبت أوكرانيا من أوروبا مضاعفة إمدادات الطاقة إلى اثنين غيغاواط.
دبلوماسيا، أبدت جنوب إفريقيا الخميس انفتاحها على استضافة محادثات روسية-أوكرانية، وذلك لدى استقبال الرئيس الروسي بعثة سلام إفريقية تسعى إلى وضع حد للنزاع.
والشهر الماضي أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا أن بوتين وزيلينسكي وافقا على استقبال الوفد المكوّن من ستة أعضاء سيزورون كييف وموسكو.
في منطقة خيرسون، قال مسعفون أوكرانيون إنهم يدخلون مناطق خاضعة لسيطرة الروس لإنقاذ مدنيين رغم المخاطر.
المنطقة هي مصب نهر دنيبر وفيها جزر عدة ومستنقعات، ما يعقد أحيانا تحديد موقع خط الجبهة بدقة.
وأكدت السلطات الأوكرانية أن 30 من الأحياء السكنية غرقت بالمياه، عشرة منها تقع في مناطق تسيطر عليها روسيا في الضفة الشرقية لنهر دنيبر. واستخدم عمال الإغاثة قوارب وعربات برمائية لمساعدة العالقين في مناطق غمرتها الفيضانات.
وقالت تيتيانا أوملشينكو (65 عاما) إنها انتظرت يومين قبل إجلائها من شقتها الكائنة في مبنى سكني، واضطرت إلى الخروج من نافذة محطمة للوصول إلى زورق إنقاذ. وشرحت “في المبنى حيث أقيم، بلغت المياه الطبقة الثالثة ولا يزال هناك أشخاص في الداخل”.
إبادة بيئية
في بروكسل حض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس أعضاء التكتل على تسريع وتيرة تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا بعد تدمير سد كاخوفكا. من جهتها شددت منظمة الصحة العالمية على خطورة الأوضاع.
وشدد المدير العام للمنظمة تيدراس أدهانوم غيبرييسوس على وجوب عدم التقليل من خطورة تداعيات تدمير السد على “إمدادات المياه وأنظمة الصرف الصحي وخدمات الصحة العامة في المنطقة”.
وقال إن المنظمة سارعت إلى مساعدة السلطات وطواقم الرعاية الصحية في “اتخاذ تدابير وقائية ضد الأمراض التي تنتقل بالمياه وتحسين مراقبة الأمراض”.
وتتهم أوكرانيا روسيا التي تسيطر قواتها على منطقة السد، بنسفِهِ بينما تتهم روسيا أوكرانيا بقصفه بالمدفعية.
والخميس رجحت شركة “أوكرهيدروينرجو” المشغلة لسد كاخوفكا أن يكون السد قد لُغِّم من الداخل.
وحذرت أجهزة الطوارئ من أن مياه الفيضانات جرفت ألغاما أرضية، ما يمثل خطرا على المدنيين.
من ناحيتها دقت الحكومة الأوكرانية ناقوس الخطر إزاء التداعيات على البيئة واعتبرتها “إبادة بيئية”.
وحذر الناشط في منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) في كييف دنيس تسوتساييف من أن بعض أصناف الحيوانات قد يحتاج إلى عقد من الزمن لتجاوز الكارثة والبعض قد لا يتجاوزها إطلاقا.
وبحسب أحدث المعلومات، “تسرب 500 طن على الأقل من زيت المحركات بسبب تدمير السد” وفق الناشط، ما يمثل تهديدا على الطيور والثدييات.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook