آخر الأخبارأخبار محلية
تقاطع مرحلي.. التيار والقوات يتفقان على نبذ التفاهم؟!
منذ ما قبل إعلان ما سُمّي بـ”التقاطع” بين “التيار الوطني الحر” وقوى المعارضة، وفي مقدّمها “القوات اللبنانية”، على تبنّي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، يصرّ المحسوبون على الطرفين على نبذ عبارة “تفاهم”، معتبرين أنّ ما حصل مجرّد “تقاطع” على اسم أزعور، بوصفه مقبولاً من الطرفين، بالنظر إلى المواصفات التي يتمتع بها، وتؤهّله ليكون “مشروع” مرشح توافقي، إن جاز التعبير.
لوحظ هذا الأمر في الأيام الأخيرة بشكل واضح، وربما نافر، في إطلالات الشخصيات المحسوبة على الطرفين، حيث كان لافتًا مثلاً أنّ أحد نواب “القوات” حرص في مقابلة تلفزيونية، على “تصحيح” استخدام المُحاوِر لكلمة “تفاهم”، ومطالبته باستبدالها بـ”تقاطع” مرارًا وتكرارًا، على اعتبار أنّ “التقاطع” هو تلاقٍ على بندٍ وحيد، في حين أنّ التفاهم هو أوسع وأعمّ وأشمل، ويتطلب الكثير من النقاشات.
ولأنّ الأمر نفسه رُصِد في خطاب “التيار الوطني الحر”، رغم أنّه عمليًا كان أول من طرق باب “القوات”، باعتبار أنّ اتفاق الكتل المسيحيّة الأساسية “مفتاح” حلّ الأزمة الرئاسية، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فلماذا هذا الإصرار المُبالَغ به على عبارة “تقاطع” بدل “تفاهم”؟ وما حقيقة أنّ الأمر مرتبط فقط برغبة الطرفين المشتركة بـ”إسقاط” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لتعود بعدها الأمور إلى نقطة الصفر؟!
“شبح” تفاهم معراب
في حديث الطرفين عن “تقاطع”، لا “تفاهم”، يظهر جليًا ما يمكن توصيفه بـ”شبح” تفاهم معراب، الذي أبرمه “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، قبل ستّ سنوات ونيّف، والذي أفرز انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، وهلّل له الطرفان بوصفه “مصالحة مسيحية”، ليتبيّن في وقت لاحق أنّه كان مجرد “تفاهم مصلحي” على تقاسم “الكعكة”، إن جاز التعبير، سرعان ما “سقط” على الأرض، وتحديدًا في امتحان “التطبيق”.
ولعلّ المفارقة التي تجعل المقارنة أكثر من مشروعة بين “تفاهم معراب”، وما يسمّى بـ”التقاطع على أزعور” اليوم، يكمن في “تشابه” الهدف، فما جمع عون برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يومها، هو نفسه ما يجمع الأخير برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل اليوم، أي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، باعتبار أنّ الطرفين ما كانا ليفكّرا بالالتقاء والاتحاد، لو لم يصبح فرنجية قريبًا من استلام لقب “الفخامة”.
لكنّ الطرفين يدركان تمام الإدراك أنّ “تكرار” سيناريو تفاهم معراب اليوم، ولو اقتصر الأمر على استعارة مصطلح “التفاهم” ليس إلا، ليس في مصلحتهما، خصوصًا بعد كلّ “التعبئة والتحريض” على امتداد السنوات الماضية، وبعدما أصبح باسيل “رمزًا للفساد” في نظر القاعدة “القواتية”، فيما بات جعجع “متأمرًا على العهد” في قاموس القاعدة “العونية”، علمًا أنّ جمهوري الفريقين ما عادا قابلين لفكرة التلاقي، ولو بعنوان “المصالحة”.
تقاطع “مرحلي” غير ناضج
لكن ثمّة بعد آخر للإصرار على استخدام مصطلح “التقاطع”، لا “التفاهم”، وفق ما يقول العارفون، ويقوم على أنّ التقاطع الذي يُحكى عنه على اسم أزعور “مرحلي” ليس إلا، وهو ليس ثمرة أيّ تلاقٍ حقيقيّ بين الجانبين، لا على المشروع ولا حتى على الاسم، باعتبار أنّهما لم يسمّيا وزير المال الأسبق لإيصاله لقصر بعبدا، ولا سيما أنّ لكلّ منهما “مرشحًا مفضّلاً آخر” للرئاسة، لكنّه متروك على الأرجح لمراحل لاحقة.
لعلّ ذلك ظهر بشكل أو بآخر في حديث رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قبل أيام، حين غمز من قناة جعجع من دون تسميته، بقوله إنّ الآخرين هم الذين أتوا إليه وليس هو من ذهب إليهم، وهو ما أثار جدلاً واسعًا وطرح الكثير من علامات الاستفهام، إذ كيف يمكن لأيّ زعيم أن يهاجم زعيمًا آخر، ولو كان خصمًا تقليديًا له، في مرحلة “تقاطع” أو “تفاهم” بينهما، في حين أنّ المنطق يميل لتكريس “هدنة تلقائية” بين الجانبين.
لهذه الأسباب، يعتقد العارفون أنّ التقاطع “مرحلي” ليس إلا، وأنّه يستنفد بمجرد تحقيق غاياته، في جلسة 14 حزيران المقبلة أو بعدها، ولا سيما أنّ كلاً من جعجع وباسيل “يتوجّس” من الآخر، فالأول لا يزال على قناعته بأنّ رئيس “التيار” يستخدمه من أجل “تحسين” شروطه التفاوضية مع “حزب الله”، فيما يواصل الثاني هجومه على الأول من دون ضوابط، وهو يعتقد ضمنًا أنّ مرشحه ليس سوى قائد الجيش، الذي سبق لباسيل أن وضع “فيتو” على اسمه.
في النتيجة، يبدو أنّ ما يجمع بين “القوات” و”التيار” ليس سوى سليمان فرنجية. فله يعود الفضل في إبرام “تفاهم معراب” الذي لم يصمد، وله أيضًا يعود الفضل في ما سُمّي “تقاطعًا”، بعد “قطيعة”، دفعت برئيس حزب “القوات” لرفض استقبال وفود “عونية” في وقتٍ ما. ثمّة من يجزم أنّ انسحاب فرنجية، إن حصل، سيعيد “المتاريس” بين باسيل وجعجع تلقائيًا، فهل مثل هذا السيناريو وارد، وهل هذا هو العمل “المبدئي”؟!
لوحظ هذا الأمر في الأيام الأخيرة بشكل واضح، وربما نافر، في إطلالات الشخصيات المحسوبة على الطرفين، حيث كان لافتًا مثلاً أنّ أحد نواب “القوات” حرص في مقابلة تلفزيونية، على “تصحيح” استخدام المُحاوِر لكلمة “تفاهم”، ومطالبته باستبدالها بـ”تقاطع” مرارًا وتكرارًا، على اعتبار أنّ “التقاطع” هو تلاقٍ على بندٍ وحيد، في حين أنّ التفاهم هو أوسع وأعمّ وأشمل، ويتطلب الكثير من النقاشات.
ولأنّ الأمر نفسه رُصِد في خطاب “التيار الوطني الحر”، رغم أنّه عمليًا كان أول من طرق باب “القوات”، باعتبار أنّ اتفاق الكتل المسيحيّة الأساسية “مفتاح” حلّ الأزمة الرئاسية، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فلماذا هذا الإصرار المُبالَغ به على عبارة “تقاطع” بدل “تفاهم”؟ وما حقيقة أنّ الأمر مرتبط فقط برغبة الطرفين المشتركة بـ”إسقاط” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لتعود بعدها الأمور إلى نقطة الصفر؟!
“شبح” تفاهم معراب
في حديث الطرفين عن “تقاطع”، لا “تفاهم”، يظهر جليًا ما يمكن توصيفه بـ”شبح” تفاهم معراب، الذي أبرمه “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، قبل ستّ سنوات ونيّف، والذي أفرز انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، وهلّل له الطرفان بوصفه “مصالحة مسيحية”، ليتبيّن في وقت لاحق أنّه كان مجرد “تفاهم مصلحي” على تقاسم “الكعكة”، إن جاز التعبير، سرعان ما “سقط” على الأرض، وتحديدًا في امتحان “التطبيق”.
ولعلّ المفارقة التي تجعل المقارنة أكثر من مشروعة بين “تفاهم معراب”، وما يسمّى بـ”التقاطع على أزعور” اليوم، يكمن في “تشابه” الهدف، فما جمع عون برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يومها، هو نفسه ما يجمع الأخير برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل اليوم، أي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، باعتبار أنّ الطرفين ما كانا ليفكّرا بالالتقاء والاتحاد، لو لم يصبح فرنجية قريبًا من استلام لقب “الفخامة”.
لكنّ الطرفين يدركان تمام الإدراك أنّ “تكرار” سيناريو تفاهم معراب اليوم، ولو اقتصر الأمر على استعارة مصطلح “التفاهم” ليس إلا، ليس في مصلحتهما، خصوصًا بعد كلّ “التعبئة والتحريض” على امتداد السنوات الماضية، وبعدما أصبح باسيل “رمزًا للفساد” في نظر القاعدة “القواتية”، فيما بات جعجع “متأمرًا على العهد” في قاموس القاعدة “العونية”، علمًا أنّ جمهوري الفريقين ما عادا قابلين لفكرة التلاقي، ولو بعنوان “المصالحة”.
تقاطع “مرحلي” غير ناضج
لكن ثمّة بعد آخر للإصرار على استخدام مصطلح “التقاطع”، لا “التفاهم”، وفق ما يقول العارفون، ويقوم على أنّ التقاطع الذي يُحكى عنه على اسم أزعور “مرحلي” ليس إلا، وهو ليس ثمرة أيّ تلاقٍ حقيقيّ بين الجانبين، لا على المشروع ولا حتى على الاسم، باعتبار أنّهما لم يسمّيا وزير المال الأسبق لإيصاله لقصر بعبدا، ولا سيما أنّ لكلّ منهما “مرشحًا مفضّلاً آخر” للرئاسة، لكنّه متروك على الأرجح لمراحل لاحقة.
لعلّ ذلك ظهر بشكل أو بآخر في حديث رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قبل أيام، حين غمز من قناة جعجع من دون تسميته، بقوله إنّ الآخرين هم الذين أتوا إليه وليس هو من ذهب إليهم، وهو ما أثار جدلاً واسعًا وطرح الكثير من علامات الاستفهام، إذ كيف يمكن لأيّ زعيم أن يهاجم زعيمًا آخر، ولو كان خصمًا تقليديًا له، في مرحلة “تقاطع” أو “تفاهم” بينهما، في حين أنّ المنطق يميل لتكريس “هدنة تلقائية” بين الجانبين.
لهذه الأسباب، يعتقد العارفون أنّ التقاطع “مرحلي” ليس إلا، وأنّه يستنفد بمجرد تحقيق غاياته، في جلسة 14 حزيران المقبلة أو بعدها، ولا سيما أنّ كلاً من جعجع وباسيل “يتوجّس” من الآخر، فالأول لا يزال على قناعته بأنّ رئيس “التيار” يستخدمه من أجل “تحسين” شروطه التفاوضية مع “حزب الله”، فيما يواصل الثاني هجومه على الأول من دون ضوابط، وهو يعتقد ضمنًا أنّ مرشحه ليس سوى قائد الجيش، الذي سبق لباسيل أن وضع “فيتو” على اسمه.
في النتيجة، يبدو أنّ ما يجمع بين “القوات” و”التيار” ليس سوى سليمان فرنجية. فله يعود الفضل في إبرام “تفاهم معراب” الذي لم يصمد، وله أيضًا يعود الفضل في ما سُمّي “تقاطعًا”، بعد “قطيعة”، دفعت برئيس حزب “القوات” لرفض استقبال وفود “عونية” في وقتٍ ما. ثمّة من يجزم أنّ انسحاب فرنجية، إن حصل، سيعيد “المتاريس” بين باسيل وجعجع تلقائيًا، فهل مثل هذا السيناريو وارد، وهل هذا هو العمل “المبدئي”؟!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook