آخر الأخبارأخبار محلية

الفراغ طويل.. التسوية بعد الكارثة؟

دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري المجلس للانعقاد من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد اعلان قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، لكن من الواضح ان دعوة بري للجلسة النيابية تأتي لمجرد رفع الاحراج عن نفسه، اذ من المتوقع ان تشبه الجلسة المقبلة الجلسات السابقة.

لن يتمكن الوزير السابق جهاد ازعور من الوصول الى عتبة الـ٦٥ صوتا، اذ ان التحليلات تؤكد انه لا يزال بعيدا عن هذا الرقم، خصوصا اذا رفضت كتلة “اللقاء الديمقراطي” التصويت له منعا للدخول في كباش سياسي مع “الثنائي الشيعي”، الامر الذي سينهي الجلسة من دون تحديد جلسة اخرى قريبة.

وحتى لو استطاع ازعور الوصول الى النصف زائدا واحدا، فإن قوى الثامن من اذار قادرة على تطيير النصاب الدستوري في الجلسة الثانية وتكرار التجربة التي حصلت مع ترشيح رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض. بمعنى اخر، وصل ازعور الى ال٦٥ صوتا ام لم يصل، ستكون النتيجة ذاتها.

بدأ خطاب “الثنائي الشيعي” وتحديدا حزب الله بالتصاعد السلبي ضد ترشيح ازعور، وبات يصفه بمرشح التحدي الامر الذي يعني ان وصوله الى بعبدا هو انكسار للحزب، وبهذا يكون حزب الله قد قطع الطريق على نفسه امام اي تنازل او تفاوض حول اسم ازعور الذي بات خصما للحزب، اقله اعلاميا.

لكن الاصطفاف السياسي والنيابي الذي حصل في الايام الماضية والذي تحول بشكل او بآخر الى انقسام اسلامي مسيحي، يعني ان تنازل اي طرف سيكون انكسارا كبيرا له، وهذا يوصل الى استمرار الكباش الى ما لا نهاية، ويؤدي الى استمرار الفراغ الرئاسي في ظل الانهيار الاقتصادي في لبنان…

مخاطر الفراغ كبيرة، وهذا ما تدركه بعض الدول المعنية بالملف اللبناني، وهي لا تبدأ بالانهيار النقدي بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خصوصا اذا لم تتمكن سلطات المصرف المركزي من ضبط الليرة اللبنانية كما يحصل اليوم، ولا تنتهي بمخاطر التوترات الامنية بسبب الحشد الطائفي الحاصل، مرورا بالتلويح بالمؤتمر التأسيسي الذي بات على لسان اكثر من قوة سياسية.

حتى اللحظة لم يؤد نضج التسويات الاقليمية الى ضغوط كافية على الافرقاء اللبنانيين من اجل الذهاب الى انتخاب رئيس جديد للبنان، وقد تكون الاولويات المتعددة للدول المتحاورة اليوم بعيدة كل البعد عن الساحة اللبنانية ما يجعل التسوية رهن التوافقات الداخلية التي ليست متوقعة في القريب العاجل.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى