كرة أزعور في ملعب النواب المتردّدين
وجعل هذا التطور الانتخابي كتلة النواب المترددين، الذين يتقلص عددهم تدريجياً، أمام محك تأييد مرشح شبه الاجماع الوطني والذي تحوّل كرة ثلج تكبر حجماً يوماً بعد يوم حتى 14 حزيران الجاري موعد الجلسة الثانية عشرة لإنتخاب الرئيس العتيد. وترافق ذلك، مع تأكيد مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك امس أن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور “علّق عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي”.
ولم يكن هذا التطور معزولاً أيضاً عن تغيير نوعي في التعامل الفرنسي مع الملف الرئاسي، والذي أدى أخيراً الى تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، حيث سيواكب من بيروت إستحقاق 14 الجاري. ويعتبر تغيير الممثل الشخصي لماكرون بمثابة تغيير في سياسة باريس التي عملت لفترة طويلة على تبني خيار الممانعة الرئاسي أي فرنجية. وكل ذلك، ما كان ليتحقق لولا الموقف الحازم للفاتيكان القائل إن الكرسي الرسولي “لا يقبل ان يأتي رئيس للبنان معاد للشيعة، وفي الوقت نفسه لا يقبل ان يهزم مسيحيو هذا البلد”. وبات مؤكداً تقاطع الموقفين الفرنسي والفاتيكاني مع موقف واشنطن لجهة وجوب الذهاب بسرعة الى انتخاب رئيس توافقي.
وفي المعلومات، ان هناك متابعة دولية للبنان الذي يمر بـ”أيام خطرة” قبل الاربعاء المقبل، وسط تخوّف من “إنزلاقات خطرة” تطيح بالاستقرار الهش في لبنان، وهذا ما دفع بالرئيس ماكرون الى إيفاد مبعوثه لودريان على وجه السرعة الى بيروت والذي يرتقب وصوله بين يوم وآخر.
في المقابل، ما زالت أجواء “الثنائي” تروّج حتى الآن ان لا تغيير في موقف باريس، وكأن تعيين لودريان لا يعني شيئاً بالنسبة اليه. وفي الوقت نفسه، بدا نائب الامين العام لـ”ح زب الله” الشيخ نعيم قاسم في حالة تشاؤم” عندما صرّح امس ان “أفق المواجهة في انتخاب رئيس مسدود”. وفي واقع الحال، ظهر “الثنائي” امس أكثر من اي وقت مضى في حالة عزلة على المستوى الوطني كونه صمم على البقاء في مربع ترشيح فرنجية الخاسر حتماً.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook