حارب مع قوات غزت لبنان.. هكذا فقد مسؤول إسرائيلي شهيرٌ عينه اليُسرى!
ونشر الجيش الإسرائيلي مؤخراً تقريراً عن إصابة دايان، وفيه يصف الأخير بنفسه تفاصيل الحادثة التي جعلته يعيش بقية حياته بصفة لازمة مميزة تتمثل بوضع “غطاء أسود” صغير على عينه اليسرى لحجبها.
وتقول الرواية الإسرائيلية إن قائد منظمة “الهاغانا” موشي دايان ، كان طُلب منه في الأول من حزيران عام 1941 الانضمام على وحدة تعمل مع الجيش البريطاني، ومعها غادر إلى سوريا ضمن قوات بريطانيا التي غزت لبنان وسوريا في ذلك الوقت وقاتلت الفرنسيين الموالين لحكومة “فيشي” الخاضعة لسيطرة المانيا النازية.
كذلك، كُلّف دايان ووحدته العسكرية بمهمة للسيطرة على جسور استراتيجية في منطقة قريبة من منطقة إسكندرون شمال سوريا.
ويسرد المسؤول الإسرائيلي الشهير في الوثيقة التي رفعت السرية عنها قبل عدة سنوات، تفاصيل تلك المعركة في تقرير قدمه مباشرة بعد الحادثة أبدى فيه رغبته في مواصلة الخدمة مع القوات البريطانية.
ومضي موشي دايان لتنفيذ المهمة في 7 حزيران 1941، وكتب بهذا الشأن قائلاً: “في الساعة 01:00 وصلنا إلى جسر يقع على بعد حوالي نصف كيلومتر شمال إسكندرون، وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، كان هذا الجسر يخضع للحراسة، ولم نجد أي شخص يقوم بالمراقبة ما جعلنا نتنفس الصعداء.. وفي الساعة 04:00 قررنا السير على الأقدام إلى إسكندرون، من أجل مساعدة بقية القوات البريطانية”.
وحين وصلت هذه القوة إلى مبنى، كان من المفترض أن يستولوا عليه، وواجهت جنوداً فرنسيين بدأوا في إطلاق النار، وبادر موشي دايان حسب روايته إلى “إلقاء قنبلة باتجاه مصدر إطلاق النار”، ويضيف: “حينها، رأيت أن تلك اللحظة مناسبة للاستيلاء على المبنى وطلبت من الجنود إطلاق النار على نوافذ المبنى.. عندما انفجرت القنبلة اقتحمنا المبنى”. وخلال ذلك، قتل ضابط فرنسي وجندي سنغالي في الانفجار، فيما أصيب جنديان فرنسيان، ورفعا أيديهما علامة على الاستسلام.
عقب ذلك، انتقلوا إلى مبنى آخر، وفي الطريق أطلقت القوات الفرنسية النار عليهم، وهنا يقول دايان: “اضطررت أنا وضابط آخر إلى ترك الدراجة النارية التي أصيبت بالرصاص خلفنا والعودة إلى المبنى عبر الشاطئ، كما فعل الآخرون الذين توجهوا لتفقد بستان أشجار الفاكهة، وابلغوا أن قوة فرنسية قوية كانت عند سفح التل الجنوبي”.
وفي شهادته، يقول المسؤول الإسرائيلي إنه “في الوقت نفسه فتح الفرنسيون الذين كانوا هناك النار علينا”، ويضيف: “لقد وجهت البندقية الفرنسية التي كانت معي إليهم ونظرت في المنظار من أجل تحديد موقعهم بالضبط، في تلك اللحظة أصابت رصاصة أطلقوها، عيني وذراعي وفقدت قدرتي القتالية!”. وبعد بضع ساعات، وصل المزيد من القوات البريطانية وتراجع الفرنسيون تماماً.
التقرير الطبي أفاد بأن دايان “أصيب بجرح في الجانب الداخلي من عينه اليسرى نتيجة لاختراق رصاصة”، فيما يصف الدكتور ز. رابينوفيتش حالة دايان في وثيقة بقوله: “لم يكن هناك جرح خارجي. تمت إزالة الرصاصة قبل نقله إلى المستشفى. كان تجويف الجبهة منتفخا وكسرت عظام أنفه”.
وبحسب التقرير الطبي، بقي دايان في المستشفى لمدة أسبوع حتى 15 حزيران، وهو “سيبقى فاقداً للبصر في عينه اليسرى، ويحتاج إلى مداواة طويلة لكسور عظام أنفه، بالإضافة إلى أصابعه الثلاثة المصابة”.
على هامش هذه التفاصيل، يُروى أن موشي دايان وحين كان وزيراً للدفاع الإسرائيلي في 31 آب 1972، أرسل إليه رئيس الاستخبارات في ذلك الوقت مقالاً لصحيفة لبنانية تمت ترجمته، تطرق إلى “روايات متنوعة حول إصابة عين الوزير ديان”.
المقالة تحدث بهذا الشأن قائلة: “جرى سرد العديد من القصص عن زمن ومكان وظروف إصابة عين دايان وحتى الآن لم يتم إثبات أي من هذه الروايات العديدة.. وستبقى حقيقة إصابته لغزاً يحير المؤرخين”، فيما كتب رئيس الاستخبارات الإسرائيلية لدايان في نفس الورقة ساخراً من روايات الصحفي: “ما الذي يشغل بال أصدقائنا!!؟”.
وتوفي موشي داين في تشرين الأول عام 1980، ودفن في منطقة نهلال، وكان شغل في حياته منصب رابع رئيس هيئة أركان، كما عمل أيضاً في السلك الدبلوماسي، وكان وزيراً للزراعة، وعضواً بالكنيست من الدورة الرابعة إلى الثانية عشر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook