مشاركة فصيل مشاة من قوات النخبة الإسرائيلية لأول مرة في أضخم مناورات عسكرية في أفريقيا بالمغرب
يشارك لأول مرة جنود إسرائيليون من “لواء غولاني” في مناورات “الأسد الأفريقي 2023” العسكرية التي انطلقت الثلاثاء بالمغرب وتتواصل لغاية 16 يونيو الجاري. “لواء غولاني” هو تشكيل مشاة من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي ينفذ باستمرار مهام في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأعلنت السلطات المغربية مشاركة وفود عسكرية من بلدان عدة من دون ذكر اسم إسرائيل.
نشرت في: 07/06/2023 – 17:35
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له مطلع الأسبوع الجاري “أن وفدا يتكون من 12 جنديا وقائدا في ’لواء غولاني‘ الاستطلاعي غادر الأحد إسرائيل للمشاركة في مناورات ’الأسد الأفريقي 2023‘ في المغرب، والتي تعتبر أضخم تدريبات عسكرية في القارة السمراء”.
وأضاف “هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الإسرائيلي بصورة فعالة في هذه المناورات الدولية على التراب المغربي”. لكن السلطات المغربية تحفظت على ذكر اسم إسرائيل في هذه المناورات وتحدثت فقط عن مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى.
ومناورات الأسد الأفريقي التي ينظمها سنويا المغرب والولايات المتحدة بصورة مشتركة، ستجري بنسختها الـ19 من الثلاثاء وحتى 16 حزيران/يونيو الجاري وسيشارك فيها ما يقرب من ثمانية آلاف عسكري من 18 دولة.
وفي شريط فيديو حول الحدث بثه موقع “هسبريس” باللغة العربية، قال النقيب ياسر حجوجي من القوات الملكية المغربية “ننظم الدورة الـ19 للتمرين المشترك المتعدد الجنسيات الأسد الأفريقي 2023 بمشاركة العديد من ضباط القوات العسكرية الملكية بمختلف مكوناته البرية والبحرية والجوية في تمرين القادة”. أضاف: “هو تمرين مشترك بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية. هدفه رفع من قدراتنا العملية في مختلف المجالات، كالتخطيط المشترك ورفع من مستوى الجاهزية والاستجابة للأزمات والكوارث”.
من جهته، أضاف المقدم الأمريكي ريتشارت تاونر “سنقوم بمناورات يومية وفي مناطق متنوعة بهدف بناء قدرات جديدة لمواجهة كل التهديدات في القارة الأفريقية”.
“الجنود الإسرائيليون لقوا ترحيبا كبيرا في المغرب”
ويشارك من الجانب الإسرائيلي “لواء غولاني”، وهو فصيل مشاة من قوات النخبة ينفذ باستمرار مهمات قتالية في الأراضي الفلسطينية.
وفي بيانه لفت الجيش الإسرائيلي إلى أنه “في الأسبوعين المقبلين، سيركز جنودنا على تدريبات في مواقف قتالية مختلفة تجمع بين حرب العصابات في المدن والحرب تحت الأرضية، وستختتم بتدريب مشترك لجميع الجيوش المشاركة”.
وفي العام الماضي شارك الجيش الإسرائيلي في مناورات “الأسد الأفريقي”، لكن على مستوى مراقبين عسكريين دوليين فقط أي من دون أي مشاركة لجنوده على الأرض المغربية.
وأوضحت هيئة الأركان المغربية أن المناورات هذا العام تشمل خصوصا “تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية ومشتركة، ليلا ونهارا، وتمرينا مشتركا للقوات الخاصة، وعمليات محمولة جوا، ومستشفى عسكريا ميدانيا يقدّم خدمات جراحية و طبية لفائدة السكان، وتمارين مكافحة أسلحة الدمار الشامل”.
وكتب موقع “إي 24” الإسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي لم يذكر اسمه ” لقد لقي الجنود الإسرائيليون ترحيبا كبيرا في المغرب” وأضاف: “كل شيء بدأ في مارس/آذار 2022 عندما توجه وفد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي إلى المغرب، لقد وضعنا الأسس هناك لعلاقة عسكرية وثيقة بين جيشينا”. وأردف نفس المصدر: “بالنسبة للجنود المغاربة، فإن الأمر يتعلق بالتعلم ومشاركة التجربة العسكرية الإسرائيلية. هؤلاء الجنود لديهم تحديات مشتركة مع تحدياتنا، وهي حماية الحدود ومكافحة التطرف”.
رئيس الكنيست في الرباط؟
وردا على سؤال حول سبب اختيار “لواء غولاني” التابع للجيش الإسرائيلي أوضح نفس المصدر العسكري أنه “كان رمزيا”، مضيفا “يعرف الجنود المغاربة تاريخ ’لواء غولاني‘ وتجربته ودرايته وخبرته. إنه في النهاية واحد من وحدات النخبة في سلاح المشاة”.
ويعمل المغرب وإسرائيل على تسريع تعاونهما على الصعيد العسكري والأمني والتجاري والسياحي منذ تطبيع العلاقات بينهما في كانون الأول/ديسمبر 2020 في إطار الاتفاقات الإبراهيمية التي توسطت فيها الولايات المتحدة وأثمرت تطبيعا للعلاقات بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية.
ومقابل تطبيع علاقاته مع إسرائيل حصل المغرب من الولايات المتحدة على اعتراف بـ”السيادة المغربية” على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو. وبعد الزيارة التي قامت بها إلى المملكة وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف، يُتوقع أن يصل إلى الرباط الأربعاء رئيس الكنيست أمير أوحانا في زيارة رسمية “تاريخية”. وستكون هذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس للبرلمان الإسرائيلي بدعوة من نظيره المغربي.
وأوحانا، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق والقيادي في حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، يتحدر من أصول مغربية. وعلى الرغم من أن التحركات الشعبية المؤيدة للفلسطينيين ضعفت في المغرب، إلا أن التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية لا يزال واسعا.
فرانس24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook